عباس لا يمانع من تمديد المفاوضات شرط أن تبدأ بالحدود

جدل حول مبادرة الجيش الإسرائيلي بدعوة المسيحيين للتطوع

الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع مع القيادة الفلسطينية في رام الله أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع مع القيادة الفلسطينية في رام الله أمس (إ.ب.أ)
TT

عباس لا يمانع من تمديد المفاوضات شرط أن تبدأ بالحدود

الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع مع القيادة الفلسطينية في رام الله أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع مع القيادة الفلسطينية في رام الله أمس (إ.ب.أ)

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إنه معني بتمديد المفاوضات مع إسرائيل على أن توقف البناء في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة والقدس لمدة ثلاثة أشهر فقط يبحث خلالها ترسيم الحدود.
وأبدى عباس في لقاء خصصه لصحافيين إسرائيليين في مقره في رام الله، أمس، استعداده للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «في أي وقت ومكان في سبيل صنع السلام».
وقال عباس للصحافيين: «لنتحدث بصراحة، أين هي الآن حدود دولة إسرائيل؟ وأين هي حدود دولة فلسطين؟ السؤال هل إسرائيل ما زالت تؤمن بحل الدولتين؟ إذا كان نعم فلتقل لنا أين هي حدودها؟».
وجاءت تصريحات عباس بالتزامن مع انطلاق جولة مباحثات جديدة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، أمس، بحضور المبعوث الأميركي الخاص بعملية السلام مارتن إنديك. واشترط عباس كذلك إفراج إسرائيل عن الدفعة الرابعة من الأسرى المعتقلين منذ قبل أوسلو. وقال إن السلطة حصلت على قرار في عام 2012 من الأمم المتحدة ينص على وجود دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وأن على إسرائيل أن ترحل عن هذه الحدود لأنها تحتلها.
وأضاف: «إن قبول إسرائيل بحل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية سيمنح إسرائيل اعترافا وعلاقات من 57 دولة إسلامية». وسئل عباس عن مسألة حل السلطة، فقال: «إذا واصلت إسرائيل اتباع سياستها الراهنة إزاء السلطة الفلسطينية فإنها ستضطر إلى تسلم صلاحياتها». وأضاف أن «سياسة إسرائيل مست بوجود السلطة، السلطة لم تعد سلطة، وإسرائيل سحبت منها كل امتيازاتها التي حصلت عليها في اتفاق السلام. وأنا منذ ثلاث سنوات قلت لنتنياهو في رسالة بأنني لا آسف على سلطة بهذه الحالة، وتعال وتسلمها بشكل سلمي».
وتابع: «المفاوضات هي أساس وجود السلطة الفلسطينية، ولكن إن فشلت المفاوضات فليأخذها نتنياهو ولتتحمل إسرائيل مسؤولية شعب تحت الاحتلال وتقوم بواجباتها تجاه هذا الشعب». وردا على الموقف من يهودية الدولة، قال عباس: «لا شأن لنا بهذا الأمر، ولكن بن غوريون (مؤسس إسرائيل) في عام 1948 أعلن عن دولة يهودية. رجال اقتصاد في ذلك الوقت رفضوا ذلك، وقالوا لبن غوريون نحن لا ندعم هذه التسمية، وتراجع وأعلن أنها دولة إسرائيل لمواطنيها، وفي قرار الأمم المتحدة المقدم لقيام الدولة اليهودية شطب بن غوريون بيده كلمة دولة يهودية وكتب دولة إسرائيل». وأضاف: «الآن الأمر يخصكم، يمكن تغيير الاسم مرة ثانية من خلال الأمم المتحدة، لكن نحن لا علاقة لنا بذلك». كما وزع عباس على الصحافيين نسخة من القرار الذي شطب فيه بن غوروين كلمة دولة يهودية. وأكد في هذا السياق أنه يرفض التبادل السكاني مع إسرائيل ويوافق على تبادل أراض فقط بنفس القيمة والمثل.
كما تعهد بمواصلة التنسيق الأمني مع إسرائيل بغض النظر عن مصير المفاوضات.
ورفض الرئيس الفلسطيني الربط بين المصالحة الفلسطينية والمفاوضات، وقال إن «المصالحة لا تضر بالمفاوضات، وحماس جزء من الشعب الفلسطيني وإن اختلفنا معها سياسيا». وفورا ردت مصادر إسرائيلية مسؤولة على تصريحات أبو مازن باتهامه بعرقلة المفاوضات، وقالت: «هذه التصريحات تدل على أن عباس معني بنسف المفاوضات وعدم إنجاحها». وأضافت: «إسرائيل لن تناقش في بداية العملية التفاوضية مسألة الحدود التي سترسم في نهاية المطاف». وأكدت أن نتنياهو «يرفض مطالب الفلسطينيين بتجميد البناء في محيط القدس».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.