مسؤول فلسطيني لـ«الشرق الأوسط»: مفاوضات ثنائية برعاية أميركية لم تعد مقبولة

«الخارجية» تقول إن تنفيذ قرار مجلس الأمن «2334» هو ما يفتح بوابات السلام

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف.
TT

مسؤول فلسطيني لـ«الشرق الأوسط»: مفاوضات ثنائية برعاية أميركية لم تعد مقبولة

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف.

قال مسؤول فلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، إن العودة إلى مفاوضات ثنائية مباشرة برعاية أميركية، لم تعد مقبولة، بعد أعوام طويلة أثبتت فيها الإدارات الأميركية أنها لم تكن وسيطا نزيها.
وأوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، أن المطلوب الآن، هو ضمانات دولية لأي مفاوضات، على أن تكون مرجعيتها قرارات الشرعية الدولية، وبسقف زمني يضمن للشعب الفلسطيني كل حقوقه، بما في ذلك إقامة الدولة وعاصمتها القدس الشرقية، وحل جميع قضايا الوضع النهائي، بما يضمن كذلك حق اللاجئين.
وأضاف أبو يوسف، وهو أيضا عضو اللجنة السياسية العليا الموكل لها وضع توصيات سياسية للسلطة: «من دون ذلك، لن نعود إلى دائرة مفرغة من المفاوضات الثنائية بالرعاية الأميركية».
وتابع: «نحن نسعى لإنهاء الاحتلال وحفظ حقوق شعبنا الفلسطيني، وليس العودة للمفاوضات من أجل المفاوضات».
وكان أبو يوسف يعقب على ما تحدث به الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في مكالمة هاتفية جرت مساء أول من أمس، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حين عبر عن دعمه مفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بوصفها الحل الوحيد لإحلال السلام.
ويسعى الفلسطينيون إلى تدخل دولي في مفاوضات مع الإسرائيليين، على غرار مفاوضات «5+1»، التي وضعت حلا للملف النووي الإيراني، بديلا للمفاوضات الثنائية بشكلها القديم. وهم يشترطون وقف الاستيطان، وإطلاق سراح دفعة رابعة من الأسرى القدامى، كان متفقا عليها في السابق، قبل أي حديث عن المفاوضات. لكن إسرائيل ترفض، بل دفعت بخطط استيطانية قديمة بعد تولي ترمب السلطة.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، بأشد العبارات، مصادقة إسرائيل على بناء مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة في المستوطنات المقامة على أراضي القدس الشرقية المحتلة. كما أدانت الوزارة «تصريحات أركان اليمين الحاكم في إسرائيل، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يجاهر متفاخرًا بدعمه الكبير للاستيطان».
وأكدت الوزارة أن «هذه العمليات الاستيطانية، تأتي في سياق مخططات معدة بشكل مسبق، وتهدف إلى تهويد أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، وتقويض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة إلى جانب دولة إسرائيل. كما تأتي هذه المخططات في سياق مسعى احتلالي استراتيجي، للوصول إلى حسم قضايا الوضع النهائي من طرف واحد، وتفصيل حلول للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وفقًا للمصالح والمقاسات الإسرائيلية».
وقالت الوزارة إنها ترى أن «الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، قد بدأت في وضع العراقيل والعقبات أمام إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والجهود التي ستبذلها من أجل تحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك وسط ترويج إسرائيلي غير واقعي، يفيد بأن المناخات الدولية قد باتت مواتية للمضي قدمًا في تنفيذ المزيد من عمليات الاستيطان وسرقة الأرض الفلسطينية، في استباق إسرائيلي رسمي، ومحاولة إسرائيلية فجة لفرض الرؤية والمواقف الإسرائيلية وبشكل مسبق، على إدارة الرئيس ترمب». وأضافت الوزارة أن «هذا الترويج الإسرائيلي بات يستدعي موقفًا حازمًا وواضحًا من المجتمع الدولي، وفي المقدمة منه الإدارة الأميركية الجديدة، بما يضمن الموقف من حل الدولتين وآليات إنقاذه من براثن التغول الاستيطاني الإسرائيلي».
وقالت الوزارة إن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم «2334»، بات يكتسي أهمية كبيرة، بما يضمن إعادة فتح بوابات السلام والمفاوضات المثمرة والجادة. وأكثر ما يثير قلق الفلسطينيين الآن، إلى جانب التغول الاستيطاني، هو إقدام ترمب على نقل السفارة الأميركية للقدس.
وقال أبو يوسف أمس إن ذلك يعني نهاية وبداية أخرى، في إشارة إلى طي صفحة السلام بشكلها الحالي.
وهدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في وقت سابق، بسحب الاعتراف بإسرائيل إذا أقدمت واشنطن على نقل السفارة إلى القدس.
ولم يعط ترمب موعدا لذلك، حتى في المكالمة الهاتفية مع نتنياهو، ولا في محادثات سابقة بينهما.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».