الانقلابيون يعلنون الاستنفار والتجنيد الإجباري في حجة

أوضاع تعز على طاولة مجلس الوزراء والأحزاب السياسية

الانقلابيون يعلنون الاستنفار والتجنيد الإجباري في حجة
TT

الانقلابيون يعلنون الاستنفار والتجنيد الإجباري في حجة

الانقلابيون يعلنون الاستنفار والتجنيد الإجباري في حجة

أفادت مصادر عسكرية في الجيش اليمني، المسنود من قوات التحالف العربي التي تقودها السعودية، بسيطرة قوات الجيش على مواقع جديدة في جبهة ميدي المشتعلة، القريبة من الحدود مع السعودية، بما فيها التبة الخضراء والحوض، وذلك بعد مواجهات عنيفة سقط فيها قتلى وجرحى من صفوف ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
وأضافت أنه خلال «اليومين الماضيين تكبدت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، حيث وصلت عشرات الجثث من ميليشيات الحوثي وصالح إلى ثلاجة مستشفى الجمهوري في مدينة حجة، بعد نقلها من جبهات القتال في حرض وميدي، علاوة على وصول عشرات الجثث إلى مديريات أخرى من مديريات حجة».
وبحسب المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، فإن «ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية أعلنت حالة طوارئ في مديرية بني قيس بعد اجتماع لهم، أعلنوا فيه الاستنفار والتجنيد الإجباري لشباب وأطفال المديرية، تحت ذريعة رفد جبهة حرض وميدي بعد تلقيهم هزائم بمقتل العشرات من مقاتليهم والفرار الجماعي من الجبهة»، وأشار إلى أنه من «لم يذهب للقتال يدفع غرامة مالية».
وبينما تواصل طائرات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، شن غاراتها على أهداف عسكرية للميليشيات الانقلابية في جبهتي حرض وميدي، أعلنت المنطقة العسكرية الخامسة أن «مقاتلات التحالف العربي دمرت بغارة جوية خندقا طوله 150 مترا تابعا للميليشيات الانقلابية في منطقة الحوض شمال مدينة ميدي، ما أسفر عن مقتل 24 عنصرا كانوا بداخله».
وفي جبهة تعز، تتواصل المواجهات المستمرة وبشكل أعنف في جبهة الصلو الريفية، جنوب المدينة، والتي تواصل فيها ميليشيات الحوثي وصالح التقدم إلى مواقع الجيش اليمني وقصفها وقنصها للمواطنين في مختلف القرى. وأفشلت قوات الجيش اليمني هجوما واسعا شنته الميليشيات الانقلابية على جبل الحصن في منطقة العبدلة في مديرية مقبنة، غرب المدينة، بعد مواجهات عنيفة أجبرت الميليشيات على التراجع، في الوقت الذي شنت فيه مقاتلات التحالف العربي غارات عدة على أهداف للميليشيات في ذات المديرية.
من جهة أخرى، طالب قائد محور تعز، اللواء خالد فاضل، الأحزاب والمكونات السياسية في تعز «الأحزاب السياسية بالوقوف بجدية ومسؤولية أمام ألعابثين بأمن المحافظة». وثمن خلال لقائه قيادات أحزاب اللقاء المشترك في محافظة تعز، الدور الذي تلعبه الأحزاب والمكونات السياسية التي اعتبرها «ركيزة أساسية ومحورا هاما في الحفاظ على وحدة الصف وإيجاد حاضنة مجتمعية ومدنية شاملة تقاتل في سبيل تثبيت الدولة ومؤسساتها». وشددوا خلال اللقاء على ضرورة «إلغاء كافة المسميات وألوان الأطقم والعمل وفق مسميات الدولة ممثلة بالسلطة المحلية والعسكرية والأمنية».
وعلى سياق متصل، قال محافظ محافظة تعز علي المعمري إن «مدينة تعز صمدت في وجه الانقلابيين أكثر من عامين وقدمت تضحيات كبيرة في ميادين الشرف والدفاع عن الدولة والشرعية». وأضاف خلال حضوره جلسة مجلس الوزراء، بحسب بيان صادر عن مكتب المحافظة حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن «الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة تعز لا تمثل الصورة المشرقة للمحافظة الصامدة، وأن من يمثل تعز يخوضون معركة الوطن في جبهات القتال».
وأكد المعمري أن «تعز قادرة على التغلب على كل التحديات التي تواجهها، وعلى الوضع الاستثنائي لمحافظة تعز وضرورة إعطائها الخصوصية المطلوبة كمدينة تقع تحت وطأة الحرب والحصار منذ عامين».
من جانبه، أكد رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، خلال الجلسة، أن «تعز قدمت نموذجا متميزا في النضال من أجل المشروع الوطني»، واصفا المدينة بأنها «ستالين غراد هذا القرن»، وذلك بحسب بيان المكتب الإعلامي لمحافظ المحافظة. ووجه بسرعة صرف مرتبات الموظفين في القطاع المدني بصورة عاجلة، علاوة على توجيهه لوزير الصحة بلقاء المختصين في القطاع الصحي في المحافظة لتحديد احتياجات المدينة في الجوانب الصحية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.