أعلن الجيش الوطني الليبي أنه حقق أمس انتصارا جديدا ضد فلول الجماعات الإرهابية والمتطرفين في محاور القتال، بخاصة غرب مدينة بنغازي شرق البلاد.
وطبقا لما قاله مسؤول عسكري لـ«الشرق الأوسط» فإن قوات الجيش التي يقودها المشير خليفة حفتر، ما زالت تخوض معارك عنيفة ضد بقايا الإرهابيين المتحصنين في المنطقة الغربية من مدينة بنغازي، مشيرا إلى أن إعلان السيطرة الكاملة على بنغازي وتحريرها يحتاج إلى ما وصفه بـ«قليل من الوقت فقط»، دون تحديد أي موعد رسمي.
وقال مكتب إعلام الجيش إن حفتر اجتمع أمس بـ«غرفة عمليات الكرامة» وعدد من الضباط وضباط الصف والقادة الميدانيين، حيث أشرف على ما سماها «ترتيبات الخلاص النهائي من قبضة الميليشيات الإرهابية التي عاثت في الأرض فسادا وقضت على الحرث والنسل».
وأوضح المكتب في بيان عززه بصور الاجتماع، أن حفتر وضع بنفسه خطة التقدم النهائي لتحرير منطقة قنفودة من بقايا تنظيم داعش الإرهابي و«مجلس شورى إرهاب بنغازي»، كما تابع السيطرة على مصيف الطيرة وتحرير عدد من الأسرى والأسر العالقة في قنفودة في غرب بنغازي.
وطبقا لما أكده العقيد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي، فإن وحدات الجيش في القاطع الرابع غرب منطقة قنفودة التحمت مع وحدات الجيش في القاطع الأول بشرق المنطقة نفسها، للمرة الأولى منذ انطلاق «عملية الكرامة» منذ عام 2014.
وقالت القوات الخاصة (الصاعقة والمظلات) التابعة للجيش إنه «تم تحرير مصيف الطيرة من المارقين ليصبح كل ساحل غرب بنغازي تحت سيطرة قوات الجيش».
إلى ذلك، بحث مجلس النواب الليبي في جلسة عقدها أمس بمقره في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، الاتفاق السياسي المبرم في منتجع الصخيرات بالمغرب نهاية العام قبل الماضي، وتعديل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج والمدعومة من بعثة الأمم المتحدة. وأوضح المجلس، وفقا لبيان رسمي أصدره، أن الجلسة التي حضرها أكثر من 70 عضوًا، استهدفت بلورة لرؤية موحدة لكيفية تعديل اتفاق الصخيرات، وكذلك التصويت على تلك الآلية التي سيتفق عليها أعضاء المجلس.
ومن المقرر أن يبدأ اليوم وزير الخارجية المصري سامح شكري زيارة تستغرق يومين إلى تونس؛ حيث سيلتقي الرئيس الباجي قائد السبسي، ونظيره التونسي خميس الجيهناوي لبحث الأزمة الليبية. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان على لسان الناطق الرسمي باسمها، إن شكري سيترأس وفد مصر «في اجتماع آلية التشاور السياسي بين البلدين الذي سيعقد في تونس»، وسيلتقي الرئيس التونسي، ورئيس مجلس نواب الشعب التونسي محمد الناصر ونظيره الجيهناوي.
وأضافت أنه «من المتوقع أن تتطرق المشاورات المصرية - التونسية بقدر من التفصيل إلى تطورات الأزمة الليبية (...) باعتبار أن مصر وتونس من أكثر الدول تأثرا بتداعيات الوضع في هذا البلد الشقيق بحكم الجوار الجغرافي».
وعدّ البيان أن «العلاقات البناءة والوثيقة التي تربط» مصر وتونس «بمختلف الأطراف الليبية، تؤهلهما، مع باقي دول الجوار، للقيام بدور بناء من أجل التوصل إلى حل سلمي توافقي للأزمة الحالية يحافظ على وحدة وسيادة ليبيا وأمنها واستقرارها».
إلى ذلك، قالت وزارة الشؤون الخارجية في الجزائر إن وفدا يضم مسؤولين من مدينة مصراتة في غرب ليبيا التقى أمس وزير الدولة للشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل بالجزائر العاصمة، مشيرة إلى أن الزيارة تندرج «في إطار التشاور حول التطورات الأخيرة للوضع في ليبيا، وتأتي تبعا للزيارات الكثيرة التي قام بها مسؤولون سياسيون وبرلمانيون ليبيون للجزائر على ضوء جهود الجزائر من أجل الحوار بين الليبيين».
وجدد المسؤول الجزائري موقف بلاده «لصالح تسوية سياسية للأزمة الليبية، وجهودها الدؤوب بعيدا عن أي تدخل خارجي في ليبيا».
واستقبلت مصر والجزائر مؤخرا رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج ورئيس برلمان طبرق الذي يدعم الحكومة المشكلة في الشرق عقيلة صالح، وكذلك المشير حفتر قائد الجيش.
وتتنازع السلطة في ليبيا 3 حكومات؛ هي: حكومة السراج التي تحظى بدعم دولي ومقرها طرابلس، وحكومة غريمه السياسي خليفة الغويل الموالية للبرلمان السابق في طرابلس أيضا، في مواجهة حكومة عبد الله الثني التي تسيطر على الشرق ويؤيدها البرلمان المنتخب ومقرها طبرق.
وميدانيا، تتصارع قوتان رئيسيتان؛ هما: فصائل مصراتة في الغرب التي تشكل المكون الرئيسي للقوات التي نجحت في إخراج تنظيم داعش من سرت تحت قيادة حكومة السراج، والجيش الوطني الليبي الذي يخوض منذ سنتين معارك مع الجماعات المتطرفة في شرق البلاد، لا سيما في بنغازي.
الجيش الليبي يعلن تحقيق انتصارات جديدة غرب بنغازي
الجزائر تستقبل وفدًا من مصراتة... وشكري يتوجه إلى تونس
الجيش الليبي يعلن تحقيق انتصارات جديدة غرب بنغازي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة