في إطار اجتماع التشاور السياسي بين مصر وتونس، الذي عقد أمس ويستمر اليوم في العاصمة التونسية، زار سامح شكري وزير الخارجية المصري تونس على رأس وفد مصري مهم، وذلك لبحث سبل حل الأزمة الليبية ومكافحة التنظيمات الإرهابية.
ويلتقي شكري خلال هذه الزيارة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، ومحمد الناصر رئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان)، علاوة على خميس الجهيناوي وزير الخارجية التونسية.
وتأتي هذه الزيارة لمواصلة الجهود التي تبذلها دول الجوار لبحث مخرج للأزمة الليبية، التي يمتد تأثيرها لدول الجوار وفي مقدمتها تونس ومصر والجزائر وبقية دول المنطقة.
وكان خميس الجهيناوي وزير الخارجية التونسية قد شارك يوم 21 يناير (كانون الثاني) الحالي في اجتماع دول الجوار الليبي المنعقد في القاهرة، ومن المنتظر خلال زيارة الوزير المصري متابعة نتائج هذا الاجتماع الوزاري.
ووفق مصادر دبلوماسية تونسية، فإن المحادثات التونسية - المصرية لن تقتصر على الأزمة في ليبيا، بل ستتجاوزها لبحث سبل إنجاح المسارات السياسية في كل من سوريا واليمن قبل انعقاد القمة العربية المقبلة، في ظل رئاسة تونس للدورة الحالية للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية، فضلا عن التنسيق بين تونس ومصر بشأن الملفات المدرجة على جدول أعمال القمة الأفريقية المقررة في أديس أبابا نهاية يناير الجاري.
وفي سياق متصل بالأزمة في ليبيا المجاورة، أدى راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة زيارة إلى الجزائر نهاية الأسبوع الماضي، التقى خلالها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وبشأن هذه الزيارة ومدى تأثيرها على مبادرة المصالحة بين الفرقاء الليبيين، قال لطفي زيتون، المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة، إن الغنوشي والرئيس الجزائري بوتفليقة أنهيا الجزء المهم من ترتيبات التحضير لاجتماع المصالحة الليبية، وإن جميع دول الجوار الليبي على قناعة بضرورة تجاوز مرحلة الاقتتال داخل ليبيا، والتضييق على الأنشطة الإرهابية للمجوعات التكفيرية المنتشرة على الأراضي الليبية.
وأكد زيتون أن المصالحة الشاملة في ليبيا تعتمد على رؤى مشتركة بين دول الجوار لا تقصي أي طرف سياسي من المشاركة في السلطة، وذلك ضمن مبادرة تونسية - جزائرية مصرية، إضافة إلى خمس دول أفريقية أخرى.
وفي قراءة للتحركات السياسية التي تعرفها منطقة المغرب العربي والحديث عن مبادرة سياسية حول ليبيا تجمع تونس ومصر والجزائر، قال أحمد ونيس الدبلوماسي التونسي السابق إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة كان منذ سنة 2012 يدعو الغنوشي ويتحدث إليه من أجل المصالحة في تونس، وعدم إقصاء غير الإسلاميين عن السلطة، الأمر الذي كان سيجر تونس إلى حرب أهلية على حد تقديره.
وأفاد ونيس أن هذا الحل هو الذي ارتآه بوتفليقة في ليبيا، ورأى أن الغنوشي هو الأقدر على إقناع الجانب الإسلامي المتطرف في ليبيا ليغلب منطق المصالحة على لغة الاقتتال المسلح.
على صعيد آخر، وفي إطار إعداد مشروع كتاب تونسي أبيض للأمن والدفاع، قام بينوا بوغا، رئيس الأركان الخاص السابق لدى رئيس الجمهورية الفرنسية، أمس بزيارة إلى تونس بهدف المساعدة على بلورة هذا المشروع الذي يسعى إلى مواجهة التهديدات الإرهابية في علاقتها بالتهريب والجريمة المنظمة.
مبادرة تونسية - مصرية لحل الأزمة الليبية
سامح شكري يبحث مع الجهيناوي سبل محاربة التنظيمات الإرهابية
مبادرة تونسية - مصرية لحل الأزمة الليبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة