ينظر كثير من العراقيين إلى التصعيد الأخير في العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران بنوع من الترقب والحذر الشديدين، فبالنسبة للمناهضين للوجود الإيراني في العراق فإنهم يرون أن صعود إدارة أميركية متشددة حيال إيران، ربما يضع حدا لتدخلها المستمر في العراق، فيما يرى المتعاطفون مع إيران، أن أميركا غير قادرة على التأثير في السياسة الإيرانية حتى بوجود الرئيس دونالد ترمب، وثمة فئة أخرى محايدة ترى أن أي توتر في العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران سينعكس سلبا على العراق باعتباره إحدى ساحات الصراع الكبرى بين الدولتين.
وفي هذا الإطار، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي النائب مثال الألوسي، في معرض تعليقه على تصريحات ترمب بشأن «ابتلاع إيران للعراق»، إنه نصح السياسيين العراقيين بـ«عدم الكذب على ترمب»، فالرجل قومي أميركي ولا يحترم من يكذب عليه، بل من الممكن أن يتعرض من يكذب عليه إلى الإهانة المباشرة. وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن ما قاله ترمب «يمكن وضعه في سياق «تحصيل الحاصل». وتابع: «ما قاله ترمب، تردده إيران يوميا، المرشد الإيراني علي خامنئي وقاسم سليماني (قائد فيلق القدس) يقولون إننا نحارب في العراق من أجل ألا نضطر إلى خوض الحرب في إيران».
وأوضح الألوسي أن إيران «تتصرف في العراق بطريقة غير مناسبة وبخاصة في المناطق التي يحررها العراقيون». وتابع أنه «إذا ذهبت إلى المناطق المحررة فستلاحظ صور المرشد وحسن نصر الله وقاسم سليماني هناك، وهم ليس لهم علاقة بذلك، لقد حرر العراقيون تلك المناطق، فلماذا يضعون صورهم في تكريت مثلا، ما علاقة تكريت بصورهم؟».
واعتبر الألوسي «السلطات الإيرانية واضحة جدا في شأن الملف العراقي، وما قاله ترمب حقيقة والسفارة الأميركية تعلم ذلك وتعلم حجم النفوذ الإيراني في العراق وكانت ترفع التقارير الواضحة إلى إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في هذا الشأن، لكنه كان دائما يقول: أغلقوا هذا الملف، أما ترمب فيبدو أنه عازم على فتحه».
وبشأن كيفية استفادة العراق من الإدارة الأميركية الجديدة، قال: «إذا أراد العراق أن يستفيد من الإدارة الأميركية الجديدة، فعليه أن يلتزم بالاتفاقات مع الجانب الأميركي في إطار الاتفاق الاستراتيجي». ويرى أن سكوت الحكومة عن تصريحات الرئيس الأميركي، يفسر بطريقة أن «السكوت علامة الرضا، لأنها تعرف أن ترمب محق في قوله، كما أنها لا حول ولا قوة لها».
يذكر أنه لم يصدر أي بيان من الحكومة العراقية أو وزارة خارجيتها بشأن تصريحان الرئيس الأميركي حول علاقة إيران بالعراق. وكان رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، استقبل الخميس الماضي السفير الأميركي في العراق، دوغلاس سيليمان، والجنرال، ستيفن تاونزند، قائد قوات التحالف الدولي في العراق. وأكد السفير الأميركي دعم بلاده المستمر والمتواصل للعراق في الحرب على عصابات «داعش»، والدعم الأميركي الكبير للعراق حتى في عهد الرئيس الأميركي ترمب، حسب قوله في بيان صادر عقب الاجتماع.
توجس عراقي من التوتر الأميركي ـ الإيراني
توجس عراقي من التوتر الأميركي ـ الإيراني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة