الحوثيون... سلسلة من الأكاذيب والشائعات زادت الفساد والفقر والدمار

اليمن في عهدهم أصبح أكثر دول العالم فسادًا

الحوثيون... سلسلة من الأكاذيب والشائعات زادت الفساد والفقر والدمار
TT

الحوثيون... سلسلة من الأكاذيب والشائعات زادت الفساد والفقر والدمار

الحوثيون... سلسلة من الأكاذيب والشائعات زادت الفساد والفقر والدمار

«يكذبون كما يتنفسون» أصبحت هذه العبارة هي الدراجة على لسان المواطن اليمني من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، لوصف جماعة الحوثيين وصالح شركاء الانقلاب ومتزعمي آلة الحرب والدمار التي قضت على أحلام كل اليمنيين في السلام والاستقرار.
ورغم أن تاريخهم في الكذب والتدليس ونشر الشائعات قديم قدم تأسيس جماعتهم المذهبية الطائفية في محافظة صعدة بمساعدة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، فإن اليمنيين يتذكرون جيدًا كيف روج الحوثيون كذبة اقتحام صنعاء والسيطرة على العاصمة بمبرر القضاء على الجرعة والزيادة في المشتقات النفطية آنذاك.
استيقظ اليمنيون على جماعة تأكل الأخضر واليابس وتنشر الفساد والقتل والدمار ولا تعرف للسياسة طريقًا، مدعومة من قوى خارجية لتنفيذ أجندات طائفية وحسابات إقليمية لا شأن لليمنيين بها.
ولم تكن كذبة إسقاط الجرعة الأولى ولن تكون الأخيرة في سلسلة زيف هذه الجماعة المتطرفة، فبعد إحكام سيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء أوهمت أتباعها بوجوب قتال الجنوبيين باعتبارهم دواعش وتكفيريين، وعملاء للأميركيين والإسرائيليين وغيرهم من القوى الإمبريالية.
وفي قائمة ادعاءاتهم الزائفة محاربة الفساد والقضاء على المفسدين؛ ففي خلال عامين من سيطرة الحوثيين على السلطة في اليمن تراجعت بواقع خمس درجات في تصنيف الشفافية الدولية.
وهنا يعلق همدان العليي الكاتب السياسي اليمني بقوله: «عملت مع واحدة من أهم المنظمات الدولية المعنية بمكافحة الفساد في العالم (منظمة الشفافية الدولية) أؤكد أن الفساد الذي مارسته الميليشيا خلال عامين فقط منذ سيطرتها على صنعاء في 21 سبتمبر (أيلول) 2014، لم يمارس في تاريخ اليمن الحديث على الإطلاق».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» بقوله: «بسبب فسادهم وصل البنك المركزي إلى مرحلة الإفلاس، ووصل عدد المحتاجين للإغاثة إلى 80 في المائة من السكان بحسب تقديرات أممية. فعلى سبيل المثل، أي فساد مالي يعادل إصدار الجماعة قرارا رسميا بتسخير كل موازنة شعب فقير لدعم توسعها العسكري جنوبًا؟! وتنهب هذه الجماعة المساعدات الإغاثية، وسخرت كل إمكانيات وزارتي الصحة والتعليم لشراء السلاح وحشد الأطفال للقتال».
وبحسب العليي فإن مؤشر مدركات الفساد 2016 الصادر عن منظمة الشفافية الدولية أكد أن اليمن حصلت على 14 درجة من 100 بعدما كان قد تقدم حتى الدرجة 19 في عام 2014، بمعنى أن موقع اليمن تراجع بواقع خمس درجات ليكون اليمن في زمن الحوثي من أكثر دول العالم فسادًا.
الشائعات الحوثية لم تقتصر على الداخل اليمني، بل انتشرت إقليميًا، حيث أكد الحوثيون لأتباعهم منذ بداية عاصفة الحزم أنهم سيطروا على نجران وجازان وعسير، وأن الرياض أصبحت قاب قوسين أو أدنى.
كما نشروا صورة أيضًا في بداية عاصفة الحزم لشخص ادعوا أنه طيار سوداني تمكنوا من إسقاط طائرته وأسره، إلا أن نشطاء سعوديين تمكنوا من كشف فبركة الصورة، وتبين أن الطيار السوداني المزعوم ما هو إلا أحد أنصارهم، مرتديًا زيًا غريبًا، ووضع نظارة شمسية على عينيه.
ومن الأساليب التي عمد الحوثيون وصالح لاستخدامها، إطلاق شائعات مختلفة لتخفيف الضغط عليهم في الجبهات التي يخسرونها مثل شائعة مقتل عبد الملك الحوثي أو هروبه من صعدة إلى لبنان، وشائعة هروب علي عبد الله صالح من صنعاء، أو مقتل نجله خالد علي عبد الله صالح على أيدي الحوثيين في العاصمة صنعاء وغيرها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.