كسرت معركة «الموت ولا المذلة» التي أطلقتها قوات المعارضة في جنوب سوريا، أمس، هدوء الجبهة المستمر منذ أكثر من عام، حيث شنت المعارضة معركة للسيطرة على حي المنشية ودرعا البلد، في مدينة درعا، تمهيدًا للسيطرة على كامل المدينة.
وانطلقت المعركة، التي تشارك فيها فصائل عسكرية في الجنوب ومتشددين أيضًا، بتفجير مفخختين يقودهما انتحاريان بنقاط عسكرية تابعة لقوات النظام التي تحكم السيطرة على المدينة، قبل أن تستكمل المعركة بهجوم واسع استهدف حي المنشية، القريب من حي درعا المحطة. وتشارك في العملية فصائل منضوية تحت تكتل «هيئة تحرير الشام» التي تعتبر «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقًا) أبرز تشكيلاتها، كما تشارك في العملية فصائل أخرى مثل «أحرار الشام» و«الفرقة 46» و«ألوية العمري» و«أحرار نوى» وغيرها، بحسب ما ذكرت مواقع التواصل، وانضوت جميعها تحت لواء غرفة عمليات «البنيان المرصوص».
وتعد هذه العملية أولى العمليات العسكرية التي تشنها «هيئة تحرير الشام» في جنوب سوريا، منذ تأسيسها قبل أسبوعين في الشمال.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن التفجيرين اللذين وقعا في المنطقة ترافقا مع معارك تواصلت بشكل عنيف بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر من «جبهة فتح الشام» والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، في حي المنشية بمدينة درعا وأطراف الجمرك القديم في المدينة، في محاولة من الفصائل لتحقيق تقدم في الحي، واستكمال السيطرة على حي المنشية.
ويتمتع حي المنشية بأهمية استراتيجية، كونه يقع في بقعة جغرافية مرتفعة، ويُطل على مركز المدينة، ويكشف اللواء 132 دبابات، شمال مدينة درعا، وفرع الشرطة العسكرية، وموقع حميدة الطاهر العسكري.
وذكر موقع «عنب بلدي»، السوري المعارض، اندلاع اشتباكات وقصف استهدف مختلف أحياء درعا البلد، بالتزامن مع اشتباكات على أطراف حي المنشية، مشيرًا إلى أن خط الاشتباكات الكامل بحي المنشية مشتعل، إذ يتركز هجوم قوات المعارضة على أكثر من محور لقوات النظام، ولفت إلى أن طيران النظام قصف أحياء درعا البلد، بالتزامن مع القصف بصاروخ من نوع «فيل»، إضافة إلى قصف عنيف بالمدفعية على الأحياء السكنية. وقال إنه في حال استطاعت قوات المعارضة السيطرة على حي المنشية، فإن ذلك يعني الإشراف على مساحات واسعة من درعا المحطة، وبالتالي إمكانية السيطرة عليها والتوجه إلى السيطرة على مدينة درعا بالكامل.
بدورها، ذكرت وكالة «سانا» الرسمية السورية للأنباء أن قوات النظام اشتبكت مع مجموعات هاجمت بأعداد كبيرة منازل المواطنين والنقاط العسكرية في حي المنشية، بمنطقة درعا البلد، لافتة إلى أن قوات النظام «تمكنت من صد الهجوم واحتوائه، الذي تركز على محاور شارع السويدان ودوار المصري وجامع بلال الحبشي والجمارك القديمة، باتجاه الطرف الجنوبي الشرقي لحي المنشية».
وتسيطر قوات المعارضة منذ عام 2015 على نصف أحياء درعا البلد تقريبًا، بالإضافة لحي طريق السد ومخيم درعا، إذ تتموضع على تماس مباشر مع النظام، ولا وجود لأي مسافة فاصلة بين الطرفين.
وشهدت المنطقة هدوءًا منذ التدخل الروسي في سوريا، وانكفاء غرفة «الموك» عن دعم قوات المعارضة بالسلاح. وجاءت المعركة بعد نحو أسبوع على الإعلان الأميركي عن سعيه لإنشاء منطقة آمنة في الجنوب، إلى جانب منطقة أخرى في الشمال.
وبحسب «شبكة شام» المعارضة، فإن المعركة تهدف للسيطرة على كامل حي المنشية الاستراتيجي، المتاخم لجمرك درعا القديم، إذ بسيطرة الثوار عليه سيستحيل على قوات النظام الوصول إلى المعبر الحدودي مع الأردن. ويعتبر نجاح المعركة إنجازًا كبيرًا، وتقديم خدمة كبرى للمدنيين، إذ سيتم بذلك تخليص بعض الأحياء من صواريخ الـ«فيل» التي تتمركز بعض قواعدها في حي المنشية. وتعتبر السيطرة على الحي أيضًا تأمينًا أكبر للطريق الحربي الواصل بين مدينة درعا وريفها الشرقي من جهة، وريف درعا الغربي من جهة أخرى.
معركة ضد النظام في درعا تكسر هدوء الجبهة الجنوبية
خسارته حي المنشية قد تمنعه من السيطرة على المعبر مع الأردن
معركة ضد النظام في درعا تكسر هدوء الجبهة الجنوبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة