بداية خيسوس القوية لا تعني بالضرورة النجاح الدائم... وتوريه صائب في تحذيره

5 لاعبين أجانب تألقوا على طريقة اللاعب البرازيلي في الدوري الإنجليزي

من اليمين لليسار- كريسبو وسيمونسن واغويرو ودي ماريا وإبراهيموفيتش - البرازيلي خيسوس أدى أداء رائعا في بداية مشواره (رويترز)
من اليمين لليسار- كريسبو وسيمونسن واغويرو ودي ماريا وإبراهيموفيتش - البرازيلي خيسوس أدى أداء رائعا في بداية مشواره (رويترز)
TT

بداية خيسوس القوية لا تعني بالضرورة النجاح الدائم... وتوريه صائب في تحذيره

من اليمين لليسار- كريسبو وسيمونسن واغويرو ودي ماريا وإبراهيموفيتش - البرازيلي خيسوس أدى أداء رائعا في بداية مشواره (رويترز)
من اليمين لليسار- كريسبو وسيمونسن واغويرو ودي ماريا وإبراهيموفيتش - البرازيلي خيسوس أدى أداء رائعا في بداية مشواره (رويترز)

قدم اللاعب البرازيلي الشاب غابرييل خيسوس أداء رائعا في بداية مشواره مع مانشستر سيتي الإنجليزي ويبدو أنه سيكون الخيار الأول لبيب غوارديولا في الخط الأمامي للفريق على حساب سيرجيو أغويرو. وسجل اللاعب البالغ من العمر 19 عاما والمنتقل لمانشستر سيتي من بالميراس البرازيلي الشهر الماضي مقابل 27 مليون جنيه إسترليني، هدفا في أول مباراة له مع مانشستر سيتي أمام وستهام يونايتد، قبل أن يسجل هدفين في المباراة التالية أمام سوانزي سيتي الأحد الماضي. وبالتأكيد فإن تحذير يايا توريه من رفع سقف التوقعات بشأن خيسوس كان صائبا رغم البداية الرائعة للمهاجم البرازيلي في مانشستر سيتي. ونورد هنا خمسة لاعبين آخرين تألقوا بقوة في بداية مشوارهم بالدوري الإنجليزي الممتاز.
* 1 آلان سيمونسن تشارلتون عام 1982
لم يكن نادي تشارلتون يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز آنذاك، لذا كان لا بد من الإشارة إلى هذه الصفقة الغريبة. كان اللاعب الدنماركي في التاسعة والعشرين من عمره وفي قمة تألقه الكروي عندما قرر الرحيل عن برشلونة الإسباني واللعب لتشارلتون مقابل 300 ألف جنيه إسترليني، في صفقة من المستحيل حدوثها على هذا النحو في الوقت الحالي. وحتى عام 1982، كان انتقال سيمونسن من برشلونة لتشارلتون بمثابة صدمة للجميع، لا سيما أنه كان قد حصل على لقب أفضل لاعب في أوروبا عام 1977. كما سبق له أن حصل على لقب الدوري الألماني ثلاث مرات والكأس الأوروبية مرتين مع نادي بروسيا مونشنغلادباخ، وكأس الكؤوس الأوروبية مع برشلونة، كما شارك في المباراة النهائية للكأس الأوروبية التي خسرها فريقه أمام ليفربول الإنجليزي.
وعندما انضم الأسطورة الأرجنتينية ديغو أرماندو مارادونا لبرشلونة، اضطر سيمونسن إلى الرحيل لتشارلتون في شهر أكتوبر (تشرين الأول) وكان المدير الفني للفريق هو كين كراغس، الذي لم يلعب كرة القدم على مستوى الاحتراف إطلاقا لكنه تولى قيادة الفريق بعد رحيل آلان مولري وأقيل من منصبه بعد شهر واحد فقط.
