الأردن تصدر أحكاما مغلظة لمروجي أفكار «داعش»

الأردن تصدر أحكاما مغلظة لمروجي أفكار «داعش»
TT

الأردن تصدر أحكاما مغلظة لمروجي أفكار «داعش»

الأردن تصدر أحكاما مغلظة لمروجي أفكار «داعش»

أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية خلال جلسة علنية عقدت وسط إجراءات أمنية مشددة أمس أحكاما على 8 متهمين أردنيين بتهمة الترويج لتنظيم داعش الإرهابي. وجرى تغليظ بعضها إلى الأشغال الشاقة ما بين 6 إلى 8 سنوات.
وقال محامي التنظيمات الإسلامية موسى العبد اللات وهو وكيل الدفاع عن ثلاثة متهمين منهم إن تغليظ العقوبات التي تصدرها المحكمة جاء عقب أحداث الكرك التي راح ضحيتها 13 من رجال الأمن ومواطنون وسائحة كندية حيث أصدرت قبل فترة أحكاما مماثلة على أردنيين متهمين بالترويج لتنظيم الدولة (داعش).
وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن الأحكام المشددة تأتي في إطار مواجهة الدولة الأردنية للإرهاب والفكر المتطرف، وتطبيق قانون منع الإرهاب وتعديلاته وهي رسالة إلى الداخل الأردني والخارج.
وكشف العبد اللات أن الأجهزة الأمنية اعتقلت بعد أحداث الكرك نحو 400 أردني من مناصري التنظيم حيث بات سجن دائرة المخابرات مكتظا مما دفع بالأجهزة الأمنية إلى ترحيل عدد منهم إلى سجون أم اللولو ورميمين وماركا والموقرفي عمان. وقال: إن هؤلاء المعتقلين من مدن الكرك وعمان والزرقاء وإربد والسلط رهن الاعتقال والتحقيق مشيرا إلى أنه سيتم تحويلهم إلى محكمة أمن الدولة بعد الانتهاء من عملية التحقيق.
وكانت المحكمة أصدرت في الـ24 من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي أحكاما بحق 8 أردنيين وفلسطيني في 9 قضايا إرهابية ذات صلة بالالتحاق والتأييد لتنظيم داعش الإرهابي ورفع العقوبة إلى الوضع بالأشغال الشاقة إلى 10 سنوات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.