قررت القيادة العليا للمواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، أمس، إعلان الإضراب العام عن العمل والتعليم في جميع بلداتهم اليوم، احتجاجًا على عمليات هدم 9 بيوت في حي واحد من مدينة قلنسوة في منطقة المثلث.
واعتبرت لجنة المتابعة (التي تضم أعضاء الكنيست العرب ورؤساء الأحزاب واللجان الشعبية)، هدم البيوت بهذه السرعة والوحشية والكمية، بمثابة إعلان حرب من الحكومة على المواطنين العرب، وقرروا الرد على هذه الحرب.
وكانت جرافات الهدم قد حضرت إلى الحي الشمالي في البلدة، بحماية قوات كبيرة، ضمت مئات من رجال الشرطة وحرس الحدود والمخابرات، التي طوقت البلدة وأغلقت منافذها، وأقامت فيها حواجز بوليسية ونقاط مراقبة. ثم داهمت تسعة منازل، خمسة منها مأهولة وأربعة في طور الإنشاء. وراحت تهدم فيها الواحد تلو الآخر؛ بدعوى أنها بنيت من دون تراخيص. وهي: 5 منازل لعائلة مخلوف، إضافة إلى منازل عميد خديجة، وآدم كمال وأحمد خطيب، ومنزل لعائلة عرار، ومعرش لعائلة مرعي. وتجمهر الكثير من الأهالي في المنطقة، في محاولة للتصدي للجرافات والآليات ومنع الهدم. غير أن قوات الشرطة صدتهم بعنف شديد. فاندلعت بين الطرفين صدامات حادة، انتهت باعتقال عدد من الشبان العرب. وقد سارع وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، إلى امتداح قوات الشرطة التي نفذت الهدم، علمًا بأنه أحد أنشط الوزراء وأشدهم حماسة لمنع ترحيل مستوطني عمونة القائمة على أرض فلسطينية خاصة قرب بيت لحم.
وقد أعلن رئيس بلدية قلنسوة، عبد الباسط سلامة، استقالته احتجاجًا على الهدم. وقال: «لقد وصلت لنتيجة وقرار أن رئيس البلدية لا يملك لنفسه نفعًا أو ضرًا، من هنا أقدم استقالتي لوزارة الداخلية مع بدء الهدم، لا يليق بنا الاستمرار في هذا الأمر». وقال حسونة مخلوف (صاحب أحد المنازل): «نحن لسنا ضد القانون، وقد توجهنا إلى الدوائر المختصة لكي نحصل على رخص بناء، لكن السلطات رفضت. هذه الأرض هي أرضنا، ونحن لسنا مثل المستوطنين الذين سرقوا أرض غيرهم. وكل ما نريد هو أن نعيش مستورين ونقيت الأولاد. الآن جاءوا لهدم حلمنا وتحطيم معنوياتنا».
وعلى إثر هذه الجريمة، هرع إلى المكان رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، داعيًا لاجتماع طارئ للجنة المتابعة. وقال بركة: «إننا ندين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو شخصيا بهذه الجرائم، التي تعبّر أولا، عن عقليته العنصرية، وأيضًا من أجل حرف الأنظار عن فضائحه في قضايا الفساد». وبعد نقاش قصير، قررت اللجنة الإضراب العام والشامل، للجماهير العربية، اليوم، على أن يشمل مناحي الحياة كافة، بما فيها جهاز التعليم والمدارس، وذلك احتجاجًا على جريمة تدمير المنازل». كما قرّرت اللجنة عقد مهرجان قطري جماهيري واسع في مدينة قلنسوة يوم الإضراب، وعقد اجتماع موسع لسكرتارية لجنة المتابعة، يوم السبت القريب في مجلس عارة وعرعرة المحلي، لبحث قضية الأرض والمسكن، وبدء الاستعداد للمؤتمر العام، الذي تسعى المتابعة إلى أن يكون شاملا لكل أطياف المجتمع ومن المناطق كافة، «لوضع أجندة وطنية لمجابهة السياسة الإسرائيلية العدوانية، التي تهدف من بين ما تهدف إليه، إلى حرمان جماهيرنا من الحق الأساس في المسكن والمأوى، وتطور البلدات».
فلسطينيو 48 يضربون اليوم احتجاجًا على هدم 9 بيوت في قلنسوة
لجنة المتابعة دعت إلى التوقف عن العمل والتعليم وأدانت عنصرية نتنياهو
فلسطينيو 48 يضربون اليوم احتجاجًا على هدم 9 بيوت في قلنسوة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة