«العدالة والتنمية» المغربي يمنى بهزيمة انتخابية.. ويظفر بلجنتين نيابيتين

أفتاتي: ما وقع في دائرتي مولاي يعقوب وسيدي إفني تخريب للعمران البشري وتعطيل للانتقال الديمقراطي

ارشيفية
ارشيفية
TT

«العدالة والتنمية» المغربي يمنى بهزيمة انتخابية.. ويظفر بلجنتين نيابيتين

ارشيفية
ارشيفية

خصص مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى بالبرلمان) مساء أمس الجمعة بعد أسبوعين من العطلة الدستورية جلسة عمومية للإعلان عن تشكيل الفرق النيابية، وانتخاب مكتب مجلس النواب، وانتخاب رؤساء اللجان الدائمة، طبقا لمقتضيات الفصل 62 من الدستور والمواد 19 و33 و36 و58 من النظام الداخلي للمجلس.
وخرج فريق حزب العدالة والتنمية فائزا من جلسة الإعلان عن الأجهزة المسيرة للمجلس؛ إذ نجح في الحصول على رئاسة لجنة برلمانية إضافية بعدما اكتفى خلال نصف الولاية التشريعية برئاسة لجنة المالية والتنمية الاقتصادية، ويتعلق الأمر برئاسته للجنة الإنفاق العام، وهي لجنة جرى استحداثها لأول مرة بمقتضى القانون الداخلي للمجلس، وسيرأس العدوي الصقلي مسؤولية رئاسة لجنة الإنفاق العام التي أحدثها مجلس النواب بمقتضى نظامه الداخلي، واحتفظ حزب الاستقلال المعارض برئاسته للجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة، التي يرأسها النائب عنر السنيسي. وتخلى فريق حزب الأصالة والمعاصرة المعارض عن لجنة العدل والتشريع التي كان يرأسها النائب عبد اللطيف وهبي، بينما حصل النائب المهدي بنسعيد المنتمي للحزب ذاته على رئاسة لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج.
وحافظ إدريس الشطيبي من الفريق النيابي للاتحاد الاشتراكي المعارض على لجنة القطاعات الإنتاجية التي ترأسها خلال نصف الولاية التشريعية السابقة.
وحصل حسن بنعمر من فريق التجمع الوطني للأحرار المشارك في الحكومة على لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة. وتمكنت النائبة فاطنة الكيحل من فريق الحركة الشعبية المشارك في التحالف الغالبي من الظفر برئاسة لجنة القطاعات الاجتماعية. واستطاع محمد الزردالي من الفريق الدستوري المعارض نيل رئاسة لجنة العدل والتشريع، وأسندت إلى النائبة كجمولة بنت أبي من فريق التقدم والاشتراكية المشارك في الحكومة رئاسة لجنة التعليم والثقافة والاتصال.
وفيما يتعلق بتشكيل مكتب مجلس النواب، حافظ محمد يتيم القيادي في حزب العدالة والتنمية على منصبه نائبا أول لرئيس الغرفة الأولى رشيد الطالبي العلمي، ونالت القيادية في حزب الاستقلال كنزة الغالي منصب النائب الثاني للرئيس، وحسم الاتحاد الاشتراكي بشأن ممثله في مكتب المجلس بعدما عين إدريس لشكر، الأمين العام للحزب، النائبة رشيدة بنمسعود لتشغل منصب النائبة الخامسة لرئيس مجلس النواب.
وحصل حزب العدالة والتنمية على منصب محاسب المجلس ونائبه التي فوتت على التوالي لكل من النائب عبد اللطيف برحو والنائبة جميلة المصلي. وحافظت معظم الفرق النيابية الثمانية الممثلة في مجلس النواب على رؤسائها السابقين، باستثناء حزب الاتحاد الاشتراكي الذي عوض أحمد الزايدي بأمينه العام إدريس لشكر بعد صراع طويل على رئاسة الفريق. واختار فريق التجمع الوطني للأحرار النائب وديع بنعبد الله رئيسا للفريق النيابي خلفا لرشيد الطالبي العلمي الذي انتخب رئيسا لمجلس النواب.
