«درع الفرات» تدخل الباب... وتوقع بسيطرة وشيكة على المدينة

قيادي عسكري: سنواجه النظام إذا استمر بالتقدم وقد ننتقل إلى الرقة بدل منبج

عناصر من الجيش الحر أثناء مواجهة في مدينة الباب (غيتي)
عناصر من الجيش الحر أثناء مواجهة في مدينة الباب (غيتي)
TT

«درع الفرات» تدخل الباب... وتوقع بسيطرة وشيكة على المدينة

عناصر من الجيش الحر أثناء مواجهة في مدينة الباب (غيتي)
عناصر من الجيش الحر أثناء مواجهة في مدينة الباب (غيتي)

دخلت «قوات درع الفرات» مدينة الباب التي تحاصرها من ثلاث جهات وتعد آخر معاقل تنظيم داعش في محافظة حلب في شمال سوريا، وذلك غداة تقدم قوات النظام جنوبها في معركة يتسابق الطرفان فيها لاستعادة المدينة. وتوقّعت المعارضة إعلان السيطرة عليها بالكامل خلال ساعات، من دون أن تستبعد إمكانية المواجهة المباشرة مع النظام إذا استمر في محاولات التقدم والانتقال بعدها إلى الرقة بدل منبج.
ويأتي تقدم هذه القوات التي تحاصر المدينة من الجهات الغربية والشمالية والشرقية، غداة وصول قوات النظام السوري وحلفائها إلى مشارف المدينة من جهة الجنوب، حيث باتت على بعد 1.5 كيلومتر منها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قوات النظام تمكنت من السيطرة على بلدة تادف الاستراتيجية جنوبي مدينة الباب في عملية نفذت بدعم جوي روسي، الأمر الذي نفاه كل من المرصد والمعارضة. وقالت الوزارة في بيان لها إن بلدة تادف شكلت «المعقل الأمامي المعزز بشكل كبير للمسلحين على مشارف مدينة الباب» الواقعة شمال شرقي محافظة حلب. ولفت البيان إلى أن «القوات الحكومية السورية وصلت، نتيجة هذا الهجوم، إلى الخط الفاصل مع تشكيلات (الجيش السوري الحر)، حيث تم التنسيق حول هذا الخط مع الجانب التركي».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «القوات التركية وفصائل معارضة في إطار عملية (درع الفرات) توغلت السبت في القسم الغربي من مدينة الباب وتمكنت من السيطرة على مواقع عدة». وأوضح مصطفى سيجري، رئيس المكتب السياسي لـ«لواء المعتصم»، أحد الفصائل المشاركة في «درع الفرات»، «نخوض المعارك في وسط المدينة ونتوقع السيطرة عليها بشكل كامل خلال ساعات، وسنواجه النظام إذا استمرّ في محاولات تقدمه بعدما بات اليوم، من الجهة الجنوبية، في بلدة طلاطل التي تبعد عن الباب 3 كيلومترات وتفصل بينها وبين الباب بلدة تادف». وفي حين ذكّر بالمواجهات الأخيرة التي وقعت بين الطرفين قبل يومين، لفت إلى «أن معلومات كانت قد وصلت إلينا تفيد بأن (داعش) يحاول الصمود في مواجهتنا بهدف تسليم المدينة إلى النظام»، سائلا: «كيف يمكن للأخير أن يسيطر خلال أيام قليلة على 30 قرية في وقت نخوض نحن معارك في كل بيت على حدة»، مضيفا: «يبدو واضحا أن هناك تنسيقا بين الطرفين والتنظيم يسلم القرى إلى النظام».
وعن المرحلة القادمة، قال سيجري: «الخطة كانت الانتقال إلى منبج بعد انتهاء المرحلة الثالث والسيطرة على الباب، لكن اليوم قد يتم تعديلها والتوجه إلى الرقة بعد محاولات تسليمها إلى قوات سوريا الديمقراطية». وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو قال الأربعاء إنه بمجرد الانتهاء من عملية الباب، فإن تركيا وحلفاءها قد يرسلون قوات خاصة إلى الرقة (شمال).
