العبادي يستغرب مخاوف «ما بعد داعش» ويطرح رؤية من 7 نقاط للمستقبل

قدر خسائر البنى التحتية جراء الحرب ضد التنظيم المتطرف بـ35 مليار دولار

صورة من موقع رئاسة مجلس الوزراء العراقي لرئيس الوزراء حيدر العبادي وهو يتحدث أمام مؤتمر حوار بغداد أمس
صورة من موقع رئاسة مجلس الوزراء العراقي لرئيس الوزراء حيدر العبادي وهو يتحدث أمام مؤتمر حوار بغداد أمس
TT

العبادي يستغرب مخاوف «ما بعد داعش» ويطرح رؤية من 7 نقاط للمستقبل

صورة من موقع رئاسة مجلس الوزراء العراقي لرئيس الوزراء حيدر العبادي وهو يتحدث أمام مؤتمر حوار بغداد أمس
صورة من موقع رئاسة مجلس الوزراء العراقي لرئيس الوزراء حيدر العبادي وهو يتحدث أمام مؤتمر حوار بغداد أمس

أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن الانتصارات على «داعش» تحققت بوحدة العراقيين وصمودهم والتضحيات الكبيرة لأبنائه. وأبدى العبادي استغرابه من التخوف من مرحلة ما بعدد «داعش»، متسائلا: «لماذا لم تتخوفوا على أهل الأنبار وتكريت ونينوى عندما كان (داعش) يحتل مدنهم ويسومهم سوء العذاب».
جاء ذلك خلال كلمة العبادي في مؤتمر حوار بغداد الذي أقامه أمس المعهد العراقي بالتعاون مع مجلس النواب وجامعة بغداد. وأوضح أنه «عندما شرعنا بتشكيل الحكومة قبل أكثر من سنتين وضعنا في مقدمة برنامجنا الحكومي استعادة وتحرير أراضينا ومدننا وتطهير العراق من عصابة (داعش) الإرهابية واعتبرنا هذا الهدف من الأولويات الاستراتيجية لعمل الحكومة وأعددنا خطة لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه ونحن الآن أقرب إلى تحقيق هذا الهدف وستعود جميع المدن إلى أرض الوطن قريبا جدا».
وتابع العبادي «نحن على ثقة تامة بأن مستقبل العراق سيكون أفضل وأقوى والاقتصاد سيتجاوز الأزمة وينتعش»، مشيرا إلى أن «الخسائر التي تعرضت لها البنى التحتية بسبب (داعش) وصلت نحو 35 مليار دولار».
وقدم العبادي رؤيته لما بعد «داعش» وتتلخص في سبع نقاط هي: «إعادة الأمن والاستقرار والخدمات الأساسية بما سميناه إعادة الاستقرار وتمكين النازحين من العودة إلى ديارهم»، و«الالتزام باحترام الآخر والتعايش السلمي مع جميع الشركاء في الوطن المختلفين دينيا ومذهبيا وفكريا واحترام مقدساتهم»، و«عدم السماح بعودة الحالات والمظاهر الشاذة التي كانت سائدة في العراق في مرحلة ما قبل احتلال (داعش) للمدن، وهي حالة التحريض والتوتر والتخندق الطائفي والقومي البغيض على حساب المصالح العليا للبلاد»، و«عدم السماح لـ(داعش) وأي تنظيم إرهابي وإجرامي بالعودة من جديد والتغطية عليه في المدن المحررة أو السماح بنمو خلايا إرهابية جديدة»، و«إقامة علاقات حسن جوار مبنية على المصالح المشتركة مع دول الجوار والإقليم»، و«حصر السلاح بيد الدولة وإلغاء المظاهر المسلحة بشكل نهائي»، و«الاستمرار بكل قوة وعزيمة وبتعاون الجميع بمحاربة الفساد بجميع أشكاله وصوره لأنه أكبر حاضنة للإرهاب والجريمة»، وأخيرا «إبعاد مؤسسات ودوائر الدولة عن التدخلات السياسية والمحاصصة».
وكان بين المتحدثين في المؤتمر نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، برهم صالح، الذي قال في مداخلته إن استعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش ستكون حدثًا فاصلاً للعملية السياسية في العراق. وأضاف أن «هناك الكثير من العوائق أمام المؤسسات السياسية في العراق»، مضيفًا أن «تحرير الموصل حدثٌ فاصل للعملية السياسية في العراق». ورأى صالح أن «الاعتراف بوجود خلل بين الإقليم والمركز هو بداية الحل والنقاش الصريح لحسم الموقف بالبقاء ضمن العراق أو الاستقلال عنه والاتفاق فيما بيننا ككرد ضروري لإنهاء هذا السجال وهذا هو أحد المطالب الأساسية لتسوية تاريخية تنهي الجدل على الأقل في هذه المرحلة»، متابعًا: «الاستقلال وتقرير المصير حق طبيعي ومشروع للشعب الكردي وإذا ما اخترنا الاستقلال فيجب أن نجري حوارًا حقيقيًا وصريحًا مع بغداد وليس مع أنقرة وطهران وواشنطن». وشدد صالح على ضرورة «الحوار من أجل عدم رفع السلاح بوجه الآخر».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».