كلما اقترب موعد المفاوضات المزمعة في آستانة بين الأطراف السورية، تطفو على السطح مستجدات تلو الأخرى، تثير تساؤلات حول إمكانية انطلاق المفاوضات في موعدها المحدد، وتكشف بشكل ما عن تباينات محددة، يبدو أنها ما زالت عالقة بين الدول الراعية للعملية الحالية. في هذا السياق كان هناك تضارب أمس بين موسكو وأنقرة بشأن القوى الدولية المدعوة للمشاركة في تلك المفاوضات. إذ أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن موسكو وأنقرة قررتا دعوة الولايات المتحدة إلى مفاوضات آستانة، وفق ما ذكرت وكالة رويترز. إلا أن الجانب الروسي نفى هذه المعلومات، وقالت موسكو على لسان مصدر تحدث إلى وكالة «ريا نوفوستي» إن «المفاوضات حول صيغة اللقاء في آستانة لم تنته بعد، والعمل الآن في ذروته، لذلك فإن إطلاق أي تصريحات حول المشاركين سيكون عملا في غير محله»، حسب قول المصدر الروسي.
وفي عبارات بلهجة تثير علامات استفهام حول مدى التنسيق بين الجانبين الضامنين لاتفاق أنقرة، روسيا وتركيا، قال المصدر من موسكو «نود التذكير بأن ثلاث دول هي روسيا وتركيا وإيران، تلعب دور الضامن في الاتفاقيات حول وقف إطلاق النار، التي تكمن في أساس لقاء آستانة، وعليه فإن مثل تلك التصريحات يجب أن تكون جماعية» والقصد هنا واضح وهو أن أي إعلان عن تفاصيل مؤتمر آستانة والمشاركين فيه يجب أن يكون بمشاركة روسية - تركية إيرانية. وكان ديمتري بيسكوف المتحدث الصحافي باسم الكرملين قد توقف في تصريحات له يوم أول من أمس عند موضوع مشاركة الولايات المتحدة في مفاوضات آستانة، لافتًا إلى «اهتمام روسي بأوسع مشاركة ممكنة من جانب الأطراف التي لها علاقة بآفاق التسوية السياسية في سوريا»، موضحا في الوقت ذاته أنه لا يملك إجابة محددة بشأن السؤال حول احتمال مشاركة الولايات المتحدة في المفاوضات.
في غضون ذلك تستمر في موسكو المشاورات واللقاءات المكثفة حول مفاوضات آستانة. في هذا السياق أعلنت الخارجية الروسية أن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، استقبل أمس سفير النظام في موسكو «بناء على طلب منه»، «وخلال الحديث تبادل الطرفان وجهات النظر حول الوضع في سوريا. وجرى التعبير عن الارتياح لخلق اتفاق وقف إطلاق النار ظروفًا مناسبة لتخفيف المعاناة الإنسانية في سوريا، ولجهود دفع العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254»، وفق ما قالت الخارجية الروسية موضحة في ختام بيانها أن سفير النظام وبوغدانوف «بحثا أيضًا المسائل المتعلقة بالتحضيرات وعقد اللقاء الدولي حول التسوية السورية في المرتقب في آستانة يوم 23 يناير (كانون الثاني)».
في سياق متصل شهدت موسكو يوم أول من أمس مشاورات ثلاثية تركية - روسية - إيرانية، ركزت على التحضيرات لمفاوضات آستانة.
نفي روسي للتصريحات التركية حول آستانة
نفي روسي للتصريحات التركية حول آستانة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة