قوات الجيش اليمني تأسر عشرات الحوثيين في جبهة «ذو باب»

بينهم أكثر من 10 أطفال... وأحسنت معاملتهم

مجموعة من الأطفال الذين وقعوا في أسر الجيش اليمني الوطني - أحد جنود الجيش الوطني اليمني يتناول الطعام مع الأطفال الذين تم أسرهم
مجموعة من الأطفال الذين وقعوا في أسر الجيش اليمني الوطني - أحد جنود الجيش الوطني اليمني يتناول الطعام مع الأطفال الذين تم أسرهم
TT

قوات الجيش اليمني تأسر عشرات الحوثيين في جبهة «ذو باب»

مجموعة من الأطفال الذين وقعوا في أسر الجيش اليمني الوطني - أحد جنود الجيش الوطني اليمني يتناول الطعام مع الأطفال الذين تم أسرهم
مجموعة من الأطفال الذين وقعوا في أسر الجيش اليمني الوطني - أحد جنود الجيش الوطني اليمني يتناول الطعام مع الأطفال الذين تم أسرهم

استمرارًا لجرائم الميليشيات الحوثية وقوات صالح المستمرة في تجنيد الأطفال ضاربة بذلك الأعراف الإنسانية كافة والقانون الدولي، كشفت قوات الجيش الوطني عن أسر العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي وصالح، بينهم 10 أطفال وذلك منذُ بدء معارك تحرير الساحل الغربي، في عملية «الرمح الذهبي» التي أطلقت قبل نحو 10 أيام.
وأظهرت صور، حصلت «الشرق الأوسط» عليها، تعاملا إنسانيا من قبل قوات الجيش اليمني مع الأطفال الأسرى، من حيث الإيواء الجيد والتغذية المناسبة والمعاملة الحسنة وعدم التقييد أو أي شكل من أشكال التعسف التي دأبت الميليشيات على ممارستها مع الأسرى من قوات الجيش اليمني.
وقال أبو زرعة المحرمي وهو أحد القيادات المشرفة على العمليات العسكرية في باب المندب إن قوات الجيش والمقاومة تمكنوا خلال معارك ذو باب ومعسكر العمري من أسر العشرات من عناصر الميليشيات بينهم قيادات، بالإضافة إلى 10 أطفال بينهم مصور حربي. وأضاف أن «الأطفال كلهم من منطقة رازح محافظة صعدة، تم التغرير بهم للقتال في صفوف الميليشيات، ضمن سياستها في تجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك».
وبحسب المركز الإعلامي لقوات الحزام الأمني أشار القائد الميداني إلى أن قوات الجيش والمقاومة تولي أسرى الحوثيين من الأطفال عناية خاصة، خصوصًا أن أكثرهم أجبرتهم الميليشيات على القتال في صفوفهم إما مستغلة فقرهم وحاجتهم للمال، أو تحت التهديد والوعيد والتحريض المذهبي والمناطقي. وقال إن أسر العدد الكبير من الأطفال في جبهة واحدة إثبات جديد لتورط الحوثيين في تجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك، ولا سيما الجبهات الأكثر اشتعالاً كجبهة باب المندب، وجعلهم وقودا للحرب.
يشار إلى أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية وبدعم من قبل قوات التحالف العربي تخوض معارك عنيفة منذ أيام وتمكنت من تطهير منطقة ذو باب والسيطرة على معسكر العمري والتقدم باتجاه ميناء المخا الاستراتيجي.
وسبق لقوات الجيش اليمني في عدن، وأن أعادت تأهيل عدد كبير من الأسرى الأطفال الذين زجت بهم ميليشيات الحوثي وصالح إلى الحرب في عدن، مطلع عام 2015. عبر منظمات مجتمع مدني، عملت على وضع برامج إعادة تأهيل في السجون التي كانوا يحتجزون بها، ومن ضمنها برامج تعليمية ورسم وبرامج تثقيفية.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.