كشف رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، عن أسباب فشل انعقاد اللقاء الثلاثي، الذي كان من المفترض أن يتم في القاهرة أمس، قائلا إن المشير خليفة حفتر والمستشار عقيلة صالح رفضا لقاءه، عادًا أن الأساس هو جلوس كل الأطراف لمناقشة الأفكار المطروحة لدى كل طرف، وليس وضع شروط مسبقة.
وشدد السراج على أن الحوار سيمكّن لا محالة من إيجاد الحلول، «أما تعنت كل طرف، فإنه يؤدي إلى جمود الحل السياسي، وزيادة معاناة الشعب الليبي». كما كشف السراج عن اعتزامه الإعلان عن خريطة طريق جديدة خلال أيام، دون أن يفصح عن تفاصيلها، موضحا أن الجانب المصري التقى مع كل طرف على حدة، لكن انتهى الأمر دون عقد اللقاء الثلاثي، مبرزا أن مصر «تبذل جهودا كبيرة، ونحن نقدر ذلك، ولكن دون حوار، لن يكلل أي اجتماع بالنجاح».
وردا على سؤال حول تشكيل الحكومة المقبلة، قال السراج: «ليس لدي مانع من تشكيلها، فالأهم هو تنفيذ استحقاق تعديل الإعلان الدستوري الذي يعطل البرلمان حتى الآن، ومن المفترض أن تجلس الأطراف للاتفاق على خريطة طريق تؤدي إلى إنقاذ ليبيا». واتهم السراج أيضا مجلس النواب بالتعنت، كما اتهم المشير خليفة حفتر، وقال: «إنه إذا تم التوافق على تشكيل الحكومة، فلن يكون ذلك خطوة مفيدة في ظل الخلافات الراهنة»، مؤكدا أن أي حكومة سيتم تشكيلها لن يتم احترامها، ولن يوافق عليها البرلمان في ظل رفض الحوار والتوافق الثلاثي.
وردا على سؤال حول ما تردد عن تشكيل مجلس عسكري، وآخر رئاسي بنائبين، قال السراج إن هذا الأمر لم يطرح.
وغادر السراج القاهرة مساء أمس دون الإعلان عن إتمام اللقاء مع المشير خليفة حفتر، أو لقاء ثلاثي ينضم إليه المستشار عقيلة صالح، ويبدو أن اللقاء تم بشكل منفرد بين الشخصيات الثلاثة والفريق أول محمود حجازي، «الذي بذل كل الجهود لتقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف»، ولم يعلن حتى الآن عن أي تفاصيل نظرا للتكتم الشديد الذي رافق هذا الاجتماع.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر رفيعة المستوى أن السراج غادر القاهرة دون التوصل لاتفاق بعينه، وأن كل ما تم طرحه مجرد أفكار تدور حول تشكيل حكومة إنقاذ مصغرة، ومجلس رئاسي برئاسة السراج ونائبين، وتشكيل مجلس عسكري برئاسة المشير خليفة حفتر، وعندما تتفق كل الأطراف على هذا الطرح، فربما يكون هناك لقاء جديد في القاهرة، التي يصل إليها اليوم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الذي سيقابل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وفي سياق متصل، التقى أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، علي القطراني نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، وعمر الأسود عضو المجلس الرئاسي، وذلك في إطار الجهود المبذولة لإحراز التقدم المطلوب لحل الأزمة الراهنة في ليبيا، وتشجيع الحوار السياسي بين كل الأطراف الليبية، للوصول إلى التوافق المنشود، الذي يمكّن ليبيا من استكمال عملية انتقالها الديمقراطي بنجاح.
وأوضح الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن أبو الغيط أكد خلال اللقاء التزام الجامعة العربية «بتحمل مسؤولياتها تجاه الأشقاء في ليبيا، والحفاظ على سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية»، كما أكد الأمين العام على أن الجامعة ستستمر في عملها وجهودها من أجل تشجيع التوصل إلى تسوية سلمية شاملة للخروج من المأزق الراهن، بما في ذلك تعزيز تنسيقها وتعاونها مع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالشأن الليبي، بخاصة دول الجوار الليبي، والأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي.
السراج لـ«الشرق الأوسط»: رفض الاجتماع يزيد معاناة الليبيين
السراج لـ«الشرق الأوسط»: رفض الاجتماع يزيد معاناة الليبيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة