بعد تجربة الهدم الجماعي للبيوت العربية في قلنسوة وأم الحيران، بدأت مجموعة من الجنود الدروز المسرحين من الجيش الإسرائيلي، تنظيم حراسة دورية على البيوت المهددة بالهدم في قرية عسفيا، على قمة جبل الكرمل. ويشاهد هؤلاء الجنود وهم يحملون أسلحتهم ويسيرون أمام تلك البيوت.
وحسب مصادر في الطائفة العربية الدرزية في إسرائيل، فإن «هناك بضعة آلاف من البيوت التي اضطر أصحابها إلى بنائها على أراضيهم الخاصة، من دون تراخيص، لأن لجان التخطيط والبناء الحكومية ترفض منحهم الترخيص. وتعد هذه الأراضي لأغراض أخرى، مثل إقامة بلدات يهودية أو جعلها محميات طبيعية. ومع أن عددا من الوزراء الإسرائيليين تعهدوا لقيادة الطائفة، بأن لا يتم هدم هذه البيوت حاليا، إلا أن هذه القيادة لا تصدق الوعود». وأكدت أن «بيتا في قرية حرفيش الدرزية قد هدم في ساعات الفجر قبل شهرين، على الرغم من الوعود الكثيرة بالامتناع عن هدمه. ولا مفر من الاعتماد على قدراتنا الذاتية في مواجهة هذا الاعتداء». وقام الرئيس الروحي للطائفة المعروفية، الشيخ موفق طريف، ووفد من القيادة بزيارة تضامن إلى البيوت المهددة في عسفيا، والتي يبلغ عددها 16 بيتا.
ويقول روني أسعد (41 عاما)، وهو أب لأربعة أولاد من عسفيا، منهم اثنان يخدمان في الجيش الإسرائيلي حاليا، إنه تلقى أمرا بهدم منزل انتهى من إنشائه قبل شهرين. وفي نهاية الأسبوع، وصل كثير من الجنود الدروز للإعراب عن دعمهم لنضاله ضد هدم المنزل. وقال مرعي سعيد (28 عاما) من قرية المغار، وهو أب لثلاثة أولاد: «منذ اليوم الذي أتذكر فيه نفسي، يطلب رؤساء السلطات المحلية الدرزية ترتيب الخرائط الهيكلية، وحتى اليوم لم تفعل الدولة شيئا. الآن أوصلونا إلى وضع غير محتمل. قرار الهدم سيؤدي إلى انفجار كبير». ويقول العميد (احتياط) معدي حصباني، رئيس مجلس يانوح - جت، وتوجد في قريته منازل بنيت من دون تراخيص: «المسؤول عن مسألة التخطيط والبناء في الوسط الدرزي هي المؤسسة أولا، لأنها لم تعمل طوال عشرات السنين على دفع التخطيط في القرى الدرزية. من المناسب تجميد كل الإجراءات حتى تنظيم الأمر بشكل قانوني». في هذه الأثناء، وكجزء من الخطوات الاحتجاجية، جرى التخطيط لتنظيم مظاهرة ضخمة للدروز في الجليل، اليوم، إلى جانب إضراب عام في القرى الدرزية. وحذر الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، أمس قائلا: «أطالب رئيس الحكومة بالتدخل قبل فوات الأوان. قرار هدم منازل العائلات الثكلى والجنود النظاميين، الذين ينتظرون الخرائط منذ 20 سنة، هو خطوة غير مسؤولة لا تخدم إلا الجهات المعادية».
وكان فلسطينيو 48 قد واصلوا، أمس الاثنين، أعمال الاحتجاج على عمليات هدم 11 بيتا في أم الحيران في النقب التي جرت في الأسبوع الماضي، حيث شارك نحو ستمائة شخص في مظاهرة أمام مقر الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في القدس الغربية، بعد ظهر أمس. وقد رفع المتظاهرون شعارات تندد بجرائم التصعيد في هدم المنازل العربية، وجريمة قتل المربي يعقوب أبو القيعان من أم الحيران. كما رفع المتظاهرون الأعلام السوداء وصور القيعان. وألقى عدد من قيادات المجتمع العربي كلمات أكدوا فيها على مطالبهم بوقف هدم المنازل العربية، واستنكروا قرار الحكومة احتجاز جثمان أبو القيعان، لمنع أهله من مواراته الثرى في جنازة لائقة ومهيبة، ووضعها شرط: «نعطيكم الجثمان فقط إذا تعهدتم بجنازة صغيرة تقتصر على أفراد العائلة وتنظم عند منتصف الليل».
وقد بدأت المظاهرة بمسيرتي سيارات، انطلقت في آن واحد من قلنسوة ومن أم الحيران، البلدتين اللتين تعرضتا إلى الهدم الجماعي في الشهر الحالي. وقد شلت المسيرتان حركة السير في الأوتوستراد الإسرائيلي (شارع رقم 6)، خصوصا، بعدما تعمد المتظاهرون إغلاقه لبعض الوقت. وقد تدخلت الشرطة وطالبت المتظاهرين عدم السير في مسالك الشارع الثلاثة، لكنهم رفضوا. وهددت الشرطة بتحرير مخالفات سير ضدهم، ثم تراجعت. واستمرت المسيرة بالسير نحو القدس. والتقت المسيرتان في مفرق اللطرون، ومن هناك توجهتا إلى المدينة.
وفي السياق، ظهر تقرير، أمس، يحمل توقيع جمعية يمينية إسرائيلية تعمل تحت اسم «ريغافيم»، وهدفها رصد عمليات البناء الذي يعتبره القانون الإسرائيلي «بناء غير مرخّص» في البلدات والأحياء السكنية العربية. وهي تستخدم مؤخرا وسائل حديثة مثل الطيارات بلا طيار، التي تمتلك 20 طائرة منها. وجاء في التقرير: «على ما يبدو، كانت قرية أم الحيران البدوية التي احتلت عناوين الأخبار، خلال الأسبوع الماضي، في أعقاب عمليات الإخلاء العنيفة التي نفّذت فيها، مجرد قرية غير معترف بها في النقب. قرية لم يسمعوا باسمها أبدا. ولكن، بالنسبة لعشرات المتطوعين العاملين معنا، وبالذات أولئك المتطوعين العاملين في وحدة تحليق المروحيّات الصغيرة المحملة بالكاميرات، فإن هذه القرى البدوية غير المعترف بها في النقب، معروفة لنا جيدا كونها أشد المستهترين بالقانون».
وتزعم الجمعية أن عدد البيوت العربية التي بنيت بلا ترخيص، يزيد على 75 ألف بيت، وليس 50 ألفا كما تدعي الحكومة. وأن عرب النقب يبنون نحو 3000 مسكن غير قانوني، كل سنة»، ويقول عميحاي يوغيف، وهو مركّز النشاطات الميدانية لجمعية «ريغافيم» في الجنوب: «تستطيع الدولة هدم ثلث هذه المباني فورا، ولكنها لا تفعل. هذا هو الحال. الدولة غير قادرة على العثور على حل دائم للمشكلة البدوية، وإلى أن تقرر الدولة البحث عن حل أو تقرر القيام بأمر ما في هذا الشأن، نحن موجودون هنا لكي نساعدها. نحن نقوم بالدخول إلى المواقع، نستطلع بحثا عن مبان جديدة، ونظهر مواقعها للسلطات التنفيذية، وأيضا، وبالتأكيد للنيابة والقضاء في كل مرة تستدعي الحاجة إلى ذلك. الدولة قادرة على حل مشكلات البناء غير القانوني، لكن عليها فقط أن تقرر الأمر وتنفذه».
7:57 دقيقة
منظمة يمينية يهودية تطالب نتنياهو بهدم 75 ألف بيت عربي
https://aawsat.com/home/article/837926/%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A9-%D9%8A%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D8%A8%D9%87%D8%AF%D9%85-75-%D8%A3%D9%84%D9%81-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A
منظمة يمينية يهودية تطالب نتنياهو بهدم 75 ألف بيت عربي
دروز مسرحون من الجيش ينظمون حراسة دورية لبيوتهم خوفًا من هدمها
- تل أبيب: نظير مجلي
- تل أبيب: نظير مجلي
منظمة يمينية يهودية تطالب نتنياهو بهدم 75 ألف بيت عربي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة