مجتمع الأعمال الياباني متفائل بلقاء آبي وترمب

الزعيمان رحبا بعلاقات اقتصادية منفتحة ولم يتطرقا للمسائل الخلافية

مجتمع الأعمال الياباني متفائل بلقاء آبي وترمب
TT

مجتمع الأعمال الياباني متفائل بلقاء آبي وترمب

مجتمع الأعمال الياباني متفائل بلقاء آبي وترمب

تلقى كبار رجال الأعمال اليابانيين بشكل إيجابي ما بدر عن أجواء الاجتماع بين رئيس وزراء اليابان شينزو آبي والرئيس الأميركي دونالد ترمب، طبقا لما ذكرته هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية «إن إتش كيه» أمس السبت.
وقال سادايوكي ساكاكيبارا، رئيس اتحاد رجال الأعمال الياباني (كيدانرين) إن الاجتماع له تأثير كبير على مستقبل العلاقات بين اليابان وأميركا، معربا عن أمله في أن تستفيد اليابان وأميركا من النمو وتوفير فرص العمل، وأشار إلى أن البلدين سيضطلعان بدور ريادي في بناء بيئات اقتصادية دولية حرة ومنفتحة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وقال أكيو تويودا، رئيس شركة «تويوتا موتورز» اليابانية للصحافيين، إن الزعيمين اتفقا على إجراء محادثات، تعتمد على التجارة الحرة والعادلة، معربا عن أمله في إجراء حوار اقتصادي بين نائب رئيس وزراء اليابان تارو آسو، ونائب الرئيس الأميركي مايك بينس. وكان آبي أول زعيم أجنبي يلتقي بالرئيس المنتخب في «ترمب تاور» في مانهاتن، بعد أيام من الانتخابات التي جرت في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. واستقبل ترمب آبي عند باب المقر الرئاسي قبيل اجتماعهما في المكتب البيضاوي.
وقال ترمب في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض: «شددت على يده واحتضنته لأن هذا ما نشعر به. لدينا، علاقة جيدة جدا جدا... لدينا كيمياء جيدة جدا جدا، سأبلغكم إذا تغيرت، ولكني لا أعتقد ذلك». وآبي هو ثاني زعيم من مجموعة العشرين يزور ترمب في البيت الأبيض، بعد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في 27 يناير (كانون الثاني) الماضي، وقبل لقاء رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو المقرر يوم غد الاثنين.
وقال ترمب: «هذه واحدة من أول الزيارات التي يقوم بها زعيم أجنبي، وأنا سعيد حقا أنها من حليف مهم وراسخ». وتابع أن «العلاقة بين بلدينا والصداقة بين شعبينا عميقة للغاية. وهذه الإدارة ملتزمة بتوثيق هذه العلاقة بشكل أكبر».
وقال ترمب إنه «سيسعى لإقامة علاقات تجارية حرة ونزيهة ومتبادلة، تفيد البلدين». وكان ترمب قد هدد في يناير الماضي، شركة «تويوتا» اليابانية للسيارات بفرض ضرائب عليها، إذا شيدت مصنعا جديدا مقررا في المكسيك، وكشفت الشركة لاحقا عن خطط لتوفير 400 وظيفة في مصنع أميركي.
وأكد ترمب «السعي إلى علاقة تجارية حرة وعادلة وعلى قاعدة المعاملة بالمثل» مع اليابان، لكنه ظل مبهما حول مستقبل المحادثات مع اليابان بعد رفضه لمعاهدة التبادل الحر عبر المحيط الهادي.
وهذه المعاهدة - التي تتمسك بها اليابان - كانت من أولويات الرئيس السابق باراك أوباما، الذي اعتبر أنها تشكل ثقلا موازيا للصين التي يزداد نفوذها في المنطقة. وسعى آبي منذ صباح الجمعة إلى التأكيد على أن الروابط الاقتصادية بين البلدين تفيد الولايات المتحدة أيضا، رغم العجز التجاري الذي تعانيه إزاء طوكيو.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.