سابين: أكمل مشواري الفنّي بثبات وأنا فخورة بما حقّقته حتى اليوم

وصفت دورها في «فخامة الشك» بأنه { مركب ويحمل الكثير من المفاجآت}

الفنانة سابين
الفنانة سابين
TT

سابين: أكمل مشواري الفنّي بثبات وأنا فخورة بما حقّقته حتى اليوم

الفنانة سابين
الفنانة سابين

قالت الفنانة سابين إن التمثيل لم يسرقها من الغناء، وإنها تستمتع في الجمع بين الاثنين، وإنها تعدّ نفسها محظوظة في هذا الشأن. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أنا سعيدة بوضعي الحالي ولا أعتبر نفسي مقصّرة في الغناء على حساب التمثيل ولكن الأمور يلزمها التخطيط والتأنّي، وهذا ما أقوم به في المجالين وبرويّة». وتلعب سابين حاليا بطولة مسلسل «فخامة الشكّ» الذي يعرض على شاشة (إم تي في) وهو من كتابة كلوديا مرشيليان وإخراج أسامة الحمد. ويشاركها فيه الممثل يورغو شلهوب إضافة إلى مجموعة من الممثلين، كيوسف حداد وإلسا زغيب وفؤاد شرف الدين وغيرهم. وتجسّد سابين في المسلسل الذي تنتجه شركة (الصدى) بالتعاون مع (ميديا ريفوليوشن 7)، شخصية مركّبة تحكي قصّة امرأة متزوّجة يلفّها الكثير من الغموض وتشعر بوحدة قاتلة بسبب إهمال زوجها لها. «في الواقع لا أوافق على ما تقوم به نور (اسمها في المسلسل) تجاه زوجها، فهي تخونه لأسباب عدّة وبينها تعرّضها هي أيضا للخيانة من قبله. ولكني حاولت التخفيف من مسؤوليتها في هذا الشأن، بعد أن قرأت النص جيّدا، وبرمجت نفسي على أداء لا ينفر منه المشاهد بل يدفعه إلى التعاطف معها». تقول سابين التي أطلت للمرة الأولى كممثلة في «أحمد وكريستينا» في واحد من مواسم رمضان الماضية. وعلّقت: «هناك فرق كبير بين شخصيّة كريستينا والشخصية الحالية التي ألعبها في (فخامة الشك)، حتى أنني خفت من الدور في بادئ الأمر لأنه يخرج المرأة عن تقاليدنا الشرقية، ولكن عندما تعرّفت إلى حيثيّات المراحل التي تمرّ بها وافقت دون تردد». ووصفت نصّ الكاتبة كلوديا مرشيليان بالرائع قائلة: «لديها أسلوب مميز في الكتابة بحيث تعمل على توضيح الصورة كاملة للممثل الذي تتعاون معه، مستخدمة تفاصيل تبلور له أحداث العمل. فهذا الأمر يجعل هذا الأخير يسرح في عالم من الخيال على طريقة أغنية فيروز (قصقص ورق ساويهم ناس)، فيستمتع بقراءة دوره ودور الآخرين من فريق العمل، فيزداد حماسا للمشاركة فيه». وتابعت: «مفاجآت كثيرة تنتظر المشاهد في (فخامة الشكّ) الذي يتألّف من ستّين حلقة، والذي ما زلنا في طور تصويرها حتى الساعة».
وأشارت سابين إلى أن «الشكّ سيترافق مع مجريات القصّة، إلا أن مفاتيحها تبدأ تلوح أمام المشاهد منذ حلقته الخامسة، حين ستنكشف الأسرار في إيقاع مشوّق».
وعن كيفية تحضيرها لهذا الدور قالت: «نعمل نحو 16 ساعة يوميا وأدرس مشاهدي قبل ليلة واحدة من تصويرها، وأتمرن على أدائي بدءا من ملامحي وصولا إلى الألفاظ التي سأستخدمها، فأركّب لكلّ مشهد نغمات كلماته كي أشد المشاهد، وأجيب على بعض أسئلته الاستفهامية، وأدفعه إلى التعاطف مع (نور) قدر الإمكان». وتضيف: «لا أريد أن يكره المشاهد نور قبل أن يقف على الأسباب الحقيقية التي دفعتها إلى خيانة زوجها. ولعلّ ملامح وجهي ساعدتني كثيرا في إيصال تلك الرسائل له، كونها تجمع ما بين الهدوء والقلق والغموض معا».
