«لوي بوسيز»... إيطاليا المصغرة في حديقة

نكهة المتوسط في قلب فورت لودرديل

من أطباق الشيف بوسي اللذيذة - حديقة مطعم لوي بوسيز في فورت لودرديل - من أفضل عناوين الأكل الإيطالي في فلوريدا
من أطباق الشيف بوسي اللذيذة - حديقة مطعم لوي بوسيز في فورت لودرديل - من أفضل عناوين الأكل الإيطالي في فلوريدا
TT

«لوي بوسيز»... إيطاليا المصغرة في حديقة

من أطباق الشيف بوسي اللذيذة - حديقة مطعم لوي بوسيز في فورت لودرديل - من أفضل عناوين الأكل الإيطالي في فلوريدا
من أطباق الشيف بوسي اللذيذة - حديقة مطعم لوي بوسيز في فورت لودرديل - من أفضل عناوين الأكل الإيطالي في فلوريدا

المطاعم الجميلة تتشابه بديكوراتها التي يبذل أصحابها الكثير من الجهد وينفقون أموالا طائلة لتقديم الأجمل من الناحية التصميمية والجمالية، ولكن ولسوء الحظ، يشدد بعض الطهاة وأصحاب المطاعم على الديكور ويتناسون المطبخ وما يخرج منه من أطباق، وتكون النتيجة مأساوية، ولكن عندما ينجح المطعم في مزج الاثنين معا، الطعام الجيد والديكور فتكون النتيجة رائعة، وهكذا يبني أي مطعم سمعته الجيدة ويكتب له النجاح والاستمرارية، وهذا ما نجح به مطعم «لوي بوسيز» Louie Bossi’s الواقع في بولفار لاس أولاس في مدينة فورت لودرديل الساحلية.
خلال زيارة من تنظيم «طيران الإمارات» بمناسبة إطلاق الشركة رحلتها المباشرة الأولى إلى المدينة الواقعة إلى جنوب فلوريدا، تم اختيار هذا المطعم الإيطالي لتناول الغداء فيه، وهو ذائع الصيت بالنسبة للمأكولات التي يبتكرها ويتفنن بها الطاهي الإيطالي لوي بوسي، ولكن عندما تصل إلى المطعم تتفاجأ بعنصر آخر غير الطعام الذي تفوح رائحته من المطبخ الشبه مفتوح.
الديكور الداخلي عصري جدا ويمزج ما بين الروح الإيطالية والأميركية، بار خشبي مقابل المطبخ تحيط به كراسي عالية، وطاولات بأحجام مختلفة موزعة في أرجاء المكان، الجدران على غرار المطاعم الأميركية تركز على إظهار الوجه الخشن للعمارة من خلال ترك أحجار الطوب دون أي كسوة أو دهان مع كتابات بالإنجليزية بالخط العريض.
ولكن المفاجأة الكبرى هي الحديقة الغناءة في الخارج، مساحة خضراء وأثاث رائع وخيمة من الحديد ومرايا تعكس جمال المكان على الجدران، أرضية من العشب الأخضر تنسيك أنك في وسط مدينة، أثاث جميل ومتنوع، فستجد نفسك مفتونا بهذا البراح الجميل ولن ينسيك إياه إلا رائحة الطعام المنبعثة من المطبخ والأطباق التي تشق طريقها منه إلى الطاولة.
يشتهر المطعم بتحضير جميع الأطباق من الصفر بما فيها الباستا وشتى أنواع المعجنات مثل عجينة البيتزا والخبز، بالإضافة إلى الأطباق التي تعتمد على الأسماك والسلطعون، ولا يوجد مكان أفضل من فورت لودرديل لتناول ثمار البحر التي تشتهر بها المدينة الساحلية الدافئة.
من الأطباق التي جربناها طبق الباستا مع الصلصة البيضاء والفطر والسباغيتي مع القواقع ولحم السلطعون، وكارباتشو لحم البقر مع الافوكادو وسلطة الروكا وسلطة البوراتا مع الطماطم وسلطة الموتزاريلا مع الافوكادو.
ولا بد من تذوق الخبز، فهو مميز جدا وطازج، كما أنصحك بترك مساحة في معدتك لتذوق الحلوى التي تقدم على قطعة طويلة من الخشب وتضم أكثر من صنف من ألذ أنواع الحلوى الإيطالية، وإذا كنت لا تفضل مذاق السكر يكفي أن تمتع نظرك بطريقة تقديم الطبق الذي لا يشبه سواه في أي مكان آخر.
عندما تأكل في مطعم إيطالي لا تطلب الكابوتشينو بعد تناولك الأكل، لأن هذا الأمر يزعج الطهاة الإيطاليين، لأن التقليد الإيطالي يوصي بتناول الكابوتشينو لغاية الساعة 11 صباحا فقط وبعدها يتناول الإيطاليون الاسبريسو بعد وجبات الطعام، والسبب هو أن الكابوتشينو ثقيل وغني بالسعرات الحرارية وينظر إليه في إيطاليا على أنه وجبة كاملة تحل مكان الفطور.
وبما أننا نتكلم عن القهوة، فلا تفوتوا عليكم فرصة تذوق الاسبريسو أو الاسبريسو ماكياتو، لأن القهوة تحمص وتطحن في المطعم ومذاقها رائع.
ومن الأطباق المميزة الأخرى التي يقدمها «لوي بوسيز» مشاوي اللحم والسمك، وهذا ما يجعل المطعم من بين أهم عناوين الأكل في فورت لودرديل، لأنه يقدم أكثر من خيار للذواقة.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».