استنفار بعد تعليق «فتح» وفصائل عضويتها في أمن المخيمات في لبنان

استنفار بعد تعليق «فتح» وفصائل عضويتها في أمن المخيمات في لبنان
TT

استنفار بعد تعليق «فتح» وفصائل عضويتها في أمن المخيمات في لبنان

استنفار بعد تعليق «فتح» وفصائل عضويتها في أمن المخيمات في لبنان

توترت الساحة الفلسطينية في لبنان في الأيام القليلة الماضية على خلفية قرار حركة «فتح» وفصائل أخرى تعليق مشاركتها في اللجنة الأمنية العليا المكلفة بالحفاظ على الأمن في المخيمات الفلسطينية، حيث لا وجود للقوى الأمنية اللبنانية، ما يهدد باهتزاز الاستقرار الهش، وبخاصة في مخيم «عين الحلوة» الواقع جنوب البلاد، الذي يشهد تضخما سكانيا ويعيش فيه عدد كبير من المطلوبين للسلطات اللبنانية بتهم إرهاب.
وفيما استنفرت مختلف القوى الفلسطينية في الساعات القليلة الماضية في مسعى منها لاحتواء التطورات الأخيرة، كشف ممثل حركة «حماس» في لبنان، علي بركة، عن أن اجتماعا سيعقد اليوم في السفارة الفلسطينية في بيروت يضم جميع الفصائل لمعالجة الأزمة المستجدة، التي رجّح أن تكون «عابرة». وقال بركة لـ«الشرق الأوسط»: «سنضع كل الأمور والأوراق على الطاولة لكي تعود الأمور إلى سابق عهدها، لا بل أفضل مما كانت عليه».
من جهته، نفى قائد الأمن الوطني الفلسطيني، اللواء صبحي أبو عرب، أن تكون حركة «فتح» قد انسحبت من اللجنة الأمنية المشتركة، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ما حصل هو «تعليق عضوية مؤقت لدفع باقي الفصائل لتحمل مسؤولياتها وعودة التنسيق على أسس صحيحة».
ومنذ عام 2014 تتولى لجنة أمنية مشتركة، تضم ممثلين عن الفصائل، الأمن في المخيمات الفلسطينية كافة، وتغطي حركة «فتح» 70 في المائة من تكاليفها... إلا أن «تعاطي باقي الفصائل وبالتحديد قوى التحالف (حماس، والجهاد الإسلامي، والصاعقة، وغيرها) كما القوى الإسلامية بلامبالاة مع الأحداث وسعيها لإعطاء الأولوية للمصلحة الحزبية على المصلحة العامة، دفعت فتح وفصائل منظمة التحرير لتعليق مشاركتها في اللجنة الأمنية، وبخاصة في ظل تلكؤ الفصائل المذكورة في دفع حصصها بتمويل اللجنة»، هذا ما أكدته مصادر فلسطينية داخل «عين الحلوة» لـ«الشرق الأوسط» محذرة من «خطورة ما يحصل وإمكانية دخول طابور خامس على الخط لزعزعة الاستقرار الهش في المخيم وبخاصة بعد انفراط العمل الأمني المشترك».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.