يصف أحد القراء وصول الفيلم الألماني «توني إردمان» إلى ترشيحات الأوسكار بـ«المعجزة» فيقول: «شاهدت الآن Toni Erdmann. هذا فيلم معجزة. كيف تمكن من أن يدخل مهرجان كان وينال جائزتين ويدخل القائمة الأخيرة للأوسكار؟ الذين (يقفون) وراء هذا الفيلم الرديء من عيار super8 لهم قدرة مذهلة في اختراق المحافل الكبرى. يجب التعلم من فريق هذا الشريط العفن أكثر من غيره. أين السينما؟ هذا تلفزيون ينفع يعرض بدور عجزة أو في قناة تابعة لحارة لا يفوق بثها مربع العمارة. إذا كان هذا فيلما فأنا مكتشف الذرة».
> وكنت شاهدت بدوري «توني إردمان» ليس مرّة واحدة (في مهرجان كان) بل مرّتين، الثانية عندما كان لا بد لي من مراجعة رأي سلبي كوّنته في المرّة الأولى بعدما وجدت أن حماسة النقاد الغربيين للفيلم فائقة وبدرجة غير اعتيادية. المشاهدة الثانية أكدت استنتاجات، الأولى: هو فيلم ثرثرة حوارية طويل مؤطرة بكادرات شغل تلفزيوني ومعالج بقدر كبير من الاسترسال حول نقطة لا تنتهي.
> لكن هل يعقل أن يكون ناقد واحد، أو بضعة نقاد، على حق والمعظم الكاسح على خطأ؟ الجواب أن المسألة ليست من هو صاحب الرأي الصحيح مقابل من هو صاحب الرأي الخطأ، وبالتأكيد ليست المسألة نسبية. هناك الكثير من الأفلام التي تنال إعجاب ناقد ما ليجد نفسه وحيدًا فوق جزيرته بينما يرى النقاد الآخرون أن الفيلم لا يستحق أي إعجاب يذكر، والعكس صحيح كما في حالة «توني إردمان».
> نعم، هو نظرة (شبه) كوميدية سوداء عن أوروبا اليوم (متمثلة بألمانيا تبعًا لهوية بطليه الأب وابنته) وعن اختلاف الأجيال لكن من بعد نصف ساعة من تداول هذه النقطة الباقي هو استرسال مع قليل مما يمكن البناء عليه. حتى مع التقدير لهذا المضمون ولما سعت المخرجة مارن أدَ لإنجازه على صعيد تقديم مواقف تحمل تناقضًا بين الجيلين والمفهومين، إلا أن الفيلم ليس المضمون إلا بمقدار. الأهم هو كيفية معالجة هذا المضمون وإذا ما تم صنع فيلم جيد عنه أم لا.
> معظم ما هو منشور من مقالات إعجاب لهذا الفيلم قائم على الإعجاب بالفكرة وبالمضمون مع اعتراف البعض بأن الفيلم (قرابة ثلاث ساعات) أطول قليلاً مما يجب. كما لو أن هذه النقطة بالتحديد («أطول قليلاً») ليست ذات أهمية عندما تبحث في المدّة التي استغرقتها المخرجة للوصول من أ إلى ب.
> وصوله إلى ترشيحات الأوسكار في فئة الأفلام الأجنبية تحصيل حاصل لما سبق ذلك من إعجاب غربي يتبع نظامًا ثقافيًا يختلف عن نظامنا أو نظام ثقافات أخرى غير أوروبية المنشأ. وإذا ما فاز، كما يبدو أنه سيفعل، فإن هذا سيكون تتويجًا طبيعيًا جدًا بالنسبة لمن أعجبهم الفيلم وهم كثر.
الوضع الغريب لتوني إردمان
الوضع الغريب لتوني إردمان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة