صعّدت القوات التركية من حملتها على مدينة الباب معقل «داعش» في ريف حلب شمال سوريا، سعيا لحسم السيطرة عليها من يد تنظيم داعش الإرهابي، قبل وصول قوات نظام الأسد إليها وحدوث مواجهة لا ترغب أنقرة في وقوعها.
وأعلن الجيش التركي في بيان أمس أن القوات التركية قصفت 244 هدفًا لتنظيم داعش الإرهابي شمال سوريا، في إطار عملية «درع الفرات»، حيث تمكنت من «تحييد 51 إرهابيًا»، (بمعنى قتل أو إصابة أو اعتقال أو استسلام كما هو مستخدم من جانب الجيش التركي).
وذكر البيان أن القصف جرى بعد رصد مواقع «داعش» عبر وسائط متنوعة، وأن «المعارك لا تزال مستمرة بمشاركة عناصر الجيش السوري الحر وبدعم جوي وبري تركي». وأضاف أن «من بين الأهداف التي تم قصفها 83 موقعًا للتنظيم، و10 عربات مفخخة، ومخزنين للأسلحة، ونقطتي تجمّع، ومدفعيتين»، وأن القصف تركز على مدينة الباب ومناطق قباسين، وتادف، وبزاعة بريف محافظة حلب.
وجاء التصعيد في العملية العسكرية التركية في الباب مباشرة بعد اجتماع مجلس الأمن القومي ليل الثلاثاء - الأربعاء، برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان؛ حيث تم التأكيد على ضرورة الإسراع بحسم موقعة الباب.
وكان إردوغان حذر الأسبوع الماضي من احتمالات وقوع مواجهات بين الجيش التركي وقوات النظام السوري في الباب، لافتا إلى أن الأمر نفسه حدث من قبل في جرابلس والراعي وعفرين ودابق، وأنه يجب الانتهاء بسرعة من عملية الباب، وأنه لا نية لتركيا في التقدم أكثر من ذلك بعد انتهاء عملية الباب.
وأكدت مصادر عسكرية تركية أن عملية الباب تسير كما هو مخطط لها، وأن هناك بعض الظروف الطارئة التي تعرقل التقدم بشكل سريع، مثل الظروف الجوية، وعدم اعتياد القوات التركية على الميدان الذي تقاتل فيه هناك، وطبيعة المنطقة، فضلا عن الحساسية التي توليها القوات المشاركة في العملية لعدم وقوع ضحايا في صفوف المدنيين الذين يستخدمهم «داعش» دروعا للاحتماء بهم.
وتعد منطقة شمال سوريا من أكثر ميادين القتال تعقيدا في الحرب السورية؛ إذ يحارب الجيش السوري وتركيا وفصائل المعارضة المتحالفة معها وتحالف من الفصائل السورية المدعومة من الولايات المتحدة جميعها تنظيم داعش في الوقت الحالي.
وفي أقل من أسبوعين وصلت وحدات جيش النظام السوري لمسافة تبعد 6 كيلومترات من الباب التي تدور حولها معارك للجيش التركي وعناصر الجيش السوري الحر المتحالفة معها منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وتنتقد تركيا التحالف الدولي للحرب على «داعش» لعدم دعمه عملية «درع الفرات»، وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأسبوع الماضي: «نبذل جهودنا مع قوات التحالف، وروسيا تقدم الدعم الجوي من وقت لآخر أيضا».
في سياق مواز، جددت أنقرة انتقاداتها لتزويد التحالف الدولي «قوات سوريا الديمقراطية» بالمدرعات، وقال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ياسين أقطاي، إن بدء واشنطن رفع سقف دعمها لـ«قوات سوريا الديمقراطية» أمر مثير للقلق، مشددا على أن بلاده لن تكتفي بالمتابعة و«ستقوم بما يلزم»، دون أن يحدد خطوات معينة ستتخذها أنقرة.
سعي تركي لحسم السيطرة على «الباب» قبل قوات الأسد
أنقرة تصعّد عسكريًا بعد اجتماع مجلس الأمن القومي
سعي تركي لحسم السيطرة على «الباب» قبل قوات الأسد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة