معاطف شتوية بتفاصيل درامية

تتغير البيئة وأحوال الطقس وتبقى شعبيته دافئة

من «فندي» ريزورت 2017  -  من «فندي» ريزورت 2017  -  من عرض «ديلبوزو» لربيع وصيف 2017  -  من «روبرتو كافالي»  -  من اقتراحات «غوتشي» لهذا الموسم
من «فندي» ريزورت 2017 - من «فندي» ريزورت 2017 - من عرض «ديلبوزو» لربيع وصيف 2017 - من «روبرتو كافالي» - من اقتراحات «غوتشي» لهذا الموسم
TT

معاطف شتوية بتفاصيل درامية

من «فندي» ريزورت 2017  -  من «فندي» ريزورت 2017  -  من عرض «ديلبوزو» لربيع وصيف 2017  -  من «روبرتو كافالي»  -  من اقتراحات «غوتشي» لهذا الموسم
من «فندي» ريزورت 2017 - من «فندي» ريزورت 2017 - من عرض «ديلبوزو» لربيع وصيف 2017 - من «روبرتو كافالي» - من اقتراحات «غوتشي» لهذا الموسم

في الوقت الذي يعاني فيه بعض نساء العالم من قتامة فصل الشتاء وطوله أشهرا، يتوق إليه بعض نساء العالم. سبب هذا التوق لا يعود إلى حبهن لقتامته وبرودته أو رغبة في المشي تحت أمطاره، بل إلى حبهن لدفء أزيائه وخاماته. فالمتعارف عليه في أوساط الموضة عموما، أن أزياء موسمي الخريف والشتاء أكثر تنوعا وإبداعا من تصميمات موسمي الربيع والصيف. فهذه الأخيرة قد تكون منطلقة وخفيفة على الجسم والنظر، إلا أن خطوط الأولى أكثر جمالا وترفا، سواء تعلق الأمر بالأقمشة أو بالتصميمات والألوان، التي لم تعد تقتصر على الداكنة، وباتت تشمل درجات فاتحة، فضلا عن تفتحها بالورود وغناها بالتطريزات وغيرها من التفاصيل التي كانت منذ عقد تقريبا حكرا على الصيف أو على مناسبات المساء والسهرة.
ولأنه «أول شيء يشد العين عند وصولك إلى أي مكان أو موعد، فمن الضروري أن يكون أنيقا ولافتا على حد سواء» حسب قول المصممة إميليا ويكستيد. ويوافقها الرأي معظم المصممين على أن المعطف أهم قطعة ترتبط بالشتاء، ما يجعلهم يصبون فيها كل ما يمتلكونه من قدراته إبداعية حتى يأتي متميزا ومختلفا في كل مرة. هذا الموسم مثلا جاء مبتكرا في كثير من تفاصيله، إلى حد يغني عن فستان أنيق في مناسبة مهمة، أيا كان أسلوب المرأة وذوقها. وهذا ما يجعله ينال إقبال حتى المرأة العربية، رغم أن بيئتها لا تتطلبه طويلا. الطريف أنها لا تكتفي به من الصوف أو من خامات مخلوطة تأخذ بعين الاعتبار اعتدال طقس المنطقة، بل هي أكثر من يُنعش سوق معاطف الفرو. تبريرها أنها تُسافر كثيرا إلى أوروبا وغيرها، وبالتالي تحتاج إلى خامات دافئة تحميها من لسع البرد، لا سيما أنها غير معتادة عليه، وقلما تعترف بأن ما تطرحه دار «فندي» دافع قوي لإقبالها هذا. فالدار التي يتولاها كارل لاغرفيلد وسيلفيا فندي تحرص أن تُحول الفرو إلى خامة تبدو أحيانا وكأنها حرير مطرز أو دانتيل مبطن، بفضل التقنيات التي يخضع لها للتخفيف من سمكه وثقل وزنه، من دون التأثير على وظيفته الأساسية، حتى وإن كانت المرأة تعيش في أقاصي سيبيريا.
أما في الغرب والمناطق الباردة، حيث يبدأ الخريف والشتاء رسميا من أكتوبر (تشرين الأول) إلى فبراير (شباط)، فإن المعطف قطعة وظيفية تتركز على منح الدفء والوقاية من الأمطار أو الثلوج أولا، ثم توفير الأناقة ثانيا، أي أنه ليس قطعة كمالية، بغض النظر عن توفر وسائل المواصلات المريحة، التي يمكن أن تأخذ المرأة من بيتها إلى وجهتها من دون تعرضها للمطر أو الثلوج على الإطلاق. لكن من الواضح حسب أرقام المبيعات ومنظر الأنيقات في شوارع أوروبا، باستثناء لندن التي ينشط فيها المناهضون لاستعمالات الجلود الطبيعية، أن هذه التسهيلات لم تؤثر على مكانة الفرو تحديدا، سواء بالنسبة للمصممين الذي يتفننون فيه أو الزبونات اللواتي لا يستغنين عنه. الكشمير أيضا يحتل مكانة مهمة في سوق الترف، إضافة إلى البروكار. بيد أنه لا بد من التنويه بأن تصميم المعطف أكثر ما يعكس شخصية صاحبته، في الغرب على الأقل، ربما لأنها تستعمله لفترات أطول. صور دوقة كامبريدج، كايت ميدلتون، وغيرها من الشهيرات، خير دليل على هذا الأمر. فالدوقة مثلا يغلب عليها التحفظ البريطاني وهو ما ينعكس على اختياراتها، التي يغلب عليها التفصيل المحدد عند الخصر، بينما تضعه مواكبات الموضة أو المتشبهات بمحررات الأزياء، مثل ميلانيا ترامب على أكتافهن. أما المدونات وغيرهن فيفضلنه واسعا ومدورا؛ لأن الفكرة أن يتميزن ويجذبن انتباه الباباراتزي لالتقاط صورهن، ونشرها في المجلات ضمن صفحات «ستريت ستايل». بيد أننا عندما نشير إلى التصميم الكلاسيكي فهذا لا يعني أنه ليس عصريا بل العكس تماما، فهو هنا يكون بمثابة نفس يمكنك ضخه بجرعة شبابية قوية حسب أسلوبك الخاص، مثلا تنسيقه مع حذاء رياضي أو مع حذاء برقبة عالية أو كعب عال بتصميم فني لافت. المهم هنا أنه كلما كان مفصلا على الجسم كلما أخذ وظيفة فستان، مقارنة بالواسع الذي عليك خلعه بمجرد الوصول إلى مكان الحفل. ورغم أن التصميم الأخير عصري للغاية فإنه لا يناسب كل النساء، ولا تزال أرقام المبيعات تشير إلى أن المعطف المحدد عند الخصر أكثر شعبية، لا سيما إذا تميز بتفاصيل جريئة عند الأكتاف والأكمام.
هذا الموسم يبقى التصميم الطويل الذي يغطي الركبة وقد يصل إلى الكاحل أحيانا، السائد والأكثر شعبية، سواء كان بتصميمات مفصلة على الجسم أو واسعة بشكل مبالغ فيه، تماشيا مع الأسلوب الحداثي الذي تُروج له المدرسة البلجيكية. وكلما زادت تفاصيله الفنية سخاء وجرأة كان عز الطلب. فدار «بيربري» مثلا قدمته مفصلا بطريقة كلاسيكية لكن بأكمام منفوخة، بينما اقترحته «برادا» بزخرفات وحواشي من الفرو، و«كافالي» بتطريزات إثنية قوية، وطول يصل إلى الأرض، بينما اقترحه مارك جايكوبس بتصميم رجالي.
وتجدر الإشارة إلى أن قصة المرأة مع المعطف الطويل ليست جديدة، فقد بدأت في القرن التاسع عشر، عندما كانت وسائل المواصلات المتوفرة تقتصر على العربات المفتوحة التي تجرها الأحصنة. وفي القرن العشرين ظل عنوان الترف حسب قصة طريفة نشرتها مجلة «تايم» في عام 1965، جاء فيها أن المصمم أندريه كوريج أصيب بحيرة عندما طلبت منه دوقة ويندسور أن يصمم لها معطفا طويلا. كانت سمعتها تسبقها بأنها أحيانا تنسى أو تتناسى دفع مقابل مادي لما تطلبه، وبما أنه كان يعرف أن المعطف سيكلفه كثيرا، نظرا لطوله وخامته، طلب منها مسبقًا حتى يتجنب الخسارة. غني عن القول إن العلاقة بينهما شابها البرود طوال البروفات التي كانت تجريها معه على المعطف، لكنه على الأقل حصل على ثمن المعطف.
وحتى اليوم لا يختلف اثنان على أن معطفا طويلا يصل إلى الكاحل يشد الانتباه ويبدو رائعا، على شرط أن تتمتع صاحبته بطول فارع، مثل المصممة إميليا ويكستيد التي طرحت مجموعة بهذا التصميم بألوان فاتحة، إضافة إلى جيوب كبيرة تجعلك لا تحتاجين إلى أي شيء آخر. برأيها: «فإن معطفا طويلا له جاذبية خاصة تتحدى الزمن، وخصوصا إذا كان من الكشمير أو خامة مماثلة في الترف». وطبعا كلما كان واسعا زاد حداثة وحيوية.



سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

صرعات الموضة (آيماكستري)
صرعات الموضة (آيماكستري)
TT

سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

صرعات الموضة (آيماكستري)
صرعات الموضة (آيماكستري)

لفتت النظر في عروض باريس لموضة الربيع والصيف المقبلين، عارضات يرتدين سراويل ذات ساق واحدة، وأيضاً بساق مغطَّاة وأخرى مكشوفة. ومنذ ظهور تلك البدعة، تضاربت الآراء وسط المُشتغلين بالتصميم بين مُعجب ومُستهجن. هل يكون الزيّ في خدمة مظهر المرأة أم يجعل منها مهرّجاً ومسخرة؟

لم يقتصر تقديم تلك الموضة على مجموعات المصمّمين الجدد والشباب، وإنما امتدّ إلى أسماء شهيرة، مثل عروض أزياء «لويس فويتون»، و«كوبرني»، و«فيكتوريا بيكام»، و«بوتيغا فينيتا». ففي حين يرى المعجبون بالسراويل غير المتناظرة أنها تعبّر عن اتجاه جريء يحمل تجديداً في التصميم، وجد كثيرون أنها خالية من الأناقة. فهل تلقى الموضة الجديدة قبولاً من النساء أم تموت في مهدها؟

طرحت مجلة «مدام فيغارو» الباريسية السؤال على محرّرتين من صفحات الأزياء فيها؛ الأولى ماتيلد كامب التي قالت: «أحبّ كثيراً المظهر الذي يعبّر عن القوة والمفاجأة التي نراها في هذا السروال. إنه يراوح بين زيّ المسرح وشكل البطلة المتفوّقة. وهو قطعة قوية وسهلة الارتداء شرط أن تترافق مع سترة كلاسيكية وتنسجم مع المظهر العام وبقية قطع الثياب. ثم إنّ هذا السروال يقدّم مقترحاً جديداً؛ بل غير مسبوق. وهو إضافة لخزانة المرأة، وليس مجرّد زيّ مكرَّر يأخذ مكانه مع سراويل مُتشابهة. صحيح أنه متطرّف، لكنه مثير في الوقت عينه، وأكثر جاذبية من سراويل الجينز الممزّقة والمثقوبة التي انتشرت بشكل واسع بين الشابات. ويجب الانتباه إلى أنّ هذا الزيّ يتطلّب سيقاناً مثالية وركباً جميلة ليكون مقبولاً في المكتب وفي السهرات».

أما رئيسة قسم الموضة كارول ماتري، فكان رأيها مخالفاً. تساءلت: «هل هو نقص في القماش؟»؛ وأضافت: «لم أفهم المبدأ، حيث ستشعر مرتدية هذا السروال بالدفء من جهة والبرد من الجهة الثانية. وهو بالنسبة إليّ موضة تجريبية، ولا أرى أي جانب تجاري فيها. هل هي قابلة للارتداء في الشارع وهل ستُباع في المتاجر؟». ولأنها عاملة في حقل الأزياء، فإن ماتري تحرص على التأكيد أنّ القطع المبتكرة الجريئة لا تخيفها، فهي تتقبل وضع ريشة فوق الرأس، أو ثوباً شفافاً أو بألوان صارخة؛ لكنها تقول «كلا» لهذا السروال، ولا تحبّ قطع الثياب غير المتناظرة مثل البلوزة ذات الذراع الواحدة. مع هذا؛ فإنها تتفهَّم ظهور هذه الصرعات على منصات العرض؛ لأنها تلفت النظر وتسلّي الحضور.