ولم يثن كل هذا سيمونسن عن الانتقال لتشارلتون. وسجل اللاعب الدنماركي في أول مباراة له بالدوري الإنجليزي والتي انتهت بهزيمة تشارلتون أمام ميدليسبره بثلاثة أهداف مقابل هدفين في 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، كما سجل ثمانية أهداف أخرى في 16 مباراة. وبعد ثلاثة أشهر فقط، رحل سيمونسن بعد أن تسبب في مشاكل مالية كبيرة للنادي الذي لم يتمكن من دفع راتبه.
* 2 هرنان كريسبو تشيلسي عام 2003
كان هرنان كريسبو هو أول صفقة لنادي تشيلسي الإنجليزي بعد بيع النادي للملياردير الروسي رومان إبراموفيتش، الذي أنفق 16.8 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع المهاجم الأرجنتيني من إنتر ميلان الإيطالي في أغسطس (آب) 2003. بعد شهر واحد فقط من الاستحواذ على النادي. لم يسجل كريسبو في أول مباراة له مع تشيلسي أمام سبارتا براغ في 16 سبتمبر (أيلول) والتي انتهت بفوز تشيلسي بهدف دون رد، لكنه سرعان ما توهج وسجل هدفين في المباراة التي انتهت بالفوز على وولفرهامبتون واندررز بخماسية نظيفة، بالإضافة إلى أربعة أهداف أخرى في الست مباريات التالية ليرفع رصيده إلى ستة أهداف في ثماني مباريات. ولكن بعد ذلك، هبط مستوى كريسبو بشكل غريب ولم يحرز سوى ستة أهداف أخرى، ليتوقف رصيده من الأهداف مع النادي الإنجليزي إلى 12 هدفا في 31 مباراة.
* 3 سيرجيو أغويرو مانشستر سيتي 2011
نظرا للبداية المثيرة للإعجاب لخيسوس مع مانشستر سيتي، فمن المهم أن نتذكر سويا ما حدث مع أغويرو قبل ست سنوات بعدما أزاحه خيسوس من مكانه بصفته المهاجم الأول لمانشستر سيتي. انضم أغويرو لمانشستر سيتي في صيف عام 2011 مقابل 38 مليون جنيه إسترليني قادما من أتليتكو مدريد الإسباني، وأصبح أفضل صفقة في النادي الإنجليزي خلال فترة امتلاك الشيخ منصور للنادي. وفي أول ظهور له مع مانشستر سيتي، سجل أغويرو هدفين في المباراة التي انتهت بفوز فريقه بأربعة أهداف دون رد على سوانزي سيتي، ثم سجل في ثالث مباراة له والتي انتهت بالفوز على توتنهام هوتسبير بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد، قبل أن يسجل ثلاثة أهداف في المباراة التي انتهت بالفوز بثلاثية نظيفة على ويغان، وهدفين في المباراة التي انتهت بهدفين لكل فريق أمام فولهام. وبصفة إجمالية، أحرز أغويرو ثمانية أهداف في أول ست مباريات له مع مانشستر سيتي، وأنهى أول موسم له في إنجلترا محرزا 30 هدفا في جميع البطولات.
* 4 أنخيل دي ماريا مانشستر يونايتد عام 2014
انضم دي ماريا إلى مانشستر يونايتد تحت قيادة المدير الفني الهولندي لويس فان غال مقابل 59.7 مليون جنيه إسترليني في صفقة جعلته أغلى لاعب في تاريخ الأندية الإنجليزية. وكان دي ماريا أفضل لاعب في مانشستر يونايتد في أول مباراة له مع الفريق والتي انتهت بالتعادل السلبي أمام بيرنلي في 30 أغسطس، كما سجل في المباراتين التاليتين أمام كوينز بارك رينجرز وليستر سيتي. وبعد مباراتين عاد دي ماريا لهز الشباك مرة أخرى أمام إيفرتون في المباراة التي انتهت بفوز مانشستر يونايتد بهدفين مقابل هدف في الخامس من أكتوبر، ليرفع رصيده إلى ثلاثة أهداف في أربع مباريات ويقدم أداء رائعا جعل الجميع يعتقد أن النجم الأرجنتيني سيكون بمثابة قوة كبيرة للشياطين الحمر وسيعيدهم إلى الطريق الصحيح مرة أخرى. لكن اللاعب الأرجنتيني لم يحرز سوى هدف واحد فقط بعد ذلك وكان أمام يوفيل تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي في يناير (كانون الثاني)، ليرحل عن «أولد ترافورد» في صيف 2015.
