تسلّمت الميليشيات الكردية في شمال سوريا دعمًا عسكريًا جديدًا من واشنطن، هو عبارة عن آليات ومدرعات حديثة. ويشكل هذا الدعم ترجمة عملية لوعد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب بدعم أكراد سوريا الانفصاليين. ومن ناحية أخرى، يرى خبراء أن هذا الدعم لن يقتصر على الجانب العسكري بل سيتبعه دعم سياسي يلبي مطلب المكوّن الكردي الانفصالي بـ«الفيدرالية». لكن المعارضة السورية، التي لم تفاجأ بهذه المساعدات، حذّرت من سلاح نوعي قد يصل إلى الأكراد، ورأت أن هذا قد يشكّل نقطة خلاف كبيرة في المستقبل.
طلال سلو، المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية» ذات الغالبية الكردية، كشف لوكالة «رويترز» أمس أن «قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، زوّدت حلفاءها السوريين بمركبات مدرعة لأول مرة، ما يوسع الدعم الأميركي لهذه القوات منذ تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب». وأردف سلو أن «المركبات المدرعة وناقلات الجند وصلت قبل أربعة أو خمسة أيام... ورغم العدد القليل للآليات والمدرعات فإن هذا يشكل دليلاً على بوادر دعم أكبر». وأضاف سلو «سابقا لم يكن يأتينا بهذا الشكل، إذ كنا نتلقى أسلحة خفيفة وذخائر، وهذه هي المرة الأولى التي يأتينا فيها هذا الدعم العسكري بهذا الشكل».
هذه الدفعة من المساعدات لأكراد سوريا، ظهرت للمرة الأولى في مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية بشمال سوريا، وفق ما أعلن القيادي الكردي إدريس نعسان، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» أجرت قبل يومين عرضًا عسكريًا في عين العرب، سيرت فيه رتلاً من المدرعات والعربات الحديثة التي عرضت للمرة الأولى». ولفت إلى أن «المعلومات المتداولة تفيد بأن هذه الآليات ليست إلا عينة من دعم أكبر تقدمه قوات التحالف الدولي، للقوى التي تقاتل (داعش) على الأرض وتحقق انتصارات عملية».
وتابع نعسان أن «مجريات الأحداث والتطورات الأخيرة، أظهرت أن أولوية الدولتين الأقوى في العالم، أي روسيا والولايات المتحدة، تركز على محاربة الإرهاب، وهما تعرفان أن قوات سوريا الديمقراطية، تحارب على الأرض، وتحرز تقدمًا، لذلك ستجعلان من دعمها أولوية على كل الصعد».
ولم يخفِ إدريس نعسان، أن الدعم الأميركي والروسي للأكراد «لن يتوقف عند الجانب العسكري»، معتبرًا أن «الدول العظمى متوافقة على خيار الفيدرالية، ويرى فيها الجميع الحل الأفضل لمستقبل سوريا». وأعطى أمثلة على ذلك كـ«استمرار واشنطن وموسكو بدعمهما لقوات سوريا الديمقراطية ودعوة حزب (الاتحاد الديمقراطي) الكردي إلى موسكو وتسليمه نسخة عن مسودة الدستور الجديد، وإبلاغ القيادة الروسية للمكون الكردي، قبولها ببحث طرح الفيدرالية».
وفي حسابات المكون الكردي الانفصالي، فإن الوصول إلى «حكم ذاتي» في شمال سوريا أمر حتمي، وفق تعبير نعسان، الذي أضاف: «صحيح أن مخاض الفيدرالية دخل مرحلة من المد والجزر، لكن بعد الإنجازات التي حققها الروس بالسيطرة على حلب، باتت المبادرة بيد الجانب الروسي الذي يحاول الانتقال من الخيارات العسكرية إلى بحث الحلول السياسية. وهم يعلمون (الروس) أن مناطق الإدارة الذاتية، لن تقبل بأي حل لا يرعى إدارة شؤونها بنفسها».
واستطرد نعسان أن «المكونات الأخرى من عرب وتركمان ومسيحيين وغيرهم، يشاركون الأكراد بإدارة المقاطعات في منطقة (روج آفا)، وهي ستلعب دورها كاملاً في الفيدرالية الجديدة»، مشيرًا إلى أن «اشتراط المكونات غير الكردية باستبدال مصطلح (روج آفا) باسم (شمال سوريا) يعني قبولاً بصيغة الحل المقبلة».
أول جرعة دعم عسكري من واشنطن للميليشيات الكردية في عهد ترمب
قيادي مقرب منها يرى فيها استعدادًا أميركيًا للقبول بـ«الفيدرالية»
أول جرعة دعم عسكري من واشنطن للميليشيات الكردية في عهد ترمب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة