حرصت روسيا، أمس، على التمهيد لتعاون تأمله في الملف السوري مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تحت شعار «التصدي للإرهاب»، ورد البنتاغون على ذلك نافيًا أي حوار للعمل معًا. وبالتزامن مع ذلك، واصل المسؤولون الروس أمس حديثهم الذي لم يتوقف طيلة الأيام الماضية، عن الخطوات بخصوص اعتماد مشروع دستور سوري، وأشاروا إلى ترحيب من الدول الراعية لمفاوضات آستانة بالعرض الروسي.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد اعتبر أن سياسة ترمب تؤثر بصورة إيجابية على تشكيل تحالف دولي ضد الإرهاب. وفي تصريحات نقلتها عنه وكالة «تاس» قال لافروف إن «الواضح في المرحلة الحالية، أن الموقف الصلب للرئيس الأميركي دونالد ترمب حول منح التصدي للإرهاب الأولوية في السياسة الأميركية على الساحة الدولية، وبالدرجة الأولى التصدي لـ(داعش)، قد أخذ يؤثر بشكل مثمر على الوضع حول تشكيل جبهة مشتركة ضد الإرهاب»، معيدًا إلى الأذهان أن «هذا الأمر دعا إليه الرئيس بوتين في كلمته أمام الجمعية العمومية عام 2015». كما أعرب لافروف عن ثقته بأن نتائج تصدي إدارة ترمب للإرهاب، ستكون ملموسة وأكبر من النتائج في عهد أوباما.
وتوقف وزير الخارجية، أمس، في مؤتمر صحافي عقب محادثاته مع نظيره الأفغاني صلاح الدين رباني، عند الاتصالات بين موسكو وواشنطن حول الأزمة السورية، على مستوى الخبراء في جنيف، مؤكدًا أن «الاتصالات مستمرة، إن كان في اللجنة الفرعية الخاصة بمراقبة وقف إطلاق النار، وكذلك اللجنة الخاصة بالمسائل الإنسانية»، لافتًا إلى أن تلك اللجان تلتقي مرة كل أسبوع، على الرغم من أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تشكلت بموجبه، لم يتم تنفيذه، ويقصد بذلك الاتفاق الذي أعلن عنه بوتين وأوباما في 21 فبراير (شباط) 2016. وأعرب لافروف عن ثقته باستئناف الاتصالات السياسية بعد تشكيل فرق العمل في وزارة الخارجية الأميركية.
من جانبها، نفت واشنطن أي حوار يجري حاليًا مع روسيا بشأن التعاون في الحرب ضد الإرهاب، وفي إجابته عن سؤال وكالة «تاس» الروسية بهذا الصدد، قال ديفيد غولدفين قائد أركان القوات الجوية الأميركية: «لم أسمع منهم أي حوار قد يأخذنا باتجاه توحيد الجهود (مع روسيا)»، مؤكدًا أن القضية الرئيسية التي تركز عليها القوات الأميركية حاليًا هي العمل للحيلولة دون حوادث أثناء تنفيذ قواتنا والقوات الروسية عمليات جوية في سوريا.
في غضون ذلك، عادت روسيا وخرجت عن الهدف المعلن من لقاءات آستانة، ألا وهو البحث في المسائل العسكرية فقط، وطرحت من جديد مسألة الدستور السوري على الوفود المشاركة في محادثات آستانة يوم 6 فبراير، هذا ما أعلن عنه سيرغي رودسكوي، رئيس دائرة العمليات في هيئة الأركان الروسية، خلال مؤتمر صحافي أمس، أكد فيه أن «الجانب الروسي اقترح على الخبراء العسكريين من تركيا وإيران، تشكيل فرق عمل من المعارضة السورية والحكومة، على أرضية آستانة، لبحث مسائل إعداد الدستور السوري»، موضحًا أنه «على أساس تلك اللجان يمكن فيما بعد تشكيل لجنة دستورية، تقوم بإنجاز العمل على صياغة الدستور وتحديد آليات اعتماده»، مؤكدًا أن «اقتراحنا لاقى تأييدًا بشكل عام من جانب الوفود المشاركة في محادثات آستانة».
من جانب آخر، أشار رودسكوي إلى أن ممثلين عن الأردن شاركوا في لقاء آستانة، وقدموا عرضًا تفصيليًا حول الوضع جنوب سوريا، و«أكد الوفد الأردني في آستانة أن غالبية الفصائل المسلحة جنوب سوريا تدعم نظام وقف الأعمال القتالية، ومن لم ينضم إليه بعد، مستعدون لذلك في أقرب وقت»، حسب قول رودسكوي. كما أكد رئيس دائرة العمليات في هيئة الأركان الروسية أن روسيا «تقوم بكامل التزاماتها بموجب اتفاق 30 ديسمبر (كانون الأول)، وتواصل العمل على ضمان الالتزام بالاتفاق وتعميم العمل به على جميع الأراضي السورية».
في هذه الأثناء قالت صحيفة «آر بي كا» الروسية إن حساباتها تُظهر أن روسيا أنفقت على مشاركة حاملة الطائرة الروسية «الأدميرال كوزنيتسوف» والمجموعة البحرية والجوية المرافقة لها، في العملية السورية، ما بين 7.5 إلى 10 مليارات روبل روسي.
موسكو تأمل في تعاون «ضد الإرهاب» مع واشنطن منعًا للحوادث الجوية
طرحت على آستانة تشكيل لجان لصياغة دستور سوري
موسكو تأمل في تعاون «ضد الإرهاب» مع واشنطن منعًا للحوادث الجوية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة