ولد الشيخ يصل صنعاء استكمالا لجولاته «المكوكية»

صورة أرشيفية للمبعوث الأممي إلى اليمن إبان مشاورات الكويت (غيتي)
صورة أرشيفية للمبعوث الأممي إلى اليمن إبان مشاورات الكويت (غيتي)
TT

ولد الشيخ يصل صنعاء استكمالا لجولاته «المكوكية»

صورة أرشيفية للمبعوث الأممي إلى اليمن إبان مشاورات الكويت (غيتي)
صورة أرشيفية للمبعوث الأممي إلى اليمن إبان مشاورات الكويت (غيتي)

يستكمل المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد رحلاته التي يفضل تسميتها بـ"المكوكية"، لحض الأطراف اليمنية على الجلوس حول طاولة واحدة لاستئناف المفاوضات في البلاد التي تشهد حربا عنيفة منذ استيلاء الميليشيات عليها في أواخر العام 2014.
وقالت مصادر في مطار صنعاء إن المبعوث الأممي وصل إلى العاصمة اليمنية اليوم (الأحد)، للقاء ممثلين عن طرفي الانقلاب (الحوثي وصالح).
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن المصدر، قوله إن ولد الشيخ وصل صنعاء قادما من مطار جيبوتي، من دون ذكر المزيد من التفاصيل.
والتقى ولد الشيخ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في العاصمة المؤقتة عدن الاثنين الماضي، وبحث معه مسألة عقد جولة جديدة من المفاوضات ووقف الأعمال العدائية في البلاد.
ووصفت الحكومة اليمنية زيارة المبعوث الأممي إلى عدن بـ"القيّمة والإيجابية"، وقالت في بيان إنها "بحثت عودة عمل لجنة التهدئة في العاصمة الاردنية عمان"، وذلك في تقرير نائب رئيس مجلس الوزراء اليمني وزير الخارجية عبد الملك المخلافي لمجلس الوزراء اليمني في جلسته التي عقدها يوم الأربعاء الماضي.
ونوه المجلس بمساعي الامم المتحدة ومبعوثها الاممي إلى اليمن من اجل تحقيق السلام القائم على المرجعيات الاساسية وقرارات مجلس الامن الدولي وخاصة القرار 2216.
وأجرى المبعوث الأممي جملة لقاءات منذ عودته الأخيرة إلى المنطقة، تحديدا في 11 يناير (كانون الثاني) الحالي، إذ التقى السفراء الخليجيين في اجتماع عقد بمقر أمانة مجلس التعاون في العاصمة السعودية الرياض، ثم سافر إلى قطر وعقد لقاء مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة، ثم عاد إلى الرياض والتقى قبل يومين وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
وإبان وجوده في قطر، أدلى ولد الشيخ بتصريحات لقناة الجزيرة، قال فيها إنه "سيبدأ التحضير لوقف جاد وحقيقي لإطلاق النار بعقد جلسة تحضيرية للأطراف المعنية، وأكد على ضرورة أن تقوم لجنة التهدئة والتنسيق بمسؤوليتها في هذا الجانب"، لافتا إلى أن المرحلة الثانية هي الدخول في نقاش المبادرة المكونة من شق سياسي وآخر أمني.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».