حذرت الحكومة الفلسطينية من خطورة التصعيد الإسرائيلي ضد الأسرى الفلسطينيين، وطالبت بتدخل دولي فوري لوقف ما وصفته بـ«سلسلة الاقتحامات والتنكيل والإجراءات القمعية التي تشهدها المعتقلات الاحتلالية».
وقال يوسف المحمود، المتحدث الرسمي باسم الحكومة، في بيان «إن حكومة الوفاق الوطني تتابع بقلق بالغ الإجراءات الاحتلالية الخطيرة ضد الأسرى، وجددت مطالبتها المجتمع الدولي بكافة مؤسساته ذات الصِلة، وفي مقدمتها المنظمات الحقوقية العالمية التدخل الفوري لإجبار إسرائيل على وقف اعتداءاتها ضد الأسرى، والانتصار لقضيتهم العادلة المنصوص عليها، والمكفولة بالشرائع والقوانين الدولية». كما طالبت الحكومة «بالعمل الجاد على إطلاق سراحهم الفوري جميعا دون قيد أو شرط، لأن الانتصار لقضية أسرانا الأبطال في معتقلات الاحتلال هو انتصار ودفاع عن أسمى وأرفع القيم الإنسانية، وهي الحرية التي قدموا أعمارهم من أجل الدفاع عنها، وكل أسير فلسطيني يمثل رمزا للنضال والكفاح من أجل حماية حرية الإنسان في كل مكان في العالم». وأكد المتحدث الرسمي أن الحكومة حملت إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى التي تتعرض لمخاطر جدية في ظل الإجراءات والخطوات، التي تنفذها إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية.
وكانت إدارة مصلحة السجون قد اقتحمت صباح أمس القسم رقم (13) في سجن «النقب»، واعتدت على الأسرى بالضرب والتنكيل وسط اتهامات فلسطينية للإدارة الإسرائيلية بالتخطيط لاقتحامات أوسع. ونقلت «مصلحة السجون» أمس 40 أسيرا من سجني «نفحة» و«كيتسعوت» في النقب إلى سجون إسرائيلية في منطقة الشمال. وقد جاءت هذه الخطوات بعد أيام من التوتر، تضمنت عمليات اقتحام واشتباكات وتنقيلات، تركزت في تفحة والنقب، إثر عمليتي طعن اثنين من السجانين الإسرائيليين.
وحمل عيسى قراقع، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، المسؤولية لمصلحة سجون الاحتلال وحكومة إسرائيل عن حالة التصعيد الخطيرة، في ضوء عمليات القمع غير المسبوقة، والتي شملت «تعرية الأسرى وإذلالهم وإخراجهم مقيدين دون ملابس، والقيام بتخريب محتوياتهم، وإبقاءهم دون ملابس في قسم آخر وفي البرد الشديد».
وقال قراقع: «إن الوضع أصبح لا يطاق»،
ودعا إلى تدخل عاجل لحماية الأسرى من «عملية القمع المقصودة والانتقامية التي تجري بحق الأسرى»، مطالبا الصليب الأحمر بالتوجه إلى السجون بشكل سريع، والدخول إلى الغرف والأقسام، خاصة في ظل منع المحامين من زيارة السجن والالتقاء بالأسرى.
وحذر قراقع من أن الأسرى سيقومون باحتجاجات جماعية واسعة، والشروع في إضراب مفتوح عن الطعام إذا استمرت حالة القمع والإذلال بحقهم.
من جهته، حذر «نادي الأسير» مما يجري في سجون الاحتلال، مؤكدًا «إن استمرار هذه الإجراءات سيؤدي إلى انفجار الأوضاع في السجون، وذلك في ظل تعنت وإمعان إدارة السجون، في إجراءاتها القمعية والتنكيلية بحق الأسرى».
وأفاد تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن حالة من الاستنفار الشديد تشوب كافة الأقسام بسجن النقب الصحراوي، في ظل مواصلة إدارة مصلحة السجون ووحداتها القمعية حملتها ضد الأسرى. وتضامنا مع هؤلاء الأسرى نظمت فعاليات فلسطينية في الضفة وغزة وقفات احتجاجية.
وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس، خلال وقفة تضامنية مع الأسرى وسط مدينة نابلس، إن هذه الهجمات التي تقودها إدارة السجون هي جرائم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومخطط لها بتوجيهات من الحكومة الإسرائيلية، وهي سياسة دولة يجب أن تواجه من خلال سياسية وطنية فلسطينية.
وفي جنين سلم متظاهرون مذكرة للصليب الأحمر من أجل الوقوف على أوضاع الأسرى الصعبة والانتهاكات بحقهم. أما في قطاع غزة اعتصم ناشطون تضامنا مع الأسرى.
من جانبه، قال أحمد حرز الله، الناطق باسم مؤسسة «مهجة القدس»، إن الوضع في السجون ينذر بمساوئ كبيرة، ويجب توسيع التضامن مع الأسرى لوقف «الهجمة الإسرائيلية».
تصعيد كبير في السجون الإسرائيلية... وفلسطينيون يحذرون من تفجر الأوضاع
بعد عمليات قمع وتنكيل في سجني «النقب» و«نفحة»
تصعيد كبير في السجون الإسرائيلية... وفلسطينيون يحذرون من تفجر الأوضاع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة