اشتداد المعارك في جبهات تعز وضبط أسلحة بالجوف

الأشرف: أسر 55 انقلابيا بينهم قيادات

اشتداد المعارك في جبهات تعز وضبط أسلحة بالجوف
TT

اشتداد المعارك في جبهات تعز وضبط أسلحة بالجوف

اشتداد المعارك في جبهات تعز وضبط أسلحة بالجوف

شهد ريف تعز مواجهات عنيفة شنت خلالها الميليشيات هجوما على مواقع الجيش في جبهتي الصلو وحيفان، جنوب المدينة، مصحوبة بالقصف عليهم بمختلف أنواع الأسلحة.
وأفادت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» أن «مواجهات عنيفة، منذ فجر أمس، شهدتها جبهة المفاليس وكثفت ميليشيات الحوثي وصالح من قصفها المدفعي وصواريخ كاتيوشا على المنطقة، وعلى منطقة الصيار في جبهة الصلو، غير أن قوات الجيش تمكنت من التصدي لهجماتها».
وذكرت أن «الميليشيات الانقلابية تحاول التقدم والسيطرة على مواقع الجيش اليمني في منطقة الصيار في جبهة الصلو، المعقل السابق لهم في المديرية التي تم دحرهم منها، حيث اندلعت مواجهات عنيفة سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين، وكل ما تريده هذه الميليشيات هو تحقيق نصر معنوي فقط بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بها في الساحل الغربي ومدينة المخا الساحلية».
وفي جبهة المدينة، جددت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية قصفها بالدبابات ومضادات الطيران من مواقع تمركزها في أطراف المدينة على الأحياء السكنية في تعز، مع محاولاتهم المتكررة التقدم إلى مواقع الجيش اليمني في الدفاع الجوي، شمال المدينة، التي أفشلتها القوات وأجبرتهم على الفرار.
وبينما تجددت المواجهات، أيضا، في الكدحة والوازعية، غرب المدينة، في ظل تصدي قوات الجيش اليمني لهجمات الميلشيات الانقلابية على مواقعها، قام قائد محور تعز، اللواء الركن خالد فاضل، بزيارة تفقدية لجبهات القتال في جبهة الكدحة.
وحث فاضل المرابطين في الجبهة على «المزيد من اليقظة والجاهزية القتالية في موجهة ميلشيات الحوثي وصالح حتى تحرير ما تبقى من مدينة تعز». وأكد أن «النصر حان والميليشيات الانقلابية في حالة انهيار وتخبط ونهايتها باتت قريبة».
وفي جبهة نهم، شرق صنعاء، تواصل قوات الجيش اليمني تقدمها في الجبهة في ظل استمرار المواجهات ومحاولة الميليشيات التقدم إلى مواقع الجيش.
وفي الجوف، قال عبد الله الأشرف المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني في المحافظة لـ«الشرق الأوسط»، إن الجيش تمكن من الكشف عن كميات من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في مواقع مختلفة من المديريات التي حررت كما سقط 55 أسيرًا في قبضة الجيش من بينهم قياديون كبار يعمل الجيش على استجوابهم، من أبرزهم محمد حسن الحاصل على شهادة عليا من طهران وهو من أوائل الذين تعلموا في إيران ثم انضم للميليشيات وأصبح قائدًا بارزًا فيها.
وأوضح الأشرف أن ضغط الجيش وتقدمه مع ضرب الأهداف الرئيسية ومستودعات السلاح من قبل قوات التحالف العربي دفع الانقلابيين للتقهقر خلال اليومين الماضيين ومحاولة تجميع قواتهم بعد أن تكبدوا خسائر كبيرة.
وأضاف الأشرف أن الانقلابيين يسعون خلال الساعات المقبلة للتقدم نحو «سوق الاثنين» بعد أن تمكّن الجيش من السيطرة على مديرية المتون التي تعد المركز الرئيسي للجوف، ورصد الجيش هذه الاستعدادات ويعمل للتقدم نحو السوق لفرض سيطرته قبل أي تحرك للميليشيات.
وأشار إلى أن «سوق الاثنين» تعد أكبر سوق بين محافظة صعدة والجوف، وهو هدف مهم ورئيسي للجيش والمقاومة والسيطرة عليها تسهّل على القوات المسلحة التقدم وتحرير الكثير من المديريات المهمة مثل المطمة، والمتون، والزاهر، والحميدات، وهذا ما تخشاه الميليشيات في الوقت الراهن بعد أن خسرت مراكز مهمة في المنطقة.
ولفت المتحدث إلى أن الحوثيين ليس لديهم القدرة العسكرية لإدارة المعارك «ويتضح ذلك جليًا في التخبط والفرار بشكل كبير ولافت مع تضيق الخناق عليهم... الدور الذي يقوم به طيران التحالف العربي أسهم بشكل كبير في إضعاف الانقلابيين في الميدان، وباتوا يعتمدون على نشر الألغام بشكل واسع في الجبال والأودية بعيدًا عن القدرة القتالية والخطط العسكرية».
إلى ذلك، أشاد نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية، عبد العزيز جباري، بدور الأجهزة الأمنية في محافظة مأرب وما تقوم به من جهود كبيرة في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار.
جاء ذلك خلال اجتماع ضم وكلاء وزارة الداخلية وقيادات الأجهزة الأمنية بمحافظة مأرب وعددا من قيادة المقاومة الشعبية في عدد من المحافظات، لمناقشة الأوضاع الأمنية وسبل تعزيز الأمن والاستقرار.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.