رالي نسوي حر طوله 20 كيلومترًا يدهش الخرطوم

فتيات سودانيات يطلقن مبادرة «دراجتي لي ولبيئتي»

منذ إطلاق المبادرة التحقت بها العشرات من الفتيات والسيدات
منذ إطلاق المبادرة التحقت بها العشرات من الفتيات والسيدات
TT

رالي نسوي حر طوله 20 كيلومترًا يدهش الخرطوم

منذ إطلاق المبادرة التحقت بها العشرات من الفتيات والسيدات
منذ إطلاق المبادرة التحقت بها العشرات من الفتيات والسيدات

أدهش العاصمة السودانية الخرطوم رهط فتيات على دراجات هوائية يتسابقن في المسافة بين جسري أم درمان والحلفايا على «شارع النيل» بأم درمان. وأصاب الظهور المفاجئ للدراجات والفتيات، وهو أمر غير معهود في بيئة محافظة، المارة بالارتباك، كما بدت على وجوههم علامات التعجب وربما الاستهجان، فيما رفعت بعض النساء الراجلات أيديهن بعلامة النصر، وأخرج سائقو السيارات أعناقهم في عجب، فأطلقوا أبواق سياراتهم، بعضها بدت مشجعة، فيما بدت قليلة «كأنها تزمر» غاضبة.
ليست المناسبة سباق دراجات لاتحاد الدراجات السوداني المحترفات، بل مجموعة فتيات وسيدات «هواة» من فئات عمرية مختلفة مهمومات بالبيئة والحياة الصحية، جمعهن شغفهن ممارسة رياضة الدراجات الهوائية، فأطلقن مبادرة «دراجتي لي ولبيئتي» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
ومنذ إطلاق المبادرة التحقت بها العشرات من الفتيات والسيدات. تقول صاحبة الفكرة الشابة إيناس نصر الدين، وهي دراجة هاوية إنها أطلقت المبادرة وبعض صديقاتها «بهدف نشر ثقافة استخدام الدراجات الهوائية للحد من حوادث السير والانبعاثات الضارة التي تنطلق من عوادم السيارات، ورفع الوعي البيئي».
وتوضح، أن الفكرة نبعت من حبها للدراجة، وأنها تستخدمها في الرياضة، وأحيانًا عندما تكون خارج البلاد في مناطق تسمح بقيادة الفتيات للدراجة تستخدمها وسيلة مواصلات، تقول إيناس: «بدأت وصديقاتي الفكرة، بعضهن يقدن الدراجات، وبعضهن لم يقدنها من قبل، واتفقنا على التدرب في الساحة الخضراء بالخرطوم، ولدهشنا بعد أن كنا ثلة صغيرة، كبرت الحكاية»، وتواصل: «أطلقنا المبادرة في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، فلاقت استحسانًا لافتًا، وفي الأسبوع الثاني أبدت لنا السفارة الهولندية بالخرطوم إعجابها بالفكرة، ووعدتنا بدعمنا بعدد من الدراجات، بل وجاءتنا السفيرة زائرة، فضلاً عن آخرين كثر أبدوا استعدادهم لدعمنا في مجالات التدريب وتوفير الدعم».
وأطلقت المبادرة نشاطها العلني في رالي طوله عشرون كيلومترا ذهابًا وإيابًا، امتد من كبري أم درمان حتى كبري الحلفايا على شارع النيل عند أم درمان، ثم تواصلت بتدريبات أسبوعية لمدة ساعتين كل أربعاء بالساحة الخضراء.
تقول إيناس: «شرعنا في تقسيم المشاركات لمجموعات المبتدئين، ومتوسطي المستوى، ومن اعتدن على قيادة الدراجات، وتستهدف المبادرة الصحة الجسدية والبيئة النظيفة عن طريق استخدام الدراجة وسيلة رياضة ووسيلة تنقل»، وتضيف: «أستطيع فهم معنى أن تركب بنت دراجة في مجتمع محافظ، له تقاليده وعاداته».
بدأت إيناس قيادة الدراجة منذ صغرها، وعادة يتسامح المجتمع السوداني في ركوب الفتيات الدراجات حتى سن العاشرة، أما بعدها فيسمعن مفردات من قبيل: «أنتِ أصبحت بنتا كبيرة، دعي الدراجة للصبيان، ادخلي البيت يا بنت، إلى أن تمنع تمامًا».
وترى إيناس أن استخدام الدراجة وسيلة مواصلات للفتيات تواجهه تقاليد اجتماعية صارمة، وتقول «أنا أقيم في حي شعبي قد لا يحتمل قيادة فتاة دراجة، لكن تجربتنا في الرالي أثبتت أن ردة الفعل تجاهنا أقل عنفًا وسلبية مما كنا نتوقع، فقد وجدنا تشجيعًا كبيرًا من النساء، فيما بدا الرجال بين مندهش ومستهجن ورافض في صمت، ولم تتعد المضايقات التي واجهناها المضايقات العادية التي تواجهها النساء بشكل عام».
ووفقًا لإيناس، فإن القوانين والتشريعات والسلطات لا تمنع قيادة النساء للدراجات، بل أبدت السلطات تفهمًا وتشجيعًا، وتضيف «اتصلت بنا جهات رياضية تابعة للدولة وأبدت تشجيعها واستعدادها على دعمنا، فرددنا عليهم بأننا هاويات أكثر من كوننا راغبات في التحول لفريق دراجات، كل همنا ترويج ثقافة الدراجة».
ووجدت المبادرة التي أكملت شهرين قبولاً إعلاميًا لافتًا، وتشجيعًا حتى من بعض أعضاء اتحاد الدراجات السوداني، لكنها تواجه مشكلة عدم توافر الدراجات الخاصة بالسيدات في أسواق البلاد، لكن إيناس تقول «اشتريت عددا من الدراجات على حسابي لإنجاح المبادرة، ونؤجر بعضها من محال التأجير، كما تبرع بعض المحترفين لتدريبنا، لكننا نحرص أن تكون المدربات من النساء».
وتقدر أعداد المشاركات في المبادرة حتى الآن بحدود 150 دراجة، بعد أن تزايد العدد من مجموعة تعد على أصابع اليد إلى العشرات خلال عمر المبادرة، فيما حظيت صفحة المبادرة على الإنترنت تفاعلاً لافتًا بلغ أكثر 25 ألف زيارة وألف تسجيل إعجاب.
وتوضح نسرين، أن دخولهن التجربة كشف عن أن مخاوفهن وتحفظاتهن كانت «هلامية»، وأن الرالي الذي شاركن فيه ترك انطباعًا جيدًا لدى الكل، وبخاصة عند الأطفال، تقول «شعرت بأننا كنا محبوسات في قالب وهمي، لكن بمجرد خروجنا للشارع اكتشفنا وهميته».
ومثلهن رويدا إبراهيم، التي تصف ركوب الدراجة بأنه مفيد جدًا للنساء بمختلف أعمارهن، وتقول «هو ليس عيبًا طالما التزمت المشاركات بالزي المحتشم، بل رياضة إلى جانب أثرها الإيجابي في الصحة العامة لممارسها فإن لها أثرًا إيجابيًا على البيئة، فكلما راجت رياضة الدراجات قلت الانبعاثات واستهلاك الوقود الملوث للبيئة».
وتوضح رويدا أن ركوب الدراجة ليس دعوة للتخلي عن قيم المجتمع، بل لتحديث ما أسمته المفاهيم البالية التي تقف حجر عثرة بمواجهة رياضات النساء بشكل عام، وتوضح أنها كانت وهي صغيرة تنظر لراكبي الدراجات بحسرة، ولم تتح لها فرصة قيادة دراجة في تلك السن إلا قليلاً، وتقول: «من أول يوم في التدريب استطعت حفظ توازني وقيادة الدراجة دون أن أسقط، ثم بدأت في زيادة مسافة قيادتي وزمنها، كنت أخشى السقوط والجراح، لكن كل هذا لم يحدث، وأصعب ما واجهني هو محاولة القيادة في خط مستقيم، لكني شعرت بفرحة غامرة؛ لأني نجحت في تجربة جديدة».
وتقول إحدى السيدات في تعليق على صفحة المجموعة في «فيسبوك»: «تعجبني فكرتكن جدًا، وحبذا لو تتوفر مضامير خاصة ومغلقة، لدي أطفال وأريد المشاركة معكن، أما في الشارع فصعب عليّ».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.