ما الهدف من تنظيم مسابقة كأس العالم؟ هل هو كسب المال، وإعطاء المنتخبات القوية الفرصة للسفر حول العالم في رحلات فاخرة، وتناول العصائر في كؤوس ذهبية؟ يجب أن ندرك جيدًا أن اسم المسابقة هو كأس «العالم». ولذا، يجب أن يشارك في هذا العرس الكروي الكبير أكبر عدد من المنتخبات، ولكن في حدود المعقول بالطبع.
ثمة مخاوف حقيقية من تأثر مستوى المسابقة، وإجهاد اللاعبين، بسبب زيادة عدد الفرق المشاركة بدءًا من كأس العالم 2026، لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وضع خطة مثيرة للاهتمام تحافظ على الجدول الزمني للمسابقة وفقًا للنظام الحالي، وهو أن تستمر البطولة لمدة 32 يومًا. فطبقًا للنظام الجديد، سيزيد عدد المباريات من 64 إلى 80 مباراة، لكن السؤال الآن هو: هل من الصعب تحمل 16 مباراة إضافية كل 4 سنوات؟ وإذا كان يمكننا تحمل مباريات الدوري الأوروبي، فبإمكاننا بالطبع التكيف مع زيادة عدد قليل من المباريات في نهائي كأس العالم. ومن يعترض على ذلك، يمكنه عدم متابعة جميع المباريات بكل تأكيد.
ووفقًا للنظام الجديد، سيكون هناك 16 مجموعة تضم كل منها 3 فرق، وأعتقد أن مباريات البطولة ستكون مثيرة للغاية، ولن تكون هناك مباريات دفاعية مملة، لأن الفرق الصغيرة ستحاول إظهار قدراتها في البطولة الأقوى في العالم. ورغم أن ركلات الترجيح قد تكون سببًا في وداع أحد المنتخبات للبطولة من البداية، فإن ذلك الأمر مقبول في كرة القدم، خصوصًا أننا نعرف أنه يمكن لفريق أن يخسر المباراة النهائية للمونديال بركلات الترجيح، فما الضير في أن يخرج فريق بركلات الترجيح في بداية المسابقة؟
أما بالنسبة للمحللين الذي سمعتهم أكثر من مرة على مدى الأيام الماضية، فيقولون إن زيادة عدد المنتخبات المشاركة في المسابقة سوف يؤثر على مستوى البطولة، وأتحدى أي منهم أن يذكر أسماء 5 منتخبات ضمن تصنيفات «فيفا» بين المركز الـ32 والـ48، ناهيك بأسماء اللاعبين الذين يلعبون لهذه المنتخبات.
ووفقًا للتصنيف العالمي لـ«فيفا» الآن، فإن الفرق الإضافية التي تقع بين المركزين الـ32 والـ48 تشمل بلدانًا مثل: السنغال وساحل العاج وتونس ومصر وكوريا الجنوبية والجزائر ورومانيا وباراغواي والسويد واليونان وجمهورية التشيك وصربيا واليابان والدنمارك وأستراليا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. صحيح أن هذه المنتخبات ليس لها باع طويل في المسابقة، لكن كل هذه الفرق تستحق أن توصف بأنها «خطيرة» أمام أي فريق.
وبطبيعة الحال، ستنافس الفرق على الصعود إلى المونديال بناء على القارة التي تقع بها، وليس وفقًا لتصنيف «فيفا»، إذ ستوزع بطاقات التأهل الإضافية على القارات الست كالتالي: أوروبا سوف يكون لها 16 ممثلاً بدلاً من 13، أفريقيا 9 بدلاً من 5، آسيا 8.5 بدلاً من 4.5، أميركا الجنوبية 6 بدلاً من 4.5، الكونكاكاف 6.5 بدلاً من 3.5، أوقيانوسيا مقعد واحد بدلاً من نصف مقعد، بالإضافة إلى بطاقة التأهل للدولة المستضيفة للبطولة على النحو المعتاد.
والسؤال الآن هو: من الذي يريد أن يحرم أفريقيا أو آسيا من مقاعدهما الإضافية، في ضوء الأداء المذهل الذي قدمه لاعبو هاتين القارتين خلال الجيل الماضي؟ وسيتأهل 6 منتخبات فقط من أميركا الجنوبية، رغم أن الاتحاد القاري يضم 10 دول. لذا، فإن النظام الجديد يبدو جيدًا حقًا لأنه سيزيد رقعة المنافسة وعدد البلدان المشاركة في البطولة التي تقام كل 4 سنوات.
ويمكنني القول، في ضوء خبراتي من متابعة مباريات كأس العالم منذ عام 1970، إن الفوارق لم تعد واسعة وكبيرة بين المنتخبات، فالفرق التي كانت صغيرة أصبحت أكثر قوة، والمنتخبات الكبيرة لم تعد تهيمن على كرة القدم، ويجب على كأس العالم أن يتكيف مع الوضع الجديد، ويعمل على زيادة المنافسة. في الحقيقة، تراعي الخطة التي وضعها الاتحاد الدولي لكرة القدم التوازن بين هذا الهدف والجدول الزمني للمباريات التي يمكن استيعابها في عدد محدود من الملاعب. وخلاصة القول، يصب النظام الجديد لكأس العالم في مصلحة الجميع.
كأس العالم لكل بلدان العالم... فلماذا لا يشارك عدد أكبر في المونديال؟
دفاعًا عن النظام الجديد لكأس العالم الذي يضم 48 منتخبًا
كأس العالم لكل بلدان العالم... فلماذا لا يشارك عدد أكبر في المونديال؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة