دفع المنتخب التونسي لكرة القدم ثمن الأخطاء التي ارتكبها مديره الفني البولندي هنري كاسبرجاك في تشكيلة الفريق، وودع نسور قرطاج بطولة كأس الأمم الأفريقية الحادية والثلاثين المقامة حاليا في الغابون بهزيمته (صفر - 2) أمام منتخب بوركينا فاسو أمس، في افتتاح مباريات دور الثمانية للبطولة. ورغم التفوق الواضح للمنتخب التونسي في معظم فترات المباراة، فشل الفريق في ترجمة هذا التفوق، فيما استثمر المنتخب البوركيني التغيير الرائع لمديره الفني البرتغالي باولو دوارتي في آخر ربع ساعة من المباراة، وحقق الفوز الثمين على تونس بهدفين في آخر عشر دقائق من اللقاء. وانتهى الشوط الأول من المباراة بالتعادل السلبي، ثم سجل البديل أريستيد بانسيه هدف التقدم لبوركينا في الدقيقة 81 بعد خمس دقائق فقط من نزوله. وعزز ناكولما بريغوس فوز الفريق بالهدف الثاني في الدقيقة 85، لتكون المرة الثانية التي تطيح فيها بوركينا بتونس من البطولة الأفريقية.
وتقام اليوم المباراتان الأخيرتان من دور الثمانية، حيث ستسعى مصر إلى فك عقدتها أمام المغرب عندما تواجهه في بور جونتي، فيما تلتقي في أوييم الكونغو الديمقراطية مع غانا.
مصر - المغرب
عقب أدائهما المتصاعد في النسخة الحالية لبطولة كأس الأمم الأفريقية، يسعى منتخبا مصر والمغرب لمواصلة مسيرتيهما وبلوغ المربع الذهبي للمسابقة القارية، حينما يصطدمان في دور الثمانية للبطولة اليوم في مواجهة عربية ساخنة. وضمنت الكرة العربية بتلك المواجهة مقعدًا في الدور قبل النهائي للبطولة. وكان المنتخب المصري، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد سبعة ألقاب، قد تصدر المجموعة الرابعة التي ضمت منتخبات غانا ومالي وأوغندا، برصيد سبع نقاط، فيما حل المنتخب المغربي، المتوج باللقب عام 1976، وصيفًا في المجموعة الثالثة التي ضمت منتخبات كوت ديفوار (حامل اللقب) والكونغو الديمقراطية وتوغو. ورغم بداية المنتخبين المهتزة في مرحلة المجموعات، عقب خسارة المنتخب المغربي صفر / 1 أمام الكونغو الديمقراطية، وتعادل مصر مع مالي من دون أهداف في مستهل مبارياتهما في البطولة، إلا أنه سرعان ما استعادا اتزانهما، في الجولتين الثانية والثالثة. وفازت مصر على أوغندا وغانا 1 / صفر، فيما تغلبت المغرب 3 / 1 على توغو و1 / صفر على كوت ديفوار، ليواصل المنتخبان مسيرتهما الناجحة في المسابقة حتى الآن.
ويخوض المنتخبان مواجهتهما المرتقبة بمعنويات مرتفعة بعدما اختتما مبارياتهما في الدور الأول بالفوز على بطل المسابقة في النسخة الماضية قبل عامين ووصيفه. وبينما يأمل المنتخب المصري في فك عقدته أمام المنتخب الملقب ب (أسود الأطلس) الذي لم يحقق عليه أي انتصار رسمي أو ودي منذ 17 مارس (آذار) / عام 1986، حينما التقيا في الدور قبل النهائي لنسخة البطولة التي أقيمت في مصر، فإن المنتخب المغربي يرغب في تكريس تلك العقدة ومواصلة تفوقه على منتخب مصر (الفراعنة). وخلال 21 مباراة رسمية جمعت بين المنتخبين فازت المغرب في 11 مناسبة، وتعادلا في ثمانية لقاءات، فيما انتصر المنتخب المصري في مباراتين فقط.
ورغم تلك العقدة، فإن الجماهير المصرية تشعر بقدر لا بأس به من التفاؤل قبل لقاء المنتخب المغربي الذي يبدو مواجهته فألا حسنا للفراعنة، خصوصا أن المباريات الثلاث الأخيرة التي جرت بين المنتخبين في نسخ البطولة أعوام 1986 و1998 و2006، نجح المنتخب المصري في مواصلة المسيرة بنجاح والحصول على اللقب القاري خلالها.
في المقابل، يخشى المنتخب المغربي من سوء أرضية ملعب المباراة، والتي عانى منها لاعبو منتخبات المجموعة الرابعة، خاصة وأنها ستكون المباراة الأولى للفريق على هذا الملعب، بعكس المنتخب المصري الذي خاض مبارياته الثلاث عليه. ويشهد اللقاء مواجهة لن تقل سخونة من خارج الخطوط بين الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب المغربي، الذي قاد منتخبي زامبيا وكوت ديفوار للفوز باللقب عامي 2012 و2015 على الترتيب، والأرجنتيني هيكتور كوبر، مدرب منتخب مصر، الذي يشارك في البطولة للمرة الأولى. ومن المرجح ألا يجري المدربان تغييرات جذرية في قائمة المنتخبين الأساسية، حيث يعتمد كوبر على الحارس المخضرم عصام الحضري لحراسة عرين الفراعنة، بالإضافة إلى علي جبر وأحمد حجازي في مركز قلبي الدفاع.
وقد يدفع كوبر بظهيره الأيسر الأساسي محمد عبد الشافي، الذي شارك في تدريبات الفريق مؤخرا عقب تعافيه من الإصابة، التي أبعدته عن المشاركة في لقاء الفريق مع غانا، فيما سيعتمد على أحمد فتحي في مركز الظهير الأيمن. وفي خط الوسط، تبدو حظوظ الثلاثي طارق حامد وعبد الله السعيد ومحمد النني وفيرة للعب منذ البداية، فيما سيتكون خط الهجوم من محمد صلاح ومروان محسن ومحمود حسن تريزيجيه.
من جانبه، يعتمد رينارد، الذي قاد المنتخب المغربي للتأهل لدور الثمانية للمرة الأولى منذ تأهله للمباراة النهائية في نسخة البطولة التي أقيمت بتونس عام 2004، على منير المحمدي في حراسة المرمى، بالإضافة إلى المهدي بنعطية ومروان داكوستا ورومان سايس وحمزة منديل في خط الدفاع. كما سيدفع أيضا بكريم الأحمدي ومبارك بوصوفا ونبيل درار وفيصل فجر في خط الوسط، ويوسف الناصيري وعزيز بوهدوز، الذي تعافى من الإصابة، التي تعرض لها خلال لقاء الفريق مع نظيره الإيفواري مؤخرًا، في خط الهجوم.
غانا ـ الكونغو
يتطلع منتخبا جمهورية الكونغو وغانا للتأهل للدور قبل النهائي ببطولة كأس الأمم الأفريقية، عندما يلتقيان اليوم في دور الثمانية من البطولة. وكان المنتخب الكونغولي قد تأهل لهذا الدور بعد أن تصدر المجموعة الثالثة برصيد سبع نقاط حصدها من الفوز على المغرب في المباراة الافتتاحية 1 / صفر، ثم التعادل مع كوت ديفوار 2 / 2، قبل أن يختتم مبارياته في دور المجموعات بفوز مستحق على توغو 3 / 1. فيما تأهل المنتخب الغاني لذات الدور بعدما احتل المركز الثاني في المجموعة الرابعة برصيد ست نقاط، حصدها من الفوز في أول مباراتين على أوغندا ومالي بنتيجة واحدة 1 / صفر قبل أن يخسر من المنتخب المصري صفر / 1 في الجولة الأخيرة. وستكون المباراة صعبة على الفريقين خاصة وأن مبارياتهما دائمًا ما تحظى بندية كبيرة، ويصعب التوقع بنتيجتها، في ظل وجود الكثير من اللاعبين المميزين بصفوفهما.
ويعول فلوران إيبنجي، المدير الفني لمنتخب الكونغو، على مجموعة من المحترفين، أبرزهم ندومبي موبيلي، مهاجم الأهلي القطري، وديودوني مبوكاني بيزوا، مهاجم هال سيتي الإنجليزي، وجوردان إيكوكو، مدافع غانغون الفرنسي، ونيكسنيس كيبانو، لاعب وسط فولهام الإنجليزي. في المقابل بات جيان أسمواه لاعب المنتخب الغاني جاهزًا للمشاركة مع فريقه بعدما أثبتت الفحوص الطبية التي خضع لها اللاعب أن إصابته بالفخذ، التي تعرض لها أمام منتخب مصر، ليست خطيرة. ورغم أن اللاعب أبدى جاهزيته فإن أفرام غرانت، المدير الفني للمنتخب الغاني، لم يحسم حتى الآن مسألة مشاركة اللاعب منذ بداية المباراة من عدمها. ولا يجد غرانت أزمة كبيرة في استبعاد أسامواه من التشكيل الأساسي مع بداية المباراة، في ظل وجود الكثير من النجوم في فريقه، يأتي في مقدمتهم صامويل تيتيه وأندريه أيو وجوردان أيو، الذي يمكن لأي منهم تعويض غياب أسامواه. واعترف أفرام غرانت، المدير الفني للمنتخب الغاني، بصعوبة مواجهة منتخب الكونغو، لكنه أكد أن فريقه حضر إلى الغابون من أجل التتويج باللقب، وسيسعى لاجتياز العقبة الكونغولية في طريقه نحو منصة التتويج.
ويسعى منتخب غانا لاستعادة لقب كأس الأمم الأفريقية الغائب عن خزائنه منذ 35 عامًا، وتحديدًا منذ التتويج بلقب البطولة في عام 1982. ويعد المنتخب الغاني، هو المنتخب الثاني الأكثر تتويجًا باللقب، مناصفة مع الكاميرون، بواقع أربع مرات. كما يأتي المنتخب الغاني في المركز الثالث من حيث عدد المشاركة في بطولات كأس الأمم الأفريقية حيث شارك في البطولة 21 مرة.
في المقابل، يحظى المنتخب الكونغولي بتاريخ حافل من المشاركات في بطولات كأس الأمم الأفريقية، كما توج مسيرته في هذه البطولات بلقبين في نسختي 1968 في إثيوبيا و1974 في مصر تحت مسمى زائير. وبخلاف فوز الفريق باللقبين، فاز منتخب الكونغو الديمقراطية على مدار 17 مشاركة سابقة في النهائيات بالمركز الثالث في بطولتي 1998 و2015 والمركز الرابع في 1972، فيما كان مصيره الخروج من الدور الأول أو دور الثمانية في باقي المشاركات.