ابن كيران يشيع جثمان الطالب الذي لقي مصرعه في جامعة فاس

الضحية ينتمي إلى فصيل «التجديد الطلابي» التابع لحركة التوحيد والإصلاح الإسلامية

عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية
عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية
TT

ابن كيران يشيع جثمان الطالب الذي لقي مصرعه في جامعة فاس

عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية
عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية

حضر عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، أمس جنازة الطالب عبد الرحيم الحسناوي الذي توفي أول من أمس على أثر الأحداث التي شهدتها كلية العلوم بمدينة فاس بين فصيل «التجديد الطلابي» الإسلامي، وفصيل «النهج الديمقراطي القاعدي» اليساري الراديكالي.
وجرى تشييع جثمان الحسناوي بمسقط رأسه في الجرف بمدينة الرشيدية (جنوب). وحضر الجنازة أيضا قيادات من الحزب، هم: عبد الله باها نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ووزير الدولة، ولحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، وسمية بنخلدون الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، وعبد الله بووانو رئيس الفريق النيابي لـ«العدالة والتنمية»، وعبد العالي حامي الدين رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، وعبد الصمد اﻻدريسي رئيس جمعية محامي العدالة والتنمية، وخالد بوقرعي رئيس التنظيم الشبابي للحزب، بالإضافة إلى قيادات من جمعية حركة التوحيد والإصلاح، الجناح الدعوي للحزب.
وكان الطالب المتوفى ينتمي إلى فصيل «التجديد الطلابي» التابع تنظيميا إلى حركة التوحيد والإصلاح. ويرتقب أن يكون للحادث تداعيات كبيرة، تعيد إلى الواجهة الأحداث الدامية التي شهدتها الجامعة المغربية في عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.
وكان الحادث قد نجم على خلفية اعتراض طلبة الفصيل القاعدي اليساري على حضور عبد العالي حامي الدين القيادي في حزب العدالة والتنمية ندوة كان طلبة «التجديد الطلابي» يعتزمون تنظيمها حول «الإسلاميون واليسار والديمقراطية»، دعي إليها أيضا حسن طارق عضو حزب «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية» المعارض.
ويزعم «القاعديون» أن حامي الدين ضالع في مصرع الطالب اليساري بنعيسى أيت الجيد عام 1993 بجامعة ظهر المهراز في فاس، وهي القضية التي أعيد فتحها من جديد العام الماضي، واتهم فيها أيضا عمر محب عضو جماعة العدل والإحسان الإسلامية شبه المحظورة. بيد أن حامي الدين نفى بشكل قاطع علاقته بالحادث.
وفي غضون ذلك، ذكر بيان صدر أمس عن الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف بفاس أن النيابة العامة تجري بحثا بواسطة الشرطة القضائية حول الأحداث التي شهدتها كلية العلوم بفاس. وأضاف أن «الأبحاث لا تزال جارية في موضوع القضية، وسيجري ترتيب الآثار القانونية اللازمة في ضوء نتائجها».
وفي السياق ذاته، وصفت هيئة دفاع عائلة الحسناوي التي تضم المحامين عبد الصمد الإدريسي، وأحمد حرمة، ونور الدين بوبكر، ورقية الرميد، البيان الذي أصدرته السلطات الأمنية في فاس بأنه بيان متسرع صدر «قبل تجميع الحقائق والإلمام بالوقائع والتحريات الميدانية وانطلاق الأبحاث وتعميقها، التي وحدها يمكن أن تؤدي إلى استنتاج سبب الوفاة وملابساتها». كما انتقدت هيئة الدفاع مضامين البيان، وقالت إنه «يمس بسير البحث وحياده ويخل بسريته، فضلا عن كونه يتجاوز اختصاصات ولاية الأمن، التي كان حريا بها تلافي وقوع الجريمة»، وأهابت بالنيابة العامة في محكمة الاستئناف بفاس «العمل على الإشراف المباشر على الأبحاث المنجزة وتعميقها بغية تقديم كل المتورطين والمشتبه فيهم إلى العدالة، وإسناد البحث في القضية إلى جهة محايدة غير ولاية أمن فاس». من جهتها، دعت منظمة التجديد الطلابي في بيان لها الدولة المغربية إلى إعلان «النهج الديمقراطي القاعدي» منظمة إرهابية، واتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية وأمنية في حق مرتكبي هذه الجريمة «النكراء». وانتقدت المنظمة «تلكؤ» الجهات الرسمية في حماية الطلبة، وحملتها «مسؤولية الفاجعة لعدم تحملها مسؤوليتها كاملة في حفظ الأمن بالوسط الجامعي، واستمرار أسلوب المهادنة في التعامل مع مظاهر التسلح داخل الحرم الجامعي». وكان رئيس المنظمة الطالب رشيد العدوني قد روى وقائع مخالفة لما تضمنه بيان ولاية (محافظة) أمن فاس بشأن الحادث، فبينما تحدث البيان الرسمي عن وقوع مواجهات بين الفصيلين الطلابيين، نفى العدوني حدوث مواجهات، مؤكدا أن طلبة «التجديد الطلابي» تعرضوا لهجوم مدبر بالأسلحة البيضاء في باحة الجامعة من قبل طلبة الفصيل القاعدي، مما أسفر عن إصابة 16 طالبا وطالبة، اثنان منهم ما زالا في حالة حرجة. بدوره، أدان فصيل طلبة العدل والإحسان مقتل الحسناوي ووصف ما حدث بـ«العنف الممنهج» الذي تسعى «الكيانات الحاقدة» المتورطة فيه إلى أن «تفقد الجامعة بريقها وريادتها في التغيير والبناء».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.