ووصفت أداءها بالمطلوب فهي لا تبالغ في طبيعيتها كما أنها في المقابل لا تلجأ إلى التصنّع، فتقف في الوسط كي يكون مقنعا وحقيقيا. «أعتقد أن الموهبة والذكاء عنصران أساسيان لدى أي فنان، فمن خلالهما يصل إلى تحقيق أهدافه. كما أنني صرت أكثر نضجا في أدائي وهذا أمر طبيعي لأن التمرّس في التمثيل يشبه التمرّس في الغناء، فعندما يصبح صاحبهما ملمّا بمفاتيح المجالين يسهل عليه الأمر فيشعر بأنه يمسك بزمام الأمور».
وعن تجربتها التمثيلية إلى جانب فؤاد شرف الدين، أحد الممثلين المخضرمين على الشاشة الصغيرة قالت: «إنه يملك حضورا أخاذا يشعرك بسرعة بأنك أمام ممثل محترف. فهو صاحب شخصية دمثة وقريبة إلى القلب، ويعرف كيف يتحرّك أمام الكاميرا، ولقد كنت محظوظة في التعرّف إليه والوقوف إلى جانبه في عمل واحد».
وأشارت إلى أن أجواء العمل عامة تحمل الكثير من الانسجام بين أفراده، وأنها شخصيا تمضي وقتا ممتعا في المشاركة فيه: «أمضي إلى موقع التصوير بفرح فالفريق بأكمله منسجم مع بعضه البعض. حتى أن المشاهد التي أقوم بها مع الممثل يورغو شلهوب نتدرّب عليها بسعادة، فنتشارك في الآراء وفي عملية الأداء. هو شخص رائع وجدّي ومحترف في أدائه وفي تعامله مع الآخرين».
وأكدت بأنها لم تتعرّض لمواقف محرجة مع الممثلين الذين تتعاون معهم موضحة: «لم أتعرض لموقف خذلني أو عرّضني إلى الانسحاب من موقع التصوير يوما، فالممثلون اللبنانيون في معظمهم أشخاص محترفون، يرمون بكرة التمثيل للطرف الآخر أمامه ودون تردد، ولا يحاولون السيطرة على الدور أو التعالي على شريكهم في عملية الأداء، بل يحترمونه ولا يتوانون عن تسديد النصيحة اللازمة له. فأنا لا أتحمل هذا النوع من الأمور، فيما لو صادفت يوما أحد هؤلاء الفخورين بأنفسهم إلى ذلك الحدّ، أنسحب من العمل وأوقف التصوير دون شكّ».
وأكدت سابين على أنها فخورة بما حقّقته حتى اليوم في مجالي الغناء والتمثيل وقالت في سياق حديثها: «لقد صرت أكثر ثباتا وأعرف أن كلّ ما أنجزته حتى اليوم كان بفضل الجهد الذي بذلته في المجالين، فأنا لم أستسهل الأمور بل أخذت كلّ شيء على محمل الجدّ، فمن يسعى لا بدّ أن يلاقي النتيجة التي يرجوها». وتابعت: «لا أسأل نفسي أبدا إلى أين سأصل، ولكني أعرف أن محبّة الناس لي هي التي ساندتني وحفّزتني على تقديم الأفضل. فهذه الإيجابية التي يلاقيني بها الناس وتقديرهم لموهبتي يحثّاني على الإكمال في طريقي وبالإيقاع نفسه».
وعن مشاريعها الغنائية الجديدة قالت: «أحدث عمل غنائي قمت به هو أدائي لتيتر مسلسل (فخامة الشك) وأنا سعيدة بذلك».
وعلّقت على رحيل الموسيقار ملحم بركات الذي ربطتها به علاقة وطيدة فقالت: «لا أستوعب حتى اللحظة بأنه رحل، لقد كان سندا حقيقيا لي، فأحيينا معا حفلات غنائية عدة كما أديت أغاني من ألحانه، وكنت على وشك تسجيل أغنية ثنائية معه بعنوان (عيب اللي بيعمل عيب)، إلا أنه رحل قبل تحقيقنا ذلك، وصرفت النظر عن هذا الموضوع لأن عمود هذا العمل غاب ولا أرغب في أن أقدم الأغنية من دونه». وختمت: «هو دون شكّ اليوم مرتاح في المكان الموجود فيه، وفخور بمحبّة الناس له بعد أن أصابهم حزنا كبيرا بعيد رحيله عنهم».



