«المؤتمر الشعبي» يتصدع ولجنة الأحزاب ترفض طلبًا لحزب جديد

«المؤتمر الشعبي» يتصدع ولجنة الأحزاب ترفض طلبًا لحزب جديد
TT

«المؤتمر الشعبي» يتصدع ولجنة الأحزاب ترفض طلبًا لحزب جديد

«المؤتمر الشعبي» يتصدع ولجنة الأحزاب ترفض طلبًا لحزب جديد

علمت «الشرق الأوسط» أن لجنة شؤون الأحزاب في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسلطة الانقلابيين رفضت طلبًا تقدم به قيادي في المؤتمر الشعبي العام التابع للرئيس السابق علي عبد الله صالح لتسجيل حزب سياسي جديد بعد انشقاقه عن حزب صالح.
ووفقًا لمصادر يمنية في صنعاء، تقدم القيادي أحمد عبد الله دارس، وزير النفط السابق، بطلب إلى لجنة تسجيل الأحزاب التي يسيطر عليها الحوثيون لإنشاء حزب سياسي جديد، إلا أن اللجنة رفضت هذا الطلب.
وتشير المصادر إلى أن دارس انشق عن حزب المؤتمر الشعبي العام والعشرات من أعضاء اللجنة الدائمة بسبب عرقلة حزب المؤتمر والحوثيين صرف رواتب الموظفين وعدم تسليمها لعدة أشهر، دون أي مبررات منطقية. وبعد رفض الطلب، عقد الوزير السابق أحمد دارس، أول من أمس، بمنزله في صنعاء لقاء موسعًا مع عدد من الشخصيات الاجتماعية والأكاديمية والحزبية والثقافية، وممثلين عن الشباب والطلاب والمهن، وبعض رجال الدين من مختلف المحافظات اليمنية.
وقالت المصادر،التي رفضت الإفصاح عن هويتها، إن اللقاء ناقش الأفكار والآراء والملاحظات المطروحة لوضع رؤية وطنية وآلية تنظيمية للكيان المنتظر، وصياغة البرنامج السياسي بما يضمن مشاركة كل اليمنيين في عملية التأسيس.
ورحب وبارك المجتمعون بإنشاء الكيان الجديد الذي يأتي استجابة وضرورة وطنية ملحة في هذا الظرف العصيب، والمرحلة الخطيرة؛ لإنقاذ الوطن ورفع المعاناة عن الشعب بسبب الانقلاب. كما التقى الوزير السابق دارس وفودًا وشخصيات اجتماعية وقبلية من محافظات البيضاء، مأرب، الجوف، حجة، وعمران، مؤكدين تضامنهم ووقوفهم معه ودعمهم الكيان السياسي الجديد المزمع إشهاره خلال الأيام المقبلة.
وكان القيادي في حزب صالح ياسر العواضي، قدم استقالته قبل أيام من منصبه بصفته وزيرا للتخطيط في حكومة الانقلاب التي لم يعترف بها أحد. وأرجع العواضي استقالته إلى استمرار تدخل ممثلي الحوثيين في الوزارة في صلاحياته.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.