توقع وزير مجلس الوزراء السوداني، أحمد سعد عمر، عودة وشيكة لزعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي، محمد عثمان الميرغني، نافيا في الوقت نفسه، ما يتردد عن تدهور الوضع الصحي للميرغني، قاطعًا بعدم وجود خلافات بينه وبين مساعد أول رئيس الجمهورية مسؤول التنظيم في الحزب الاتحادي.
وجدد عمر، وهو قيادي في الحزب الاتحادي، في حديث مع «الشرق الأوسط» تمسك حزبه بالإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها السلطات المالية السودانية مؤخرًا، وأكد متانة علاقة رئيس الحزب بالرئيس عمر البشير، كاشفًا عن لقاء تم بين الرجلين في العاصمة المصرية القاهرة تشاورا فيه بشأن الأوضاع بالبلاد.
وأعلن عمر عن دعم حزبه ومساندته التامة لمواقف المملكة العربية السعودية، ودول التحالف العربي في مواجهة الإرهاب وأجنداته الخبيثة، وفي الوقت ذاته، حذر مما سماه محاولات تعويق وتعطيل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني السوداني، التي تحول دون وقوع البلاد في دوامة العنف والدمار حال الالتزام بتنفيذها، مشيرًا إلى أهمية منصب رئيس وزراء ضمن التشكيلة الحكومية المزمعة، وأن يكون خاضعًا للمساءلة والمحاسبة أمام البرلمان.
* كيف ينظر الحزب الاتحادي الديمقراطي لما يدور في المشهد السياسي السوداني؟
- نتوقع تنفيذ وثيقة مخرجات الحوار الوطني السوداني وقراراته التي أجمعت عليها القوى السياسية والمجتمعية، لمواجهة القضايا العليا للوطن، وأن التعويق أو التعطيل أو الالتفاف عليها من أي نوع، سيفضى حتمًا لنتائج وخيمة، والحزب يدرك تمامًا أن البلاد مهددة فعلاً وتتربص بها دوائر وأجندات خبيثة تستهدف إضعافها وتمزيقها وزعزعة استقرارها، ونحن لا نريد للسودان أن يتعرض لسيناريوهات التدخل أو العنف أو الاضطرابات والدمار مثلما هو الحال في دول الجوار.
* هل هناك مؤشرات إيجابية باتجاه تنفيذ هذه المخرجات؟
- تبحث الحكومة وتثابر من جهتها، والحزب الاتحادي الديمقراطي من جهته، عن دعوة الحركات المسلحة للانضمام والمشاركة في الوفاق الوطني الشامل، انطلاقًا من حرصهما على تأمين الوطن وسلامته، نحن نؤمل أن تعلو مصلحة الوطن واستقراره على ما عداه.
* هل يؤيد حزبكم استحداث منصب رئيس وزراء إلى جانب رئيس الجمهورية؟
- نعم، ونحن أدرجنا المقترح في مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتمت الموافقة عليه بما يشبه الإجماع، لأن وجود رئيس وزراء مهم، ليخضع بصورة مباشرة للاستجواب والمراجعة والمحاسبة في البرلمان.
* هل يوافق حزبكم على توسيع الصرف الإداري على حكومة مترهلة، تزيد الإنفاق المالي على أجهزة تشريعية وتنفيذية جديدة، وزيادة أعداد الوزراء والنواب في المرحلة المقبلة؟
- عندما قرر الاتحادي الديمقراطي الشراكة مع حزب المؤتمر الوطني في الحكم، فقد التزم ببرنامج متفق عليه لمعالجة الوضع الاقتصادي ولرفع المعاناة عن الإنسان السوداني، وتوفير الحياة الكريمة، وإشاعة الحريات، لأنه ينطلق من أن همه الأول هو المواطن. وقد حذر رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني الحكومة والمعارضة من أن الشعب عانى وضاق بما فيه الكفاية، وأنه لن يصبر إلى الأبد إذا أهملت مطالبه أو تطلعاته المشروعة، نحن نتمسك بالكامل بهذا البرنامج ومنحازون لتحقيق الاستقرار والسلام لأهل السودان.
* كيف تسير العلاقات بين الرئيس عمر البشير ورئيس الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني، وبين حزبيهما الاتحادي الديمقراطي والمؤتمر الوطني؟
- هي علاقات يسودها الاحترام المتبادل، فالرئيس عمر البشير رغم ازدحام برنامجه لدى زيارته الأخيرة للقاهرة، حرص على لقاء الميرغني للاطمئنان عليه، وللتشاور حول قضايا الوطن وجعل الحوار الوطني السوداني هو الغالب والسائد بشأن الأوضاع كافة، ولتحقيق وحدة السودانيين باعتبارها الركيزة الأولى لاستقرار وسلام السودان، ولمواجهة الأوضاع السياسية والمعيشية بالحلول الصحيحة والفورية.
* لماذا طال غياب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الميرغني عن السودان وبقاؤه بين بريطانيا ومصر، ومتى يعود وهل هو بصحة جيدة؟
- الميرغني بصحة طيبة وجيدة وزرته في لندن وفي القاهرة، فهو يمارس نشاطه السياسي بصورة طبيعية، ويتابع مجريات الأحداث والتطورات في السودان، كما تؤكد التقارير التي يبعثها إليه مكتبه في الخرطوم ليبت فيها أولاً بأول أنه يمارس حياته بصورة طبيعية، وأتوقع عودته خلال الأيام المقبلة بإذن الله.
