قال باحثون بريطانيون إن واحدا من كل خمسة أشخاص تقريبا يمتلكون «نوعا من تداخل أو تشابك الأحاسيس» بحيث يمكن لومضات الضوء أو الحركات المرئية أن تكون «مسموعة» لديهم. وطرحوا في دراستهم التساؤل التالي: كيف يمكن العثور - أو الحكم - على حدثين متعاقبين بأنهما متشابهان أو مختلفان؟ وأجابوا بأن هذه المهمة تكون سهلة الجواب إذا كان بمقدور الشخص «سماع» الومضات.
وقال الباحثون إن هذه النسبة من الأشخاص تتأثر بشكل من أشكال «الإحساس المرافق» عندما يتمكنون من سماع ومضات الضوء بشكل أصوات خافتة.
وإن هذه الظاهرة ربما تفسر جاذبية دمى الأطفال الموسيقية التي تومض الضوء وكذلك الومضات الضوئية الساطعة الدوارة في المراقص.
وقال إليوت فريمان الباحث في علوم الإدراك العصبية بجامعة «سيتي» اللندنية الذي أشرف على الدراسة: «إن أغلبنا يمتلك حواس لا يستطيع رصدها».
وأضاف أن نسبة أقل من الناس تبلغ 2 إلى 4 في المائة تمتلك «نطاقا مزدهرا» من الأحاسيس المرافقة. ولمثل هؤلاء الأشخاص قد يتمثل الرقم 7 مثلا باللون الأحمر وقد يصاحب اسم شخص ما بـ«طعم» لأحد الخضراوات.
وقال الباحثون إنهم وجدوا أن «الحركة السمعية» المدروسة في الظروف المختبرية بدت وكأنها تعزز من قدرة الشخص المالك لها، لتفسير أدق الحركات المرئية، إلا أنها تداخلت مع قدرته للاستماع إلى الأصوات الحقيقية عندما تعرض إلى خليط من المؤثرات المرئية والصوتية.
وقال فريمان إن «هذه الأصوات الداخلية كانت كما يبدو حقيقية حسيا بحيث أنها تداخلت مع الأصوات الخارجية».
وأضاف أن «ظاهرة (السمع – الحركة) تبدو السائدة مقارنة بالأحاسيس المرافقة الأخرى وذلك بسبب قوة الترابط الطبيعي بين الصوت والرؤية».
وفي الدراسة التي نشرت في مجلة «الوعي والإدراك» قدم الباحثون زوجين من المخططات على شكل رموز مورس مرئية أو سمعية لـ40 مشاركا. وطلب منهم تحديد ما إذا كان كل زوج من المخططات يحتوي على تسلسلات متجانسة أو متباينة. ثم سؤل المشاركون حول ما إذا كانوا يسمعون أصواتا خفيفة تصاحب الومضات.
وقال 22 في المائة من المشاركين إنهم سمعوا أصواتا مصاحبة للومضات المرئية خلال دراستهم لمخطط «رموز مورس» - وظهر أنهم كانوا الأفضل في تنفيذ مهمتهم. وقال فريمان إن النتائج «تفترض وجود نوعين من الناس: الأشخاص الذين يولدون الصوت بأنفسهم، والأشخاص الآخرين الذين يحصلون على الصوت الداخلي من دون بذل أي جهد».
وفي دراسة منفصلة أخرى درس الباحثون هذه الظاهرة على عدد من الموسيقيين المحترفين ووجدوا أنها شائعة أكثر لدى هذه الفئة من الناس، لكن لم يكن من الواضح ما إذا كان ذلك يعود إلى طبيعة ترافق الصوت والضوء، أو أنه راجع إلى تدريباتهم لآلاف الساعات التي أدت إلى تقوية شبكاتهم العصبية لالتقاط «الأحاسيس المرافقة».
8:17 دقيقة
خمس الناس «يسمعون بأعينهم»
https://aawsat.com/home/article/833521/%D8%AE%D9%85%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3-%C2%AB%D9%8A%D8%B3%D9%85%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%A3%D8%B9%D9%8A%D9%86%D9%87%D9%85%C2%BB
خمس الناس «يسمعون بأعينهم»
يلتقطون أصواتًا خفيفة ترافق ومضات الضوء
خمس الناس «يسمعون بأعينهم»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة