قمة نارية بين سان جيرمان وبرشلونة... وبنفيكا يتربص بدورتموند

عجلة دوري أبطال أوروبا تعود للدوران اليوم بأول مباراتين في ذهاب الدور ثمن النهائي

لاعبو بنفيكا خلال التدريبات أمس استعدادًا لمواجهة دورتموند (إ.ب.أ)  -  ميسي ونيمار وسواريز محور خطورة برشلونة («الشرق الأوسط»)
لاعبو بنفيكا خلال التدريبات أمس استعدادًا لمواجهة دورتموند (إ.ب.أ) - ميسي ونيمار وسواريز محور خطورة برشلونة («الشرق الأوسط»)
TT

قمة نارية بين سان جيرمان وبرشلونة... وبنفيكا يتربص بدورتموند

لاعبو بنفيكا خلال التدريبات أمس استعدادًا لمواجهة دورتموند (إ.ب.أ)  -  ميسي ونيمار وسواريز محور خطورة برشلونة («الشرق الأوسط»)
لاعبو بنفيكا خلال التدريبات أمس استعدادًا لمواجهة دورتموند (إ.ب.أ) - ميسي ونيمار وسواريز محور خطورة برشلونة («الشرق الأوسط»)

يستضيف نادي باريس سان جيرمان الفرنسي نظيره برشلونة الإسباني في قمة نارية في العاصمة باريس في ذهاب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، الذي يشهد اليوم أيضًا لقاء آخر بين بنفيكا البرتغالي وبوروسيا دورتموند الألماني.
على ملعب بارك دي برانس يأمل سان جيرمان صاحب الأرض في فك عقدته مع الفريق الكاتالوني منذ آلت ملكيته إلى هيئة «قطر للاستثمارات الرياضية» عام 2011، حيث التقيا مرتين في الدور ربع النهائي وكان التأهل من نصيب برشلونة.
ففي موسم 2012 - 2013 خرج باريس سان جيرمان دون أن يخسر أمام برشلونة (2 - 2 ذهابًا في باريس، و1 - 1 إيابًا في برشلونة، وتأهل الأخير لتسجيله أكثر خارج قواعده)، ثم خسر ذهابًا وإيابًا موسم 2014 - 2015 (1 - 3 في باريس و2 - صفر في برشلونة).
والتقى الفريقان في دور المجموعات في الموسم ذاته، وفاز الفريق الفرنسي 3 - 2 على أرضه، وخسر 1 - 3 في كامب نو.
كما أن السجل الشخصي للإسباني أوناي إيمري مدرب سان جيرمان أمام برشلونة ضعيف جدًا، ففي 23 مواجهة له عندما كان مديرًا فنيًا لإشبيلية حقق فوزًا واحدًا فقط، وكان في الدوري الموسم الماضي.
وتعاقد باريس سان جيرمان مع إيمري الصيف الماضي خلفا للوران بلان على أمل تجسيد نجاحاته في الدوري الأوروبي مع إشبيلية (قاده إلى اللقب في الأعوام الثلاثة الأخيرة) ومساعدة ممثل العاصمة الفرنسية على تخطي دور ربع النهائي الذي خرج منه في المواسم الأربعة الأخيرة.
لكن إنهاء سان جيرمان لدور المجموعات في المركز الثاني خلف أرسنال الإنجليزي وضع النادي في موقف صعب كونه اضطر إلى مواجهة أحد أبطال المجموعات، فكان نصيبه بطل إسبانيا مجددًا، وبات مطالبًا بتخطيه لبلوغ ما حققه في الأعوام الأربعة الأخيرة إلا وهو الدور ربع النهائي. ويسود تفاؤل كبير المعسكر الباريسي عقب البداية القوية في العام الحالي، حيث حقق النادي 10 انتصارات وتعادل مرة واحدة في مبارياته الـ11 الأخيرة في مختلف المسابقات.