* 5 زلاتان إبراهيموفيتش مانشستر يونايتد عام 2016
خلال فصل الربيع، أعلن المهاجم السويدي المتألق دائما زلاتان إبراهيموفيتش أنه «يجري عمليات الإحماء» وأن السن «مجرد رقم»، لكن عندما أعلن المدير الفني لمانشستر يونايتد جوزيه مورينيو أنه تعاقد مع اللاعب المخضرم البالغ من العمر 35 عاما، شكك الجميع في جدوى الصفقة بسبب عمر اللاعب. لكن السلطان إبراهيموفيتش أثبت أن معدنه النفيس لا يصدأ بمرور الوقت، وأحرز أربعة أهداف في أول ثلاث مباريات له مع الفريق، أمام ليستر سيتي وبورنموث وساوثهامبتون، قبل أن يسجل مرة أخرى في شباك مانشستر سيتي ليرفع إجمالي أهدافه إلى خمسة أهداف في خمس مباريات.
وكان لاعب خط الوسط يايا تورييه حث مانشستر سيتي على عدم إثقال كاهل زميله غابرييل خيسوس بالتوقعات رغم البداية الرائعة للمهاجم البرازيلي في الفريق. وأوضح تورييه: «إنه لاعب جيد جدا... يتميز بالسرعة والدقة والذكاء. ورغم ذلك ندرك أن علينا التعامل بحرص وألا نفرط في الحماس لأن عليه أن يحتفظ بتركيزه». وقال: «ما نريده هو الاستمرار بنفس الوتيرة وفي نهاية الموسم يمكننا الحديث عنه. نحتاج لامتلاك لاعبين شبان لأن سيتي فريق دائما ما يريد الفوز بالدوري».
وأثنى لاعب الوسط فرناندينيو على القوة الذهنية لخيسوس بالقول إنه أجاد التعامل مع الضغوط رغم الضجة التي أثارها تألقه. وقال: «يحدوني الأمل في احتفاظه بمستواه على الأقل حتى نهاية الموسم. كلاعب يافع قد يتراجع مستواك أحيانا». وأضاف: «يمكنه تقديم أداء رائع... ولكنه جيد لأنه قوي ذهنيا... يحتفظ بنفس المستوى طوال الوقت... مستواه ثابت. يمكننا مساعدته في الاحتفاظ بهذا المستوى حتى نهاية الموسم... وإذا تمكن من ذلك... فسيشعر الجميع بالسعادة».
من جانبه قال المدافع بابلو زاباليتا إن خيسوس الوافد حديثا سيدفع سيرجيو أغويرو لإخراج أفضل ما في جعبته في مانشستر سيتي
وسيخلق حالة من «المنافسة الشريفة» في الفريق. ولازم أغويرو - هداف الفريق برصيد 18 هدفا في 26 مباراة هذا الموسم - مقاعد البدلاء مؤخرا ليتابع تألق زميله البرازيلي الشاب. وأضاف زاباليتا: «سيكون (أغويرو) بحالة جيدة. إنه لاعب ناضج. ليست المرة الأولى التي يجلس فيها على مقاعد البدلاء. نحتاج فريقا قويا للفوز بالألقاب. هذه كرة القدم».
وقال زاباليتا «خاصة في الفرق الكبرى... يكون لديك أكثر من لاعب كبير في كل مركز. وبالطبع لعب سيرجيو في أغلب فترات السنوات الماضية كخيار أول. الآن لدينا خيسوس». وأضاف: «أعتقد أنه من الجيد أن نمتلك لاعبين بهذا المستوى. دائما ما تكون المنافسة الشريفة في الفريق أمرا جيدا... فأنت تعرف أن عليك تقديم أداء جيد للاحتفاظ بمكانك في التشكيلة الأساسية وهذا أمر طبيعي في الفرق الكبرى».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».