تقدم الفنانة التركية الشابة عائشة إيشيك نموذجًا في الإصرار واستمرار الحياة رغم الصعوبات بعد أن فقدت ذراعيها وهي في الخامسة من عمرها.
عائشة، البالغة من العمر 31 عاما، والتي فقدت ذراعيها في حادث أليم، لم تعدّ هذا الأمر محطة النهاية ولم تيأس، بل انطلقت وواصلت طريقها لتكتشف معاني جديدة للحياة وتقدم بإصرارها قصة نجاح لمن يتوقفون أمام الحوادث مهما كانت بساطتها.
فقدت عائشة ذراعيها بسبب آلة حصاد القمح في حادث أليم كان يكفي لانهيارها وتحويلها إلى فتاة منعزلة عاجزة، لكن إصرارها وعزيمتها جعلاها تتغلب على كل الصعاب وتفتش عن القدرات المدفونة بداخلها لتعوض ما ينقصها.
ووجدت عائشة في أصابع قدميها ما يعوضها عن فقد يديها، وأطلقت قدراتها الإبداعية في الرسم بأصابع القدمين، وتمكنت من رسم مئات اللوحات التي شاركت بها في 32 معرضًا فنيًا مختلفًا.
تروي عائشة قصتها قائلة: «وقع الحادث حينما كنت في الخامسة من عمري، وفي ذلك اليوم كنا عائدين من عطلتنا في مدينة مرسين المطلة على البحر المتوسط جنوب تركيا إلى بيتنا في مدينة أديمان، وعندما عدنا كان أبي في الحقل، وكنت مشتاقة لرؤيته، فذهبت إليه، وكانت آلة الحصاد تعمل، ولم يكن هو بجوارها، واعتقدت أنني يمكن أن ألعب في آلة الحصاد، فقمت برش حفنة من القمح في داخلها، وأثناء ذلك سحبت ذراعي، وأردت أن أرجع جسمي بيدي الأخرى فالتهمتها أيضا. وبقيت عاما كاملا لا أخرج من البيت».
أما عن كيفية استعمال أصابع قدميها لتلبية احتياجاتها، فلفتت إلى أن والدتها كان لها فضل كبير في ذلك، قائلة: «كانت أمي تخرج لتلبية احتياجاتنا، وأنا أظل في المنزل جائعة حتى ترجع، وعندما تعود أغضب غضبا شديدا، ولذلك قررت حينها تعليمي طريقة استخدام قدميّ كي ألبي احتياجاتي البسيطة، وكنت أغضب في البداية من هذه الطريقة، وأقول لوالدتي: أنت لا تحبينني». وأشارت إلى إصرار والدتها على إجبارها على استخدام أصابع قدميها، رغم المعاناة التي كابدتها في الصفين الأول والثاني من المرحلة الابتدائية، لكن، تضيف عائشة: «عندما وصلت إلى الصف الثالث، كنت قد تعلمت كيفية تلبية جميع احتياجاتي بواسطة قدميّ، لكن رغم ذلك، فإنني كنت أشعر بالوحدة في قريتي؛ لعدم وجود أي معاقين غيري».
وأضافت: «لكن عندما انتقلنا وأنا في الصف الحادي عشر إلى إسطنبول، سنحت لي الفرصة للالتقاء بكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدينة، وعلمت من خلال رفقتي معهم أن لنا وجودا ودورا في هذه الحياة».
وعن تعلمها الرسم بأصابع قدميها، قالت عائشة: «وأنا طالبة كنت أحب دروس الرسم كثيرًا، فضلاً عن شغفي بالطبيعة والتجوال. بلغت التاسعة عشرة من العمر، ولم يكن أحد يقبلني للعمل عنده، كان الأمر يؤلمني كثيرًا ويشعرني بأني عالة على المجتمع، لا فائدة مني، ومن هذه اللحظة قررت تطوير نفسي بنفسي، وبعدها بقيت طيلة عام كامل أتعلم الرسم بهذه الطريقة، ومن ثم نظّمت أول معرضٍ لي عام 2002».
وعبرت عائشة عن شغفها برسم لوحات تحاكي الطبيعة، خصوصا الأزهار، إلى جانب رسم المجسمات، لافتة إلى أنها وصلت فيما بعد لمرحلة من التشبع بهذا الفن دفعتها لإعطاء دروس فيه للآخرين، وتقول: «الآن أشعر بالفخر لأني منتجة في المجتمع».
فنانة تركية تستعيض بقدميها عن ذراعيها المفقودين في رسم لوحاتها
عائشة إيشيك تقدم نموذجًا للإصرار وتشارك بعشرات المعارض
فنانة تركية تستعيض بقدميها عن ذراعيها المفقودين في رسم لوحاتها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة