قلصت قوات النظام أمس المسافة التي تفصلها عن مدينة الباب السورية، معقل تنظيم داعش في ريف محافظة حلب الشرقي، إلى أقل من 5 كلم، وذلك خلال عملية عسكرية مستمرة بدعم جوي روسي، يواكب أيضا قوات النظام التي تصد هجومًا للتنظيم على مطارها العسكري في دير الزور، كبرى مدن شرق البلاد. وهذا، بينما تخوض قوات روسية المعارك ضد التنظيم المتطرف في تدمر بمحافظة حمص والقلمون الشرقي بمحافظة ريف دمشق في وسط سوريا.
مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن أبلغ «الشرق الأوسط» أن ضباطًا روسا «يقودون المعارك ضد تنظيم داعش في منطقة تدمر» حيث تحاول قوات النظام إبعاد التنظيم عن مطار التي فور العسكري قرب مدينة تدمر، كما ذكر أن خبراء وضباط روسا أيضًا «يقودون معركة الدفاع عن مطار السين في القلمون الشرقي» حيث يحاول «داعش» اقتحام واحد من أكبر المطارات العسكرية السورية بريف دمشق الشرقي المحاذي لريف حمص الشرقي في البادية السورية.
«المرصد» تحدث عن استمرار الاشتباكات بوتيرة متصاعدة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها بإدارة روسية للعمليات من جهة، وعناصر «داعش» من جهة أخرى، في محيط منطقة مطار السين العسكري وعلى الطريق الواصل بين العاصمة دمشق ومعبر التنف الحدودي مع العراق مرورًا بالضمير، بالتزامن مع قصف لقوات النظام وغارات للطائرات الحربية على مواقع سيطرة التنظيم في المنطقة. وأشار إلى أن قوات النظام تمكنت من استعادة نقطتين على الأقل كان التنظيم تقدم إليهما، بعد استقدام المزيد من التعزيزات العسكرية من عناصر وذخيرة وآليات إلى محيط مطار السين العسكري.
أما على جبهة مطار التي فور حول تدمر، فأكد ناشطون سوريون أن الاشتباكات تركزت في محيط الحقول النفطية وقرب منطقة مفرق جحار، وسط تقدم لقوات النظام التي استعادت السيطرة على مزارع وآبار نفطية وتلال ومواقع أخرى سيطر عليها التنظيم خلال هجومه الشهر الماضي. وقصفت قوات النظام مناطق في قرية تيرمعلة الواقعة بالريف الشمالي لمحافظة حمص، بموازاة اشتباكات اندلعت في محاور ممتدة من جبال وتلال التياس وصولاً إلى قصر الحير الغربي، في محاولة من النظام تحقيق تقدم واستعادة المناطق النفطية التي خسرتها قواته.
وتمتد هذه المنطقة باتجاه الحقول النفطية الواقعة إداريا ضمن مناطق محافظة دير الزور، بينما نفذت قوات النظام عمليات مكثفة على تجمّعات ومحاور تحرك التنظيم المتطرف في محيط مدينة دير الزور، بتغطية نارية من سلاح المدفعية وأسفرت عن السيطرة على عدد من التلال الاستراتيجية وقطع طرق إمداد «داعش» من محور جبهة الثردة باتجاه محور نقطة مخيم الدفاع. وجاء ذلك غداة قصف قاذفات روسية بعيدة المدى مواقع للتنظيم في محافظة دير الزور ضمن مشاركة روسيا في الحرب على الإرهاب بطلب من نظام دمشق.
إلى ذلك، ذكر «مكتب أخبار سوريا» أن قوات النظام سيطرت على قرية عران الواقعة جنوب مدينة الباب بريف محافظة حلب الشرقي، بعد اشتباكات مع «داعش» وشهد الريف الجنوبي للباب، التي باتت أكبر معاقل التنظيم المتبقية في محافظة حلب، معارك عنيفة بين عناصره وقوات النظام والمسلحين الموالين لها مدعمة بقوات نخبة من ميليشيا ما يسمى «حزب الله» و3 كتائب من المدفعية والدبابات الروسية من جهة أخرى. وترافقت المعارك مع قصف مكثف من قبل الكتائب الروسية المساندة لها، ومن ثم، تمكنت قوات النظام وما يسمى «حزب الله» من تحقيق تقدم والسيطرة على بلدة عران الواقعة جنوبي المدينة، ثم تمكنوا من التقدم إلى شمالها، لتكون قوات النظام بذلك على مسافة نحو 4 كلم من بلدة تادف وأقل من 5 كلم عن مدينة الباب، بحسب رامي عبد الرحمن.
ضباط روس يقودون العمليات في تدمر والقلمون الشرقي ضد «داعش»
قوات النظام السوري قلصت المسافة مع الباب إلى 5 كلم... وهدفها التالي الحقول النفطية في دير الزور
ضباط روس يقودون العمليات في تدمر والقلمون الشرقي ضد «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة