كمين لصانع متفجرات «القاعدة» في اليمن

قوة مكافحة الإرهاب اليمنية تلقت معلومات عن خط سير عسيري واستخدمت مروحية في المواجهة * صنعاء تتحقق من الحمض النووي

يمني يطلق شعارات احتجاجية ضد الهجمات الأميركية بطائرات {الدرون} في مظاهرة بالعاصمة صنعاء أمس (إ.ب.أ) و في الاطار إبراهيم حسن عسيري
يمني يطلق شعارات احتجاجية ضد الهجمات الأميركية بطائرات {الدرون} في مظاهرة بالعاصمة صنعاء أمس (إ.ب.أ) و في الاطار إبراهيم حسن عسيري
TT

كمين لصانع متفجرات «القاعدة» في اليمن

يمني يطلق شعارات احتجاجية ضد الهجمات الأميركية بطائرات {الدرون} في مظاهرة بالعاصمة صنعاء أمس (إ.ب.أ) و في الاطار إبراهيم حسن عسيري
يمني يطلق شعارات احتجاجية ضد الهجمات الأميركية بطائرات {الدرون} في مظاهرة بالعاصمة صنعاء أمس (إ.ب.أ) و في الاطار إبراهيم حسن عسيري

قال مصدر أمني يمني لـ«الشرق الأوسط» بأن صانع المتفجرات والطرود المفخخة في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، السعودي إبراهيم حسن عسيري والمطلوب لدى السلطات السعودية واليمنية، يرجح أنه لقي حتفه في مواجهات أمنية مع القوات الخاصة اليمنية في محافظة شبوة، وذلك بعد أن نصب كمين للسيارة التي كان يستقلها ومعه عدد من الأشخاص، مشيرا إلى أن الجهات المختصة في اليمن أبلغت نظيرتها السعودية عن الحادثة، تمهيدا لإرسال الحمض النووي DNA إلى الرياض حتى يجري مطابقتها.
وأوضح المصدر أن السلطات اليمنية تلقت معلومات مفادها، تواجد صانع القنابل والمتفجرات في «القاعدة» في محافظة شبوة، واسمه إبراهيم عسيري، وأنه سيسلك طريقا بريا خلال فترة المساء، حيث رصد كمين السيارة التي يرجح أنه بداخلها من قبل قوة متخصصة في مكافحة الإرهاب في القوات الخاصة اليمنية، وجرى مواجهة العناصر الذين كانوا بداخل السيارة بالسلاح، مما دعا إلى استخدام طائرة هيلكوبتر تمكنت من إنزال جوي لعناصر مسلحة شاركوا في المواجهة.
فيما قال مصدر أمني سعودي لـ«الشرق الأوسط» بأن إبراهيم عسيري لا يزال مطلوبا في قضايا إرهابية لدى السلطات السعودية، وأن اسمه لن يسقط ضمن قائمة المطلوبين في حال إذا تمت مطابقة الحمض النووي DNA، ومن ثم إبلاغ ذويه عن الحادثة، والإعلان عنه رسميا.
وكان عسيري المطلوب الأول في قائمة الـ85 التي أعلنتها وزارة الداخلية السعودية في مطلع عام 2009. ووزعتها على الشرطة الدولية (الإنتربول)، انضم إلى «القاعدة» في السعودية وتسلل إلى اليمن في عام 2006، وكان معه شقيقه عبد الله قضى منتحرا عندما نفذ محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز في منزله في جدة في 2009.
وأشار المصدر اليمني إلى أن السلطات الأمنية طلبت من صاحب السيارة التوقف وتسليم نفسه وعدم المقاومة، إلا أنه بادر هو وزملاؤه بإطلاق النار، وجرى التعامل معهم من مروحية تابعة القوات اليمنية بالمثل، وانتهت المواجهة بمقتلهم، حيث رفعت جثث القتلى على الفور عبر طائرة مروحية إلى مكان آمن، مؤكدا أن السلطات اليمنية أبلغت نظيرتها السعودية عن الحادثة، والاشتباه بشخصية إبراهيم عسيري بناء على معلومات أمنية عن مكان تواجده في شبوة.
وأضاف: «يجري الآن أخذ الحمض النووي وإرساله إلى السعودية لمطابقته مع العينة التي تحتفظ بها الجهات المختصة هناك».
وكانت السعودية منذ اندلاع الأحداث الإرهابية في 12 مايو (أيار) 2003. جمعت عينات من الحمض النووي DNA من ذوي الفارين إلى مناطق القتال أو الانضمام إلى تنظيم «القاعدة»، وكونت قاعدة بيانات للتعرف على الأشخاص الذين قتلوا في مواجهات سواء داخل السعودية أو خارجها، من خلال التعاون مع السلطات الأمنية في مختلف الدول من خلال إرسال العينة والتأكد من مطابقتها، حتى يسقط اسمه ضمن قائمة الملاحقين.
ولفت المصدر إلى أن إبراهيم عسيري يعد أحد العناصر الخطرة في صناعة المتفجرات، وخطورته لا يستهان بها، حيث كانت له أدوار رئيسية في الأحداث الإرهابية الذي شهدتها اليمن خلال الفترة الماضية، وهو قادر على صناعة المتفجرات وربط الدوائر الإلكترونية مع بعضها البعض.
وأضاف: «هناك معلومات عن مقتل ثلاثة سعوديين آخرين على الأقل، وذلك خلال المواجهات الذي شهدتها اليمن منذ السبت الماضي، ونتج عنها مقتل أكثر من 50 شخصا بطائرة درون (دون طيار) يعتقد أنها أميركية».
يذكر أن المطلوب السعودي على قائمة الـ85 إبراهيم عسيري، أحد المشتبه به في صناعة الطرود المفخخة التي ضبط منها اثنان في بريطانيا ودبي، وذلك خلال محاولة شحنها من اليمن إلى الولايات المتحدة في عام 2010. وأعلن في وقت سابق جون برينان مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب (رئيس الاستخبارات حاليا)، أن إبراهيم حسن عسيري هو نفسه الذي صنع القنبلة التي كانت ستستخدم في التفجير على متن طائرة متجهة من أمستردام إلى ديترويت يوم عيد الميلاد في عام 2009. وضبطت بحوزة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب.
ووظّف إبراهيم عسيري ما تعلمه إبان دراسته في كلية العلوم في جامعة الملك سعود في الرياض، عن المواد الكيماوية شديدة الاشتعال وتحويلها إلى قنابل متفجرة يستخدمها عناصر التنظيم في تنفيذ مخططاتهم، حيث توقف عسيري عن دراسته في السنة الثالثة، وقرر الانضمام إلى جانب المتطرفين في صفوف القاعدة في السعودية، وشارك في الدعم اللوجستي للتنظيم في تأمين تنقلات العناصر وتوفير متطلباتهم، وتمكن من الفرار إلى مدينة خميس مشيط مع شقيقه الانتحاري عبد الله، وذلك بعد مواجهة السلطات الأمنية لأحد المنازل في حي النخيل شمال العاصمة في 2006. ثم انتقل إلى اليمن قبل الإعلان عن دمج فرعي القاعدة في السعودية مع اليمن الذي أعلن عنه في مقطع مرئي زعيمه هناك اليمني أبي بصير ناصر الوحيشي في 2009.
وتمكن عسيري من سرقة المواد الكيماوية من المستشفيات اليمنية، وتحويلها إلى مواد متفجرة، إذ تمكن من صناعة المتفجرات لشقيقه عبد الله الذي حاول اغتيال وزير الداخلية السعودي، وذلك بناء على أوامر من القائد العسكري للتنظيم اليمني قاسم الريمي، وعمل تنظيم «القاعدة» على إخفاء شخصية خبير المتفجرات عسيري في أي نشاط إعلامي له سواء في المواد المكتوبة أم المرئية، تحسبا لتحديد موقعه.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».