مدير ديوان بوتفليقة يسعى لاحتواء تصريحات غير ودية تجاه المغتربين

أويحيى سارع لاستدراك حديثه عن الجالية خشية فقدان أصواتها في الانتخابات

مدير ديوان بوتفليقة يسعى لاحتواء تصريحات غير ودية تجاه المغتربين
TT

مدير ديوان بوتفليقة يسعى لاحتواء تصريحات غير ودية تجاه المغتربين

مدير ديوان بوتفليقة يسعى لاحتواء تصريحات غير ودية تجاه المغتربين

حاول أحمد أويحيى، وزير الدولة الجزائري مدير الديوان برئاسة الجمهورية، أمس، احتواء تصريحات أدلى بها بمناسبة النكسة التي مني بها المنتخب الجزائري لكرة القدم في التصفيات الأفريقية، واعتبرت معادية للجزائريين المقيمين في الخارج.
وذكر أويحيى، وهو أيضا أمين عام حزب «التجمع الوطني الديمقراطي» (القوة الثانية في البرلمان، والموالي للرئيس بوتفليقة)، في تغريدة على حسابه بـ«تويتر»، أن البرلمان صادق قبل أشهر، على «قانون الوظائف السامية» الذي يحدد، حسب أويحيى: «مناصب السيادة لذوي الجنسية الوحيدة، وأتمنى أن أبناء وطني في الخارج قد فهموا مدى عدم صحة الأقوال التي تدعي أن التجمع الوطني الديمقراطي يعادي الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج»، في إشارة إلى موقفه من المردود السيئ للاعبي المنتخب أبناء المهاجرين الجزائريين المقيمين بأوروبا. وأضاف أويحيى: «يحلم التجمع الوطني برؤية أبناء وطننا من مزدوجي الجنسية، المقيمين بالخارج، الذين أحييهم، وقد صاروا يشكلون للجزائر بلدهم الأم، كتلة اقتصادية وسياسية نافذة، كما هو الشأن بالنسبة لإيطاليي أميركا مثلا، خدمة لبلدهم الأم». وتابع: «إن آباءنا المهاجرين ضمنوا لحرب التحرير (1954 - 1962) استقلالها المالي؛ لأنهم أساسًا هم من قاموا بتمويلها». وأوضح أن «أبناء وطننا مزدوجي الجنسية المقيمين في الخارج، سيكونون اليوم وغدًا، قوة الجزائر في فرنسا وكندا وفي جميع أنحاء المعمورة».
وكان أويحيى قد صرح لقناة فضائية محلية، غداة خروج منتخب الجزائر من الدور الأول لبطولة أفريقيا للأمم، بأن الأداء الجيد للمنتخب العسكري الهاوي في بطولة العالم، التي جرت مؤخرًا بسلطنة عمان «يؤكد أن هناك مجالاً لبناء فريق وطني (محترف) بكفاءات محلية ومدرب محلي». وفُهم كلام أويحيى حينها أنه ضد النهج الذي انخرطت فيه الهيئات الكروية الرسمية، وهو البحث عن أي أثر للاعبين أبناء المهاجرين في الخارج، لتعزيز صفوف المنتخب بهم. وقد تعرض أويحيى لهجوم لاذع في شبكة التواصل الاجتماعي، بسبب هذا الموقف الذي وصف بـ«العدائي تجاه الجالية الجزائرية في المهجر». وقال مراقبون إن «توضيحات» أويحيى بعد الانتقادات التي لحقته، تعكس تخوَفه من حرمان حزبه من آلاف أصوات المهاجرين، في انتخابات البرلمان التي ستجري في 4 مايو (أيار) المقبل.
وواجه القانون المتعلق بالمناصب السامية في الدولة، تحفظات كثيرة من طرف البرلمانيين، من بينها أن المشروع الذي أعده وزير العدل الطيب لوح، لا يشرح بدقة أسباب منع مزدوجي الجنسية من الوصول إلى الوظائف السامية، كرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزير، ومدير المخابرات ومحافظ البنك المركزي ورئيس أركان الجيش، وحتى «هيئة مراقبة الانتخابات» التي جاءت بها المراجعة الدستورية التي جرت العام الماضي.
واحتج الإسلاميون على آجال 6 أشهر، التي يمنحها القانون لمزدوج الجنسية الذي يمارس مسؤولية سامية في الدولة، للتخلي عن الجنسية الثانية والاحتفاظ فقط بالجنسية الأصلية أي الجزائرية، وإلا سيتم إبعاده من المنصب. فقد طالبوا بتطبيق القانون في اليوم التالي للتصويت عليه، دون إعطاء مهلة للمعنيين به. أكثر من ذلك، طالب الإسلاميون بمنع «مزدوجي الآيديولوجية من الوصول إلى المناصب الحساسة»، في إشارة إلى تحفظهم على بعض الوزراء الذين يتحدثون باللغة الفرنسية بدل اللغة العربية، أثناء ممارسة مهامهم، مثل وزيرة التربية نورية بن غبريط، ووزير الإعلام حميد قرين.
ولا يعرف من هم كبار المسؤولين الجزائريين الذين يملكون جنسية أخرى زيادة على الجزائرية، غير أن المؤكد أن أغلبهم لديهم وثائق إقامة بأوروبا وبخاصة فرنسا، وبالولايات المتحدة الأميركية. ورئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، نفسه، يملك أوراق إقامة بسويسرا، حيث عاش فترة من الزمن.
وقد احتجت جمعيات المهاجرين من مزدوجي الجنسية، على هذا القانون الذي وصفته بـ«العنصري»؛ لأنه يحرم، بحسبها، فئة واسعة من الجزائريين من الوصول إلى مواقع المسؤولية الكبيرة في بلدهم الأصلي.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.