الداخلية الكويتية: لا تجمعات غير طبيعية على الحدود مع العراق

مساعٍ دبلوماسية وبرلمانية لاحتواء النزاع بشأن «خور عبد الله»

الداخلية الكويتية: لا تجمعات غير طبيعية على الحدود مع العراق
TT

الداخلية الكويتية: لا تجمعات غير طبيعية على الحدود مع العراق

الداخلية الكويتية: لا تجمعات غير طبيعية على الحدود مع العراق

أكدت السلطات الكويتية استقرار المناطق الحدودية مع العراق، وعدم وجود أي مظاهر لتجمعات على الجانب العراقي من الحدود، في ظل أزمة بدأت تنحسر بشأن ممر «خور عبد الله» المائي.
ونفى وكيل وزارة الداخلية الكويتية، الفريق سليمان فهد الفهد، أمس، وجود أي تجمعات عراقية غير طبيعية على الحدود مع بلاده، وقال: إن المنطقة الحدودية مع العراق لم تشهد أي تجمعات غير طبيعة، وأن الحركة التجارية مستمرة كالمعتاد. وأوضح الفهد خلال لقائه عددا من الصحافيين والإعلاميين بمقر وزارة الداخلية، أن «ما يحدث من بعض الدول المجاورة هي صراعات سياسية داخلية لا شأن للكويت بها» لافتا إلى أن «الأوضاع الأمنية على الحدود جيدة، وأن جميع القطاعات المعنية تقوم بمهامها بكل كفاءة واقتدار». ودعا الفهد وسائل الإعلام إلى تحري الدقة، وقال: «الظروف الإقليمية في هذه الفترة تحتاج منا إلى الدقة والتحري والتأني قبل نشر أي أخبار تتعلق بالشأن الأمني لتكون الصورة واضحة»، مضيفًا أن «الأوضاع الداخلية تتأثر بما يتم إثارته عبر وسائل الإعلام، وبعض الأخبار قد تخلق حالة من ردة الفعل، خصوصا في ظل الظروف الإقليمية التي لا تحتمل التأويل أو التفسير»، وأضاف أن «ما تتخذه الوزارة من إجراءات احترازية هدفها تحصين الجبهة الداخلية، والحفاظ على أمن وسلام الوطن والمواطنين».
وسعت الخارجية الكويتية ورئيس مجلس الأمة إلى احتواء أزمة تصريحات عراقية طالبت بتعديل اتفاقية الممر المائي بين البلدين؛ كونها تضرّ بالمصالح التجارية العراقية، لكن الحكومة العراقية أكدت التزامها بالاتفاق المبرم عام 2012، وعدم رغبتها في خرق الاتفاقات الدولية مع الكويت. كما تعهد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري لدى لقائه نظيره الكويتي في القاهرة، أول من أمس، بالتزام بلاده المواثيق الدولية المبرمة مع الكويت.
وكان نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، تلقى أول من أمس دعمًا بريطانيًا في قضية «خور عبد الله»، واعتبر خلال زيارته لندن أن التصريحات الصادرة من بغداد لا تجسد الموقف الرسمي العراقي.
وكان الجار الله، رحّب الأسبوع الماضي بتصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قائلاً: «نحن نرحب بالتصريحات التي تهدف إلى التهدئة التي نحن معها، ولا نعير إطلاقا أي اهتمام لأي تصريحات أخرى تؤجج وتغالط الحقيقة، وتسعى إلى التصعيد».
إلى ذلك، ذكر رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، بعد لقائه رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري في القاهرة أول من أمس، أن التصريحات الرسمية العراقية، وبينها تصريح رئيس البرلمان، بشأن خور عبد الله «خطوة غاية في الأهمية لقطع الطريق على من يريد إشعال الفتنة بين الجانبين». وذكر بيان صادر عن مجلس الأمة الكويتي، أن الجبوري «أكد موقف البرلمان العراقي الواضح والغالبية من البرلمان من احترامهم لسيادة الكويت واحترامهم كل الاتفاقيات الدولية المبرمة بين الكويت والعراق».
و«خور عبد الله» هو ممر مائي يقع شمال الخليج ما بين جزيرتي «بوبيان» و«وربة» الكويتيتين وشبه جزيرة الفاو العراقية، ويمتد هذا الخور إلى داخل الأراضي العراقية مشكلا خور الزبير الذي يقع فيه ميناء أم القصر. وكانت الكويت والعراق وقّعتا على اتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في «خور عبد الله» عام 2012، التي تم إيداعها لدى الأمم المتحدة آنذاك. وتنص الاتفاقية على إنشاء لجنة إدارة مشتركة، من أبرز مهامها تنظيم الملاحة في «خور عبد الله» وضمان سلامة الممر المائي، والمحافظة على البيئة، إضافة إلى أمور أخرى، منها صيانة الخور وتعميق وتوسيع الممر الملاحي والتعامل مع سفن صيد الأسماك في الممر المائي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.