من جهته، قال قائد عسكري في لواء السلطان مراد لوكالة الأنباء الألمانية إن مقاتلي الجيش السوري الحر (قوات درع الفرات) سيطرت اليوم (أمس) على الصوامع والنادي الرياضي جنوب غربي مدينة الباب وشارع زمزم وجامع فاطمة الزهراء شمال المدينة بعد اشتباكات هي الأعنف مع مسلحي التنظيم. وأكد القائد العسكري، الذي طلب عدم ذكر اسمه أن «المعارك أصبحت داخل المدينة وأن المواجهات أصبحت وجهًا لوجه وأن الطيران الحربي التركي استهدف بعدة غارات موقع تنظيم داعش في مدينة الباب وعلى أطرافها».
وأضاف: «بعد سيطرة الجيش الحر على مستشفى الحكمة وجبل عقيل غرب المدينة أصبحت قوات درع الفرات متحكمة بأهم المواقع فيها، ما يجعل عملية السيطرة الكاملة عليها مسألة وقت لا أكثر مع وصول معلومات من داخل المدينة، وأن تنظيم داعش بدأ بسحب قواته باتجاه الجنوب الشرقي، وأن المقاومة التي ينفذها الثوار داخل المدينة من قتل عناصر من التنظيم عجلت في سحب قواتهم».
ومنذ شهرين، تشكل مدينة الباب التي يسيطر عليها التنظيم منذ عام 2014، هدفا لهجوم يشنه الجيش التركي دعما لفصائل سوريا معارضة في إطار عملية «درع الفرات»، قبل أن تبدأ قوات النظام السوري وحلفاؤها قبل أسابيع وبدعم روسي هجومًا موازيًا للسيطرة على المدينة.
وأمام هذه المستجدات الميدانية، غير معروف لغاية الآن، ما إذا كان التنظيم سيقاتل حتى النهاية، كما جرى في معاركه مع قوات سوريا الديمقراطية في مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، أم أن عناصره سيختارون الانسحاب من المدينة، بحسب ما أشار المرصد، وذلك عبر الطرق الترابية التي تركتها لهم قوات النظام والقوات التركية في المساحة الواصلة بين منطقة العمية وشرق الطريق الواصل بين تادف وريف حلب الشرقي ومحافظتي الرقة ودير الزور. وكان حصل أعلن في في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، بأن التنظيم بات يتخوف من حصاره في منطقة الباب، وبات يتهيأ للانسحاب منها، عبر إرسال عائلات مقاتليه وقيادييه من المدينة ومحيط الباب، إلى مناطق سيطرته في مناطق سوريا أخرى.
وأتى تقدم «درع الفرات» بعد تمكن قوات النظام بدعم من المسلحين الموالين لها وقوات النخبة من «حزب الله» اللبناني، وبغطاء من الكتائب المدفعية الروسية المساندة لها، من تحقيق تقدم هام يوم الجمعة أو السيطرة على قرية أبو طلطل المحاذية لبلدة تادف الواقعة بجنوب مدينة الباب، المعقل الأكبر لتنظيم داعش في ريف حلب بحيث باتت المسافة التي تفصلها عن مدينة الباب نحو 1.5 كلم، بحسب المرصد.
وتحاصر قوات «درع الفرات» مدينة الباب من الجهات الغربية والشمالية والشرقية، فيما تحاصرها قوات النظام من جهة الجنوب، بعدما تمكنت الاثنين من قطع طريق إمداد حيوي للتنظيم المتشدد. ويأتي توغل قوات «درع الفرات» إلى القسم الغربي غداة وصول قوات النظام السوري الجمعة إلى مشارف المدينة من الجنوب، حيث باتت على بعد 1.5 كيلومتر منها، بحسب المرصد.
وأعلن الجيش التركي، عن مقتل 43 عنصرًا من تنظيم داعش، في اشتباكات وقصف مدفعي وجوي لقواته ضد 245 هدفًا للتنظيم، شمالي سوريا في إطار عملية درع الفرات، بحسب بيان صادر عن هيئة الأركان التركية العامة، ونقلته وكالة الأناضول، حول سير العمليات أول من أمس الجمعة. وأوضح البيان أن سلاح المدفعية التركي، قصف 179 هدفًا لـ«داعش» استهدف فيها منصات دفاعية، ومقرات عسكرية، للتنظيم، لافتًا إلى شن الطيران الحربي، غارات جوية ضد 66 هدفًا، دمّر فيه 55 ملجأً، ومقرين عسكريين، ومستودعًا للأسلحة، ومحطة للخطوط اللاسلكية تابعة لـ«داعش».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.