العبادي يعلن تحرك العملية العسكرية إلى غرب الموصل

قال إن حكومته حددت 16 سبتمبر موعد انتخابات مجالس المحافظات في العراق

عنصر من قوات مكافحة الإرهاب العراقية يعاين الدمار الذي نتج عن تفجير سيارة مفخخة قام به تنظيم داعش في الموصل أمس (رويترز)
عنصر من قوات مكافحة الإرهاب العراقية يعاين الدمار الذي نتج عن تفجير سيارة مفخخة قام به تنظيم داعش في الموصل أمس (رويترز)
TT

العبادي يعلن تحرك العملية العسكرية إلى غرب الموصل

عنصر من قوات مكافحة الإرهاب العراقية يعاين الدمار الذي نتج عن تفجير سيارة مفخخة قام به تنظيم داعش في الموصل أمس (رويترز)
عنصر من قوات مكافحة الإرهاب العراقية يعاين الدمار الذي نتج عن تفجير سيارة مفخخة قام به تنظيم داعش في الموصل أمس (رويترز)

كشف رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن القوات العراقية بدأت «التحرك» ضد تنظيم داعش في غرب الموصل، وهي منطقة لا يزال التنظيم المتشدد يسيطر عليها بالكامل.
وقال العبادي، أمس، إن «الجانب الأيسر من الموصل يكاد يكون في يد قواتنا، وهناك تقدم واضح، والعملية العسكرية في الموصل ضد (داعش) تسير بنجاح كبير».
ولم يذكر تفاصيل بشأن ما تقوم به القوات العراقية تحديدا على الجانب الغربي من المدينة. وكان العبادي يدلي بإفادة للصحافيين بثها التلفزيون الحكومي على الهواء مباشرة.
وانتزع الجيش العراقي السيطرة من «داعش» على معظم شرق الموصل الذي يقطعه نهر دجلة من الشمال إلى الجنوب.
وقال العبادي، في تصريح صحافي، في مقر الحكومة العراقية: «نهنئ الشعب العراقي على الانتصارات المتحققة ضد (داعش) في الموصل، ونجحنا في حماية المواطنين خلال عمليات التحرير، وأن قدرات (داعش) ضعفت بشكل كبير».
وأضاف أن «العالم مدين للعراق لأنه يحارب (داعش) بدلا منه، ونعمل على تمتين العلاقات بين العراق والولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب، وعلى القوات الأمنية توخي الحيطة والحذر من العمليات الإرهابية، لأننا نقاتل منظمة إرهابية هدفها إيقاع أكبر الأذى بالمواطنين الأبرياء في الأسواق والشوارع»، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية.
وذكر العبادي، أن مجلس الوزراء قرر تحديد يوم 16 من سبتمبر المقبل موعدا لإجراء انتخابات مجالس المحافظات في العراق. وحث القوى السياسية في العراق على تبني «الإصلاح السياسي».
وأعرب العبادي عن ترحيبه «بمشاركة دول التحالف الإسلامي في إعادة النازحين وإعمار المدن المتضررة جراء الإرهاب في العراق، وهذا يعزز دعم الدول إلى العراق في مكافحة الإرهاب». وقال إن «القوات العراقية حررت عددا من النساء الإيزيديات من سيطرة (داعش) خلال عملية تحرير الموصل».
وأضاف أن غزو أميركا للعراق «كلف أميركا خسائر مالية تجاوزت تريليون دولار، وخسائر في الأرواح، بالإضافة إلى أنها كلفت العراق خسائر كبيرة بالأرواح والبنى التحتية وتفكيك الدولة وتأخير تقدم العراق واتساع دائرة الإرهاب، وأدعو إلى إجراء تحقيق شامل، وأن يعوض العراق عن الأضرار التي لحقت به من جراء هذه الكارثة».
في شأن متصل، أعلن قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، أمس، سيطرة القوات العراقية على الساحل الأيسر لمدينة الموصل (400 كلم شمال بغداد).
وقال الساعدي لوكالة الأنباء الألمانية، إن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب سيطرت على الحي الزراعي والدركزلية آخر أحياء مناطق المحور الشمالي الشرقي».
وأضاف الساعدي أنه تمت السيطرة على أكبر جامع في الموصل «الجامع الكبير» وعلى كلية المعلمين والقانون الصباحي، وهي بناية منفصلة بالقرب من الجسر الثالث، إضافة إلى السيطرة على الجسر الخامس، بعد أن تمكنت يوم الجمعة الماضي من السيطرة التامة على الجسر القديم.
وأوضح الساعدي أن قواته تسيطر الآن على جسور الموصل الخمسة التي تربط الساحلين الأيسر بالأيمن، مشيرا إلى أن قواته تستعد لربط جسور عائمة للتحضير والاستعداد لتحرير الجانب الأيمن للمحور الجنوبي والغربي.
ولفت إلى أن القوات العراقية تمكنت أمس من السيطرة على آخر مناطق المحور الشمالي والشرقي بالموصل، والإعلان عن السيطرة الكاملة على الساحل الأيسر بالموصل بأقل الخسائر، والقبض على أبرز قادة «داعش» وقتل العشرات منهم من قبل قناصي القوات العراقية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».