عمارة مهجورة في طهران تتحول إلى بيت للفنانين

صممها المعماري النمساوي فيشر قبل قرن.. وخلال الحرب العالمية استضافت قوات الحلفاء

في 1999 أصبحت «فيشر آباد» من ممتلكات بلدية طهران، لتتحول إلى أحد المراكز الثقافية والفنية في العاصمة وتضم العمارة معرضا للفنون السبعة، ومتجرا للمعروضات الفنية
في 1999 أصبحت «فيشر آباد» من ممتلكات بلدية طهران، لتتحول إلى أحد المراكز الثقافية والفنية في العاصمة وتضم العمارة معرضا للفنون السبعة، ومتجرا للمعروضات الفنية
TT

عمارة مهجورة في طهران تتحول إلى بيت للفنانين

في 1999 أصبحت «فيشر آباد» من ممتلكات بلدية طهران، لتتحول إلى أحد المراكز الثقافية والفنية في العاصمة وتضم العمارة معرضا للفنون السبعة، ومتجرا للمعروضات الفنية
في 1999 أصبحت «فيشر آباد» من ممتلكات بلدية طهران، لتتحول إلى أحد المراكز الثقافية والفنية في العاصمة وتضم العمارة معرضا للفنون السبعة، ومتجرا للمعروضات الفنية

قبل مائة عام، وفي منتصف النهار من أيام الصيف، استند کامران میرزا، وهو أحد أولاد السلطان صاحبقران الـ42، على وسادة أجداده القاجاريين تحت شجرة الزيزفون في حديقته، وقام بالتحديق في المعماري النمساوي الماهر، فيشر. وفي ما بعد عرفت هذه العمارة باسم «فيشر آباد» (عمارة فيشر).
وبعد خمسين عاما تحولت عمارة «فيشر آباد» إلى نزل يستضيف قوات الحلفاء، وجرى فيها تشييد مبان عسكرية، وأخذ يدوي فيها صخب الأحذية العسكرية التي كان أصحابها من رواد النزل. انتهت الحرب وبقيت عمارة فيشر آباد مقصدا للعسكريين، وتحولت إلى عمارة مهجورة بعد أعوام من قيام الثورة في إيران.
وفي 1999 أصبحت «فيشر آباد» من ممتلكات بلدية طهران، وتولى بهروز غريب بور عملية إعادة بناء العمارة المهجورة، لتتحول إلى أحد المراكز الثقافية والفنية في العاصمة. وبعد عام واحد قام الرئيس الأسبق محمد خاتمي بافتتاح العمارة والحديقة، وبات عنوانها بيت الفنانين، وتحولت حديقة العمارة إلى حديقة الفنانين التي تضم بركا کبیرة، ومركزا للرياضة، وسوقا صغيرة، وموقعا لألعاب الأطفال، وتم إلحاق مسرح «إيران شهر» بالمجموعة. وتتوزع الأقسام الرئيسة لهذا المركز الثقافي داخل العمارة التي تتكون من طابقين، وثلاث قاعات تحمل أسماء شهناز، وفريدون ناصري، وغلام حسين أمير خاني. وتقام في هذه القاعات عدة فعاليات مثل عرض الأفلام، وإقامة دورات تدريبية، والاجتماعات والجلسات الفنية المتوالية.
وتقام على سطح العمارة ورشات مسرحية، وعرض الدمى المسرحي برعاية الممثل الإيراني عزت الله انتظامي. وتضم العمارة معرضا للفنون السبعة، ومتجرا للمعروضات الفنية، إذ يبهر الزوار بمشهد الأشجار الباسقة التي تزين الحديقة عند النظر من خلال الشبابيك الخشبية الطويلة لغرف العمارة. وتحول الفرعان اللذان يصلان جانبي العمارة ببعضها بعضا إلى معقل لرواد العمارة التي تعرف الآن باسم «بوستان» والحديقة التي جرت تسميتها بـ«غلستان». وتضم «غلستان» مطعما إيرانيا تقليديا، وآخر يقدم وجبات للنباتيين. ويحظر التدخين في «غلستان» التي تتميز بأجواء هادئة بعيدة عن الضوضاء، وباتت معقلا للفنانين القدماء الذين يتجمعون فيها تاركين «بوستان» للشباب الذين يطلقون ضحكات بصوت مرتفع، ويستمتعون بتدخين السجائر، ويتبادلون أطراف الحديث، ويناقشون الأحداث الفنية اليومية بالنظرات والكلام. ويمثل «بوستان» جيل الشباب، فيما يمثل «غلستان» الجيل الماضي.
وتشهد العمارة ازدحاما في الأمسيات، وقد تضطر إلى الانتظار في الطابور أمام بركة الماء، وأنت ترى أن الموسيقار الإيراني المعروف لوريس جكنواريان يمر من أمامك، وتسمع أن الشخص الذي يقف بجانبك يتحدث عن مجموعة غربية تنتمي إلى مجموعة ميتاليكا. وتلفت انتباهك الأزياء الإسلامية الملونة للبنات، والقبعات التي يرتديها الشباب وهي تتماشى مع الموضة. وفي كل مرة تزور العمارة تلتقي بالأصدقاء هناك، وترى عددا من الزوار وهم جالسون على الأعشاب. معظم هؤلاء طلبة فرع الفنون. وفي فترة سابقة فإنك كنت مثلهم، لكنك الآن ترتاد «بوستان» وتطلب قهوة اسبريسو أو طبقا من البطاطس المقلية والجبن.
وانتشرت شائعات لمرات عديدة بأنهم يعتزمون إغلاق بيت الفنانين «لأنه أصبح عشا للدبابير والفساد». لكنك عندما تصل بيت الفنانين تراه يستقبل الزوار. ويبقى الضوء الصادر من بيت الفنانين إشارة تدل على استمرار الفعاليات فيها رغم تغيير المديرين، والموظفين، والفصول.
*إعداد «الشرق الأوسط» بالفارسية «شرق بارسي»



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.