جان نخول: تعاوني مع إليسا هدية من السماء

يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
TT

جان نخول: تعاوني مع إليسا هدية من السماء

يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)

يعرفه اللبنانيون إعلامياً، يبهرهم بين فينة وأخرى، بموهبة جديدة يتمتع بها. يعمل في الكواليس بعيداً عن الأضواء، يأخذ جان نخول وقته في إبراز مواهبه. وكما في إعداد البرامج المنوعة، يبرع أيضاً في تقديم فقرات سياسية. حالياً، يعدّ برنامج «كأنو مبارح» على شاشة «إم تي في»، ويطلّ في برنامج «صار الوقت» مع مارسيل غانم على الشاشة نفسها. أما آخر ما فاجأ به متابعيه، فهو تعاونه مع الفنانة إليسا. غنّت له «حبّك متل بيروت» التي كتبها بُعيد انفجار مرفأ بيروت، ولحّنها بمشاركة صديقه محمد بشّار.

يقول لـ«الشرق الأوسط» بأن إبراز مواهبه يقف وراءها أحاسيس تنتابه، فتحضّه على الكشف عنها بصورة تلقائية. كيف دخل مجال تأليف الأغاني؟ وما قصة تعاونه مع واحدة من أهم الفنانات في العالم العربي إليسا؟ يردّ نخول: «إذا ما نظرنا إلى المهمات الإعلامية التي أقوم بها، فنلاحظ بأنها تدور جميعها في الفلك نفسه. وكما في فقرات خاصة بالانتخابات النيابية وأخرى ترتكز على الأرقام والدراسات، أقدم محتوى يرتبط بالكتب والتاريخ. اليوم دخلت مجال الموسيقى التي أهواها منذ الصغر، لكن كل مواهبي تخرج من منبع واحد ألا وهو حبي للبنان. وطني يحثّني على الكتابة والتأليف وتقديم المحتوى، الذي من شأنه أن يسهم في تحسين صورة بلدي».

{حبك متل بيروت} أول تعاون فني بين نخول وإليسا (جان نخول)

تقول أغنية «حبّك متل بيروت»: «شمس وسما وشطوط مضوية، لحظة سعادة بتأثر فيي. حلم الطفولة اللي بعده عم يكبر، حبك متل بيروت. كل ما حنله عم حبه، وكل ما لقيته بلاقي السعادة، وكل ما بيعاني عم حبه أكتر».

ويروي نخول قصة ولادة الأغنية: «لقد كتبتها بُعيد انفجار مرفأ بيروت، عندما خفق قلبي حزناً وحباً ببلدي. فلو كان لبنان شخصاً لكان يمثل أسوأ علاقة عاطفية سامة يمكن أن تحصل معي».

يوم كتب هذا الكلام، كان يقوم بزيارة لبيت صديقه المنتج طارق كرم الواقع في منطقة المرفأ. وكان كرم يقوم بترميمه وقتها، وخالياً من أي أثاث أو روح حياة، راح جان يتنقل في أرجائه. ومن على شرفة المنزل شاهد المرفأ المهدّم. ويعلّق: «حضرت أمامي مشهدية كنت أحاول نكرانها في أعماقي. وأدركت حجم الخسارة التي تكبدتها العاصمة، وتحدثت مع نفسي بأنه وبالرغم من كل ما يحصل في بلدي لم تقنعني فكرة هجرته. ويا ليتني أستطيع أن أقع في قصة حبّ تشبه تلك التي أعيشها مع بيروت، فرحت أكتب الكلمات النابعة من مشاعري في تلك اللحظة».

يبدي نخول إعجابه بفنانين عدة وبمقدمهم ملحم زين (جان نخول)

وكي تكتمل قصة الحب هذه، فقد توّجها نخول بتعاون مع أحب الفنانات إلى قلبه إليسا. «عادة ما أعمل معها في خياراتها الغنائية، فأحمل لها مجموعة ألحان كي تستمع إليها. في ذلك اليوم زرتها في منزلها الذي يقع في محيط المرفأ. وكان عمر كلمات (حبك متل بيروت) قد بلغ العام الواحد، فبادرتني وهي تنظر إلى بيروت (شو حلوة بيروت وكم أحب هذه المدينة)، فشعرت وكأنها أعطتني إشارة لأحدثها عن الأغنية».