وقال لاعب الوسط الإيطالي ماركو فيراتي عقب الفوز الثمين والكبير على المضيف بوردو 3 - صفر يوم الجمعة الماضي: «لدينا ثقة في مؤهلاتنا وهذه المباراة جاءت في الوقت المناسب بالنسبة لنا. لو جاءت في بداية الموسم لكنت أكثر قلقًا، ولكن كل شيء تغير»، في إشارة إلى البداية الصعبة للنادي والتي أبعدته عن صدارة الدوري لصالح نيس ومن بعده موناكو.
ويحتل سان جيرمان حاليًا المركز الثاني في الدوري الذي يحمل لقبه في الأعوام الأربعة الأخيرة، بفارق 3 نقاط خلف موناكو المتصدر.
ويعول سان جيرمان على معنويات لاعبيه العالية وسجله الرائع على ملعبه في المسابقة القارية، حيث خسر مرة واحدة في العقد الأخير.
من جهته، قال المدافع الدولي البرازيلي ماكسويل الذي سبق له الدفاع عن ألوان الفريق الكاتالوني: «إنه تحد كبير. ببساطة، يتعين علينا تقديم مباراتين كبيرتين».
وأضاف: «نحن لا نريد أن يكون هناك أي حسرة، مثلما كان الأمر في الموسم الماضي. ليس من السهل أبدًا أن تلعب ضد برشلونة. لا أحد يدخل هذه البطولة، ويأمل في ملاقاة البطل الإسباني. ومع ذلك، سنكون مطالبين بإحداث الفارق. يجب أن نقدم كل ما لدينا». وشدد مواطنه لوكاس مورا على خطورة برشلونة، وقال: «إذا ارتكبت خطأ أمام فريق مثل برشلونة، فقد حكمت على نفسك بالموت!»، لكنه أبدى ثقته في قدرة فريقه على تخطي النادي الكاتالوني ومواصلة مشواره نحو تحقيقه حلم التتويج باللقب. وقال: «أعتقد أن بإمكاننا تحقيق ذلك، على الرغم من احترامنا الكبير لبرشلونة الذي اعتبره أفضل فريق في العالم. لا يوجد فريق في العالم لا يمكن هزيمته. أعتقد أننا أيضًا أقوياء جدا، فنحن نكسب الكثير من الاحترام على الساحة القارية، ستكون مساندة جماهيرنا لنا مهمة جدًا، سيساعدنا ذلك كثيرا».
ويخوض باريس سان جيرمان المباراة في غياب لاعب وسط الدولي الإيطالي تياغو موتا الذي دافع عن ألوان برشلونة سابقًا أيضًا، وذلك بسبب الإيقاف، لكن إيمري يملك الأسلحة اللازمة لتعويض غيابه؛ في مقدمتها الدولي الواعد أدريان رابيو، إضافة إلى الأرجنتيني أنخل دي ماريا، والوافد الجديد الألماني يوليان دراكسلر، إلى جانب تألق مهاجمه الدولي الأوروغوياني ادينسون كافاني الذي سجل 25 هدفًا في الدوري هذا الموسم.
ولن يكون برشلونة لقمة سائغة أمام الباريسيين، على الرغم من تذبذب مستوى النادي نسبيًا هذا الموسم، لكنه أيضًا عاد بقوة وحجز بطاقته إلى المباراة النهائية لمسابقة كأس إسبانيا للعام الرابع على التوالي وعلى حساب أتلتيكو مدريد العنيد، ثم سحق مضيفه ومنافسه المستقبلي في النهائي ألافيس بنصف دستة أهداف في الدوري يوم السبت. وخسر برشلونة مرة واحدة فقط في مبارياته الـ22 الأخيرة، لكنه تلقى ضربة موجعة السبت بإصابة مدافعه الأيمن أليكس فيدال في كاحله وسيبتعد عن الملاعب حتى نهاية الموسم.
ويغيب أيضًا لاعب وسطه الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو بسبب إصابة في الفخذ، لكن صفوفه تشهد عودة القائد جيرار بيكيه، والبرازيلي رافينيا الذي سيضطر إلى وضع قناع وقائي بعد تعافيه من كسر في الأنف.
ويعول برشلونة الذي لا يزال ينافس على الجبهات الثلاث (الدوري والكأس المحليين ومسابقة دوري أبطال أوروبا) على ثلاثيه الهجومي الضارب الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرازيلي نيمار، والأوروغوياني لويس سواريز.
