مصر تكثف جهودها لعودة عضويتها «المجمدة» بالاتحاد الأفريقي

محلب يسلم رسالة خطية من الرئيس عدلي منصور إلى نظيره التشادي

مصر تكثف جهودها لعودة عضويتها «المجمدة» بالاتحاد الأفريقي
TT

مصر تكثف جهودها لعودة عضويتها «المجمدة» بالاتحاد الأفريقي

مصر تكثف جهودها لعودة عضويتها «المجمدة» بالاتحاد الأفريقي

شدد رئيس مجلس الوزراء المصري إبراهيم محلب، خلال زيارته لدولة تشاد أمس، على «أهمية عودة مصر لعضوية الاتحاد الأفريقي»، التي علقت منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي الصيف الماضي. وأكد محلب عزم حكومته على استكمال خارطة المستقبل وإجراء انتخابات رئاسية نزيهة نهاية الشهر المقبل.
ويزور محلب تشاد ضمن جولة أفريقية بدأها يوم الخميس (الماضي) وتشمل تنزانيا وغينيا الاستوائية. وكان مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي قرر في يوليو (تموز) الماضي تعليق مشاركة مصر في جميع أنشطة الاتحاد لحين «استعادة النظام الدستوري»، عقب عزل مرسي إثر مظاهرات شعبية حاشدة ضده.
وشرعت مصر في تنفيذ خارطة مستقبل جديدة، عبر إقرار دستور جديد في يناير (كانون الثاني) الماضي، وإقامة انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال الأشهر المقبلة.
وأوضح رئيس الوزراء المصري، خلال لقائه بالرئيس التشادي أمس، موقف مصر من استكمال خارطة المستقبل التي ارتضاها شعب مصر وعزم الحكومة على استكمال هذه الخارطة بكل دقة والتوجه لإجراء الانتخابات الرئاسية قبيل نهاية الشهر المقبل بكل نزاهة وشفافية. وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية).
وشدد محلب على أهمية عودة مصر لعضوية الاتحاد الأفريقي وضرورة دعم تشاد في هذا الاتجاه، خاصة وأن مصر من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية، والتي تغير اسمها بعد ذلك إلى الاتحاد الأفريقي.
وخلال اللقاء سلم محلب رسالة خطية من الرئيس عدلي منصور إلى نظيره التشادي تتعلق بتطورات الأوضاع بالمنطقة والعلاقات الثنائية المصرية التشادية وسبل دعمها وتطويرها في كافة المجالات.
وقال محلب إن العلاقات المصرية التشادية تخطت مراحل جيدة وإنه جرى التباحث في التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وتوجت المباحثات بالتوقيع على مذكرة تفاهم وقعها وزير الزراعة وتتعلق بدعم التعاون في مجال الزراعة وإقامة مزارع في تشاد بالخبرة المصرية والتعاون في مجال الثروة الحيوانية والثروة السمكية.
وقال محلب إن توقيع الاتفاقية سيعمل على إقامة مزارع في تشاد بخبرة مصرية وكذلك تربية الثروة الحيوانية؛ حيث إن تشاد تمتلك أكثر من 20 مليون رأس ماشية. بالإضافة إلى التعاون في مجال الأدوية.
وشدد رئيس الوزراء على أن تشاد تعد واحة من السلام وسط منطقة تعج بالتوترات والصراعات والجماعات التكفيرية وأن البلدين عازمان على التعاون لمواجهة ذلك، مشيرا إلى أن المباحثات سادها مناخ من الود والصداقة.
وقال رئيس الوزراء «نحن شعب لا ينسى كل من يقف معنا وأن مساندة تشاد لمصر في القلب ومحل تقدير لكل مصري»، موضحا أن تشاد على طريق التنمية، وكلانا في مصر وتشاد في احتياج لبعضنا البعض.
وأشار محلب إلى أنه «سيقوم بزيارات أخرى للدول الأفريقية، منها تنزانيا؛ حيث إن أفريقيا في قلب مصر خاصة وأن حركات التحرر الأفريقي انطلقت من مصر وأننا بعد فترة من الفتور نعود بقوة لأفريقيا».
من جهته، أكد كالزيبي باييمي ديبيت رئيس وزراء تشاد، أن بلاده تكن كل التقدير لمصر ويهمها مصلحة مصر، معربا عن أمله في عودة مصر في أقرب وقت إلى الاتحاد الأفريقي، ومشيرا إلى أن بلاده ستعمل على أن تعود مصر إلى مقعدها في الاتحاد الأفريقي خاصة وأنها من الدول الأفريقية الكبيرة والهامة ومن مؤسسي هذا الاتحاد.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.