* تناقلت تقارير وجود خلاف بينك وبين مساعد أول رئيس الجمهورية ومسؤول التنظيم في الاتحادي الديمقراطي محمد الحسن الميرغني، هل ثمة خلافات بينكما؟
- لا يوجد خلاف بيني وبين الحسن الميرغني، ونحن نعمل في تعاون بناء من أجل مصالح الحزب التاريخي الاتحادي الديمقراطي، وسيعود الرجل للبلاد في الأيام المقبلة ليمارس مهامه في القصر وفي مقر الحزب.
* لماذا رفض الميرغني لقاء قيادات ورموز اتحادية سعت لمقابلته في لندن؟
- في الواقع يستقبل الميرغني عادة كل من يأتيه سواء في الخرطوم أو لندن أو المدينة أو القاهرة، ويعرف الذين جاءوا إلى لندن هذه الحقيقة جيدًا، لكن هذه الرموز - وهي موضع احترام - أعلنت قبل سفرها أن لديها مطالب تعرضها على رئيس الحزب، وجاء إعلانها من دون ترتيب سابق، ووصلت بالفعل إلى لندن ولم يرد عليها مكتب الميرغني فعادت للخرطوم. ولو أن المجموعة طلبت اللقاء من دون شروط مسبقة لقابلهم فور وصولهم، وغير صحيح أنه جرى فصلهم، فهم ما يزالون يتمتعون بمكانتهم وبعضويتهم في الحزب التاريخي، ولم يفصلوا كما ذكرت تقارير.
* هل تسعون للم الشمل الاتحاديين، وتوحيد الاتحاديين لأنفسهم في الحزب؟
- يمثل الحزب الاتحادي الديمقراطي الحركة الوطنية السودانية التي أسست الدولة السودانية المستقلة في يناير (كانون الثاني) 1956، وقد استهدفته الأنظمة الشمولية بالاعتقالات والتشتيت لكنه صمد في وجهها، وتأتي خلافات الاتحاديين في وجهات النظر بشأن التعامل مع كل مرحلة، وليس حول المبادئ والثوابت، وتواصل القيادة سعيها المخلص للم الشمل وتوحيد الصف الاتحادي، لأن في قوته ووحدته دعمًا للاستقرار السياسي في البلاد.
* هل سيطلب حزبكم زيادة حصته من وزراء ونواب في حكومة وبرلمان الوفاق الوطني؟
- عندما قرر الاتحادي الديمقراطي الأصل المشاركة مع المؤتمر الوطني في الحكومة، فإنه فعل ذلك من مفهوم استراتيجي وطني، يهدف لتحقيق الاستقرار وتأمين سلامة الوطن أرضًا وشعبًا، واكتفى بالتمثيل الرمزي في الأجهزة الدستورية والتنفيذية والتشريعية، ولكن المرحلة المقبلة الخاصة بإنفاذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، تقتضي أن يكون تمثيله بمستوى وزنه الجماهيري ومسؤولياته التاريخية في المرحلة الجديدة.
* ماذا يكون موقفكم بوصفكم حزبا حال التباطؤ أو عدم إنفاذ مخرجات أو قرارات مؤتمر الحوار الوطني؟
- طرح الاتحادي الديمقراطي مبكرًا فكرة توحيد الجبهة الداخلية، وتحقيق الوفاق الوطني الشامل، واعتبرها طوق نجاة لحماية الوطن، ولا يزال متمسكًا بضرورة التراضي والتوافق الوطني لأهل السودان، نحن نسعى بكل جدية وإخلاص لتحقيق مخرجات الحوار الوطني تأمينا للسلامة والاستقرار.
* كيف ينظر الحزب الاتحادي الديمقراطي لتطور الأوضاع في دولة جنوب السودان، والحرب الناشبة هناك؟
- لقد أكد رئيس الحزب لرئيس دولة جنوب السودان في مصر مواصلة كل المساعي المطلوبة لتحقيق التواصل مع السودان وجنوب السودان من أجل استقرار البلدين اللذين كانا بلدًا وشعبًا واحدًا، وتتطلع أن تكون زيارة الرئيس سلفاكير رئيس دولة الجنوب للخرطوم خلال الأيام المقبلة خطوة إيجابية في المستويات كافة لتحقق الاستقرار والسلام والمصالح بين الخرطوم وجوبا، ونحن بصفتنا حزبا نشعر بالحزن البالغ لما آلت إليه الأوضاع في الجنوب بعد الانفصال، وسعينا باتصالات ورسائل تحث جميع الأطراف على وقف القتال والاحتراب.
* ما موقف حزبكم من قضايا الإرهاب التي تشهدها المنطقة؟
- موقف الاتحادي الديمقراطي المبدئي أنه ضد الإرهاب بمسمياته كافة، وهو يساند ويدعم الأشقاء دول التحالف العربي في المواجهة الحازمة لدحر الإرهاب في المنطقة، ويؤيد بوجه خاص مجهود وحكمة وحنكة وشجاعة المملكة العربية السعودية في مواجهة الإرهاب وأجنداته الخبيثة.
وزير مجلس الوزراء السوداني لـ «الشرق الأوسط»: إعاقة الحوار ستدخلنا في دوامة العنف
وزير مجلس الوزراء السوداني لـ «الشرق الأوسط»: إعاقة الحوار ستدخلنا في دوامة العنف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة