الجيش العراقي يحقق مكاسب في جنوب شرقي الموصل

في مسعى متجدد للسيطرة على الشطر الشرقي للمدينة

طفل جريح يتقلى العلاج من قبل فريق طبي في الموصل أمس (رويترز)
طفل جريح يتقلى العلاج من قبل فريق طبي في الموصل أمس (رويترز)
TT

الجيش العراقي يحقق مكاسب في جنوب شرقي الموصل

طفل جريح يتقلى العلاج من قبل فريق طبي في الموصل أمس (رويترز)
طفل جريح يتقلى العلاج من قبل فريق طبي في الموصل أمس (رويترز)

التحمت القوات العراقية في شمال الموصل وأجبرت مقاتلي تنظيم داعش المتشدد على التقهقر في جنوب شرقي المدينة، أمس الخميس، في مسعى متجدد يقربها من السيطرة على الشطر الشرقي للموصل.
وأبلغ صباح النعمان، المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب، وكالة «رويترز» للأنباء، أن قوات تابعة للجهاز سيطرت على حيي «7 نيسان» و«الصديق» لتلتحم مع قوات الجيش التي كانت اقتحمت حي الهضبة، وقال إن هذا يعتبر «تماسا بين الوحدات الشمالية وقطعات الجهاز، وبالتأكيد هذا سيزيل أي فجوة بين المحورين يمكن أن يستغلها العدو... والعدو الآن فقط موجود أمام القطعات وليس في جوانب القطعات».
وأضاف نعمان موضحا أن أكثر من 85 في المائة من شرق الموصل بات الآن تحت سيطرة قوات موالية للحكومة ارتفاعا من نحو 75 في المائة قبل أسبوع.
ووصف بريت ماكجورك، مبعوث واشنطن إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم الهجوم العراقي بغارات جوية والتدريب والمشورة، التحام القوات بأنه «علامة فارقة»، وقال في تغريدة إن دفاعات «داعش» تضعف.
واكتسبت حملة استعادة الموصل، آخر معقل حضري كبير لـ«داعش» في العراق، قوة جديدة منذ بداية العام بعد أن تعثرت القوات داخل المدينة في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) الماضيين.
ويقول ضباط أميركيون وعراقيون إن اتباع أساليب جديدة، مثل تحسين الدفاعات في مواجهة التفجيرات الانتحارية بسيارات ملغومة، وتحسين التنسيق بين الجيش وقوات الأمن ساعد في تكوين قوة الدفع.
وكانت الحكومة العراقية تأمل، عندما بدأت الهجوم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في أن تستعيد المدينة بنهاية 2016، لكن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قال في ديسمبر الماضي إن طرد المتشددين قد يستغرق ثلاثة أشهر أخرى.
وتقاتل أيضا قوات الشرطة الاتحادية العراقية وفرقة الرد السريع، وهي فرقة للنخبة بوزارة الداخلية، تنظيم داعش في الموصل، وقد حققت هذه القوات مكاسب أمس في الأحياء الجنوبية الشرقية؛ حيث كان التقدم شاقا للغاية.
وقال بيان للجيش إن وحدات الرد السريع تقدمت في حي سومر، الذي يقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة، وفي حي الساحرون المجاور أيضا.
وكان تقدم القوات في تلك المنطقة أبطأ من الوحدات الموجودة في الشرق والشمال الشرقي، وهو ما أرجعه قادتها إلى اختباء المتشددين بين المدنيين، وإطلاق النار على أولئك الذين يحاولون الفرار.
ومن شأن خسارة التنظيم المتشدد للموصل أن يكتب نهاية للشق العراقي من «الخلافة» التي أعلنها من جانب واحد، بعد أن اجتاح أجزاء من العراق وسوريا في 2014، بيد أن المتشددين لا يزالون قادرين على الأرجح على القيام بتمرد في البلدين كليهما والتخطيط لهجمات على الغرب.
وقدرت جماعة «ضحايا حرب العراق» التي يديرها أكاديميون ونشطاء سلام، وتقوم بإحصاء وفيات العنف في البلاد منذ 2003 أن أكثر من 16 ألف مدني قتلوا في العراق في 2016، وهو عدد يقل بنحو ألف عن 2015.
وأضافت الجماعة في تقرير أن نحو ثلاثة أرباع أولئك الذين جرى تحديد هويتهم من الرجال، في حين أن النسبة الباقية مقسمة بالتساوي بين النساء والأطفال، وتابعت: «أكثر من ثلثي الوفيات كانوا في محافظتي بغداد ونينوى حيث تقع الموصل».
ولم يتسن لوكالة «رويترز» للأنباء التحقق من هذه الأرقام.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».