ومن شأن عقد جلسة انتخاب أجهزة مجلس النواب أمس أن تخرج الغرفة الأولى من حالة الأزمة الدستورية التي عاشتها خلال الأسبوعين الماضيين، حيث سيعقد المجلس الثلاثاء المقبل أول جلسة أسبوعية لمساءلة الوزراء.
على صعيد آخر، مني حزب العدالة والتنمية بهزيمة انتخابية غير منتظرة أمام أحزاب المعارضة خلال الانتخابات الجزئية التي جرت أطوارها مساء أول من أمس الخميس بعد قرار المجلس الدستوري إعادة إجراء الانتخابات في دائرتي «مولاي يعقوب» ضواحي مدينة فاس (وسط البلاد)، ودائرة «سيدي إفني» (جنوب المغرب)، جراء تسجيله خروقا دستورية عرفتها الانتخابات السابقة في هاتين الدائرتين في يناير (كانون الثاني) الماضي.
ونجحت أحزاب المعارضة في الظفر بمقعدين جديدين بمجلس النواب، بعدما تمكن حزب الاستقلال من كسب مقعد دائرة مولاي يعقوب حيث فاز مرشحه حسن الشهبي بأكثر من 9719 صوتا، وهو ما يمثل 59.58 في المائة من نسبة الأصوات المعبر عنها، مقابل 6651 صوتا لصالح منافسه من حزب العدالة والتنمية، محمد يوسف.
ونجح حزب الأصالة والمعاصرة المعارض في انتزاع المقعد النيابي لدائرة سيدي إفني، حيث حصل مرشحه محمد أبو درار على نسبة 48.23 في المائة من الأصوات المعبرة عنها، متبوعا بمرشح حزب العدالة والتنمية، الذي حل ثانيا بنسبة 23.66 في المائة، فيما حل حزب التقدم والاشتراكية، المشارك في الائتلاف الحكومي، في المرتبة الثالثة.
وما زالت النتائج المعلن عنها تنتظر تأشير المجلس الدستوري لتصبح نافذة المفعول، وقررت أمانتا حزب العدالة والتنمية بالدائرتين اللتين جرت فيهما الانتخابات، اللجوء للقضاء الدستوري للطعن في نتائج الاقتراع. وأفادت مصادر من الحزب الحاكم بأن الانتخابات الجزئية شابتها الكثير من الخروق التي شهدتها عملية التصويت، وكذا خلال فترة الحملة الانتخابية، مما يستوجب التشكيك الدستوري في نتائجها.
في غضون ذلك، تعددت التأويلات السياسية لنتائج الانتخابات الجزئية بين من يعدها استفتاء عاما وعقابا شعبيا تجاه القرارات اللاشعبية التي اتخذتها حكومة عبد الإله ابن كيران، ومن عدها تجسيدا للفساد الانتخابي.
وقال بيان اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال التي عقدت مساء أول من أمس الخميس: هزيمة «العدالة والتنمية بمثابة إذلال من قبل المواطنين بسبب عدم التزامهم بالوعود التي سبق أن قطعوها على أنفسهم، بل وإقدام الحكومة التي يقودونها على اتخاذ الكثير من القرارات التي أضرت بالقدرة الشرائية للمواطنين وإغراق البلاد في أزمة مديونية خانقة».
بيد أن النائب عبد العزيز أفتاتي، أحد صقور حزب العدالة والتنمية، قلل من الرهانات السياسية لنتائج الانتخابات التي لن تؤثر على المعطيات السياسية القائمة، وعد نتائج الانتخابات «تمرينا من جماعة المفسدين الانتخابيين لتخريب العمران الديمقراطي وتعطيل الانتقال السياسي».
وقال أفتاتي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن النتائج المعلن عنها «نذير شؤم وعنوان عريض لما ستكون عليه الانتخابات المحلية المقبلة المزمع عقدها خلال منتصف السنة المقبلة». وأكد أفتاتي أن «حزب العدالة والتنمية سيكون مسرورا إذا فقد مقعدا بشكل ديمقراطي دون تدخل المال الحرام والبلطجة».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».