وتحفل المباراة بمواجهة «الأصدقاء» الأميركيين الجنوبيين: ميسي ومواطنه دي ماريا، ونيمار مع مواطنيه تياغو سيلفا وماكسويل وماركينيوس ولوكاس، وكذلك سواريز ضد مواطنه كافاني وكلاهما يتصدر لائحة الهدافين (18 هدفا للأول في الليغا، و25 للثاني في الدوري الفرنسي).
ويتطلع لويس سواريز إلى تكرار إنجازه السابق أمام سان جيرمان عندما سجل ثنائية في شباك الفريق الفرنسي قبل موسمين، ساهمت في تأهل برشلونة إلى الدور قبل النهائي للبطولة الأوروبية. وواصل سواريز تألقه خلال تلك النسخة، حيث سجل في شباك يوفنتوس الإيطالي في المباراة النهائية التي أقيمت بالعاصمة الألمانية برلين، والتي انتهت بفوز برشلونة 3 / 1، ليتوج باللقب في أول موسم له مع الفريق الكتالوني.
بنفيكا يواجه دورتموند
وعلى ملعب النور في لشبونة يلعب اليوم أيضًا بنفيكا البرتغالي بطل عامي 1961 و1962 مع بوروسيا دورتموند بطل 1997 في مواجهة متكافئة نسبيًا.
ويعول بنفيكا على عاملي الأرض والجمهور لحسم المواجهة الأولى على ملعبه، واستغلال المعنويات المهزوزة للاعبي الخصم الذين تعرضوا لخسارة قاسية أمام دارمشتات صاحب المركز الأخير في الدوري 1 - 2.
بيد أن الفريق الألماني أبلى البلاء الحسن في المسابقة القارية وتصدر مجموعته أمام ريال مدريد حامل اللقب، وبالتالي لن يكون صيدًا سهلاً لبنفيكا متصدر الدوري في بلاده، والذي يدخل المباراة بعد فوزه الكبير على ضيفه أروكا 3 - صفر. وقال توماس توخيل مدرب دورتموند بعد الهزيمة أمام دارمشتاد: «ضد دارمشتاد لم يكن لدينا ما نخسره. المباراة كانت محط الأنظار والجميع كان يتوقع فوزنا. يبدو أننا نواجه مشكلات في التركيز عندما لا تكون المباراة مهمة».
وأعرب توخيل عن تخوفه من دفاع دورتموند الذي ظهر مهتزًا طيلة الموسم. ورغم أن ثنائي الهجوم بيير إيمريك أوباميانغ وماركو ريوس كانا مصدرا دائما للأهداف لكن دفاع دورتموند لم يكن على الحال نفسه لتتلقى شباك الفريق أهدافا سهلة. وعلق رومان بيركي حارس دورتموند على مواجهة بنفيكا قائلاً: «ستكون مباراة مختلفة تمامًا... موسيقى دوري الأبطال وحدها تجعل الأمور مختلفة».
في المقابل كانت مسيرة بنفيكا ناجحة حتى الآن، حيث يتطلع الفريق البرتغالي لبلوغ دور الثمانية للمرة الثالثة في آخر ستة مواسم.
وفاز بنفيكا 3 - صفر على أروكا يوم الجمعة الماضي ليحافظ على صدارة الدوري البرتغالي متفوقًا على غريمه بورتو ويملك يومًا أكثر للراحة من نظيره الألماني.
ويملك بنفيكا في صفوفه المهاجم اليوناني الدولي كوستاس ميتروغلو الذي سجل 12 هدفًا في آخر 12 مباراة.
وسيفتقد بنفيكا لاعبه الصربي أندريه زيفكوفيتش بسبب الإيقاف، لكن بعد الفوز الرابع في آخر خمس مباريات لم يكن الفريق يتمنى دخوله هذه المواجهة بحال أفضل من ذلك.
وتقام مباراتا الإياب في 8 مارس (آذار) المقبل في «كامب نو» و«سيغنال أيدونا بارك» تواليا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».