وبالفعل، أخبر جان إليسا عن الأغنية، وبأن أحد الأشخاص من ذوي المواهب الجديدة كتبها. وما أن سمعت كلماتها وهو يدندنها، حتى طالبته بالاتصال الفوري بالمؤلّف. «لم أكن قد اتخذت قراري بعد بالإعلان عن اسمي كاتباً لها. فجاوبتها (اعتبريها أصبحت لك)».

برأيه الفن كتلة أحاسيس (جان نخول)

أصرّت إليسا على التحدث مع مؤلف كلمات الأغنية. وطلبت من جان نخول أكثر من مرة الاتصال به كي تتحدث معه. عندها اضطر إلى أن يخبرها بأنه صاحب هذا الشعر، وكانت مفاجأتها كبيرة، وردّت تقول له: مواهبك كثيرة. لمن كنت تنوي إعطاء هذه الأغنية؟

يملك جان نخول موهبة الشعر متأثراً ببيته العابق بالأدب. «جدّي يكتب الشعر وله دواوين عدة. والدتي أستاذة تدرّس العربية. لا شعورياً كنت أمسك بقلمي وأكتب نصوصاً وخواطر وأشعاراً، لن أحوّلها مشروعاً تجارياً بالتأكيد، لكنها ستبقى موهبة أترجم فيها أفكاري».

لن تشكّل كتابة الأغاني هاجساً عندي... قد يمرّ العمر كله من دون أن أقوم بتجربة مشابهة

جان نخول

في رأي جان نخول، فإن الفن هو كتلة أحاسيس، ولا بد أن يطفو الجميل منها على السطح. «لن يشكّل كتابة الأغاني هاجساً عندي. قد يمرّ العمر كله من دون أن أقوم بتجربة مشابهة. فالزمن يحدد الوقت المناسب وأترك للصدف هذا الأمر».

فنانون كثر اتصلوا بجان إثر انتشار أغنية «حبك متل بيروت». ويعلّق: «حماسهم كان كبيراً مع أن التعاون معي كاسم جديد في عالم الأغنية أعتبره مخاطرة».

يبدي نخول إعجابه بأصوات عدد من الفنانين اللبنانيين: «أعشق صوت ملحم زين ووائل جسار وجميع أصحاب الأصوات الدافئة. أما إليسا، فأنا معجب بأدائها وصوتها وأغانيها بشكل كبير. وأعتبر تعاوني معها هدية من السماء».

أعشق صوت ملحم زين ووائل جسار وجميع أصحاب الأصوات الدافئة

جان نخول

يملك جان نبرة صوت لافتة، يمكن التعرف إليها بين مئات من الأصوات الأخرى. وقد لاقت شهرة واسعة من خلال إطلالاته الإعلامية، لكنه يرفض أن يطرح نفسه مغنياً. «لدي بعض التجارب، من خلال مشاركتي الغناء مع فريق كورال الكنيسة. لكنني بعيداً كل البعد عن موضوع ممارسة هذه المهنة».

لا تهمني فكرة الظهور تحت الأضواء... فأنا أحب الكواليس وأجدها ملعبي المفضّل

جان نخول

وعن سبب بقائه بعيداً عن الأضواء، يردّ: «لا تهمني فكرة الظهور تحت الأضواء، وإطلالاتي تنحصر بفقرات خاصة بالانتخابات النيابية الفائتة. فأنا أحب الكواليس وأجدها ملعبي المفضّل. كما أنه خيار اعتمدته منذ صغري. وأعتبر نجاحي في كتابة (حبك متل بيروت) يكمن في تتويجها بإحساس إليسا».

يستهوي جان نخول العمل في البرامج الوثائقية. «أعتبرها من أجمل وأهم التجارب. وتضعني على تماس مع نخبة المجتمع اللبناني. فعندما نتحدث عن التاريخ والوقائع نضطر إلى التعاون مع هذا النوع من الناس. وهم بالنسبة لي الهدف الأساسي الذي أطمح للتواصل معه». يحضّر جان نخول لبرنامج تلفزيوني جديد ينكبّ على تحضيره حالياً، لتنفيذه بعد موسم رمضان، ويتألف من محتوى رياضي وسياسي وتاريخي».