الحكومة السودانية تتعهد الالتزام بخطة المسارات الخمسة

وضعتها الإدارة الأميركية السابقة شرطًا لرفع العقوبات بشكل كلي

وزير الخارجية السوداني في مؤتمر صحافي سابق بالخرطوم (أ.ف.ب)
وزير الخارجية السوداني في مؤتمر صحافي سابق بالخرطوم (أ.ف.ب)
TT

الحكومة السودانية تتعهد الالتزام بخطة المسارات الخمسة

وزير الخارجية السوداني في مؤتمر صحافي سابق بالخرطوم (أ.ف.ب)
وزير الخارجية السوداني في مؤتمر صحافي سابق بالخرطوم (أ.ف.ب)

جددت الخارجية السودانية التأكيد على تمسكها بخطة المسارات الخمسة بين حكومة السودان والإدارة الأميركية، التي رفعت بموجبها العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، وعلى استمرار تعاونها مع الإدارة الجديدة في مجال مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي، وتحقيق السلام في كل من السودان وجنوب السودان، وفي غضون ذلك نددت بالهجوم الإرهابي الذي شهدته باريس أول من أمس في محيط متحف اللوفر.
وقال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور في رسالة تهنئة بعث بها لرصيفه الأميركي الجديد ريكس تيلرسون أمس، بمناسبة تسلمه مهام منصبه، إن كلا البلدين يتقاسمان الكثير من القيم والمقاصد ويواجهان التحديات ذاتها.
وأوضح غندور وفقًا لنشرة صحافية اطلعت عليها «الشرق الأوسط» أن البلدين توافقا أخيرًا حول خطة المسارات الخمسة، التي تتضمن جملة من القضايا المحورية محل الاهتمام المشترك، وعلى رأسها التعاون في مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي، والسلام في كل من السودان وجنوب السودان، والعون الإنساني، وأضاف موضحًا: «أن نجاح تلك الخطة أفضى إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان».
وكان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قد أصدر قبيل مغادرته البيت الأبيض أمرًا تنفيذيًا، رفع بموجبه جزئيًا العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان منذ 1997، مشترطًا لرفع العقوبات بشكل كلي خلال ستة أشهر من تاريخ صدور الأمر التنفيذي، التزام الخرطوم بتنفيذ خطة الشروط الخمسة، وهي مواصلة التعاون في مكافحة الإرهاب، وتعزيز السلام في جنوب السودان، وتحقيق السلام ووقف الحرب في السودان، ووقف دعم وإيواء جيش الرب الأوغندي، وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في مناطق النزاعات».
وجدد المسؤول السوداني تأكيد حكومته على العمل على إنجاح «خطة المسارات الخمسة»، والتزامها الصارم بالسعي لتعزيز ودفع العلاقات الثنائية بين البلدين، وإنه وفقًا لذلك «يتطلع للعمل سويًا مع نظيره الأميركي من أجل ترقية التعاون إلى المستوى الثنائي، وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك».
ولا يعرف على وجه الدقة ما إن كانت الإدارة الأميركية الجديدة، برئاسة دونالد ترمب، ستلتزم بالأمر التنفيذي الذي وقعه سلفه في 13 يناير (كانون الثاني) الماضي خلال آخر أيامه في البيت الأبيض، على الرغم من تأكيد السودان، الذي يترأس وزير خارجيته لجنة التفاوض مع الإدارة الأميركية حول توافقها مع الإدارة الجديدة، على إنفاذ الأمر الرئاسي.
من جهة أخرى، دانت الحكومة السودانية واستنكرت بشدة الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له دورية أمنية فرنسية أول من أمس في محيط متحف اللوفر بالعاصمة باريس، واعتبرته «جريمة تتنافى مع كل القيم والمبادئ الإنسانية».
وقالت الخارجية السودانية في تصريحات للناطق الرسمي باسمها السفير قريب الله الخضر، إن الحكومة «تعبر عن تضامن السودان الكامل مع الجمهورية الفرنسية الصديقة، ودعمها ومساندتها في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمن وسلامة مواطنيها، في مواجهة الأعمال الإرهابية الإجرامية كافة».
وجدد الخضر دعوة حكومته للمجتمع الدولي لتكثيف جهوده وتعاونه في مواجهة أشكال الأنشطة الإرهابية المنافية لكل القيم الدينية والأخلاقية والمبادئ الإنسانية الفاضلة كافة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.