مقتل 4 جنود إسرائيليين وجرح 17 آخرين في عملية دهس نفذها فلسطيني

«حماس» و«الجهاد» تباركانها وقوات الاحتلال تحاصر «المكبر» وتعاقب المقدسيين

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موقع الدهس وتبدو الشاحنة التي استخدمت في الحادث (أ.ف.ب) - المشهد كما بدا بعد عملية الدهس التي قام بها فلسطيني وقتلت 4 إسرائيليين وجرحت 15 (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موقع الدهس وتبدو الشاحنة التي استخدمت في الحادث (أ.ف.ب) - المشهد كما بدا بعد عملية الدهس التي قام بها فلسطيني وقتلت 4 إسرائيليين وجرحت 15 (إ.ب.أ)
TT

مقتل 4 جنود إسرائيليين وجرح 17 آخرين في عملية دهس نفذها فلسطيني

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موقع الدهس وتبدو الشاحنة التي استخدمت في الحادث (أ.ف.ب) - المشهد كما بدا بعد عملية الدهس التي قام بها فلسطيني وقتلت 4 إسرائيليين وجرحت 15 (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موقع الدهس وتبدو الشاحنة التي استخدمت في الحادث (أ.ف.ب) - المشهد كما بدا بعد عملية الدهس التي قام بها فلسطيني وقتلت 4 إسرائيليين وجرحت 15 (إ.ب.أ)

أقر المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابنيت) في الحكومة الإسرائيلية، في ساعة متأخرة من مساء أمس، سلسلة إجراءات عقابية ضد أهالي القدس الشرقية المحتلة عموما، وحي جبل المكبر بشكل خاص، وذلك في أعقاب قيام شاب فلسطيني بتنفيذ عملية دهس يائسة، لتجمع للجنود في حي المندوب السامي في المدينة، والتسبب في مقتل 4 منهم وجرح العشرات.
وقال مصدر سياسي أمني مقرب من الحكومة، أمس، إن «هذه العقوبات، التي سيبقى قسم منها سريا، جاءت بهدف ردع الشباب الفلسطيني عموما وفي القدس خصوصا، حتى لا تصبح هذه العمليات نموذجا يحتذيه الشبان اليائسون». وقد باشرت بتنفيذ بعض العقوبات الجماعية، إذ حاصرت حي جبل أبو غنيم جنوب القدس الشرقية المحتلة.
وكان شهود عيان رووا، أمس، أن شابا فلسطينيا، تبين فيما بعد أنه يدعى فادي قنبر (28 عاما)، يعمل سائق شاحنة في شركة فلسطينية مقدسية، كمن في زاوية قريبة من تجمع يستخدمه الجنود عادة عند عودتهم من العطلة الأسبوعية. وعندما شاهد الجنود يتجمعون (نحو 300 جندي مع ضباطهم)، دهمهم بالشاحنة، فدهس كثيرا منهم، بطريقة تدل على أنه استعد جيدا للعملية، وربما تدرب عليها مسبقا. فقد دهس أول مجموعة، ثم عاد إلى الوراء وانقض على مجموعة ثانية وثالثة. وقد شوهد الجنود يهربون في شتى الاتجاهات وهو يطاردهم بالشاحنة، إلى أن قام اثنان منهم بإطلاق وابل من الرصاص باتجاهه (13 رصاصة)، وقتلوه وشلوا حركته.
وقد أسفرت العملية عن مقتل 4 (جندي ومجندتان وامرأة ثالثة برتبة ضابط)، وإصابة 17 شخصا بجراح جسدية، بين صعبة ومتوسطة وخفيفة، وأصيب نحو 20 آخرين بالصدمة النفسية.
وأصدر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، بيانا أعلن فيه عن بدء تحقيق في ظروف العملية وكيفية استخلاص العبر منها. ودافع فيه عن الجنود الذين هربوا، وقال إنهم لم يستوعبوا أنها عملية إرهابية، وظنوا أنها حادثة طريق، إذ إن الشاحنة حملت لوحة أرقام إسرائيلية صفراء. وعندما استوعب اثنان منهم أنها كذلك، سارعوا في إطلاق الرصاص وقتل منفذ العملية.
وحضر إلى ساحة العملية كل من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، أفيغدور ليبرمان، ورئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت. فواجههم نحو 20 شخصا من نشطاء اليمين المتطرف الذين طالبوا بإسقاط نتنياهو ومحاكمة آيزنكوت. وصرخ أحدهم: «هذه هي نتيجة محاكمة أليئور أزاريا» (الجندي الإسرائيلي الذي أدين بقتل الجريح الفلسطيني عبد الفتاح شريف). فالجنود خافوا من محاكمتهم إذا أطلقوا الرصاص على الفلسطيني، مثلما حصل لأزاريا، ولو أطلقوا الرصاص منذ البداية، لما وصل عدد القتلى إلى هذا الحد.
يذكر أن العملية كلها، منذ أن بدأ الشاب الفلسطيني عملية الدهس وحتى مقتله، لم تستغرق أكثر من 30 ثانية.
وقد اتهم كل من نتنياهو وليبرمان منفذ عملية الدهس، بالإعراب عن تأييده، في الماضي، تنظيم داعش. وقال نتنياهو: «نحن نعرف هوية المنفذ وهو من مؤيدي (داعش)». وتباهى بالإجراءات التي اتخذها قائلا: «لقد فرضنا إغلاقا وطوقا داخليا على حي جبل المكبر الذي خرج منه منفذ العملية، كما نقوم بعمليات أخرى لا يمكنني الإفصاح عنها الآن، ونحن نعلم بوجود سلسلة من العمليات، ولا نستبعد وجود رابط بينها، والآن وصلت إلى القدس، ونحن سنحارب هذا الوباء وسننتصر عليه».
من جهتها، أعلنت شرطة القدس والمخابرات عن استنفار أمني وحالة طوارئ. وقالت الشرطة إنها ليست لديها معلومات عن وجود أي خلفية للمنفذ، وإنه لا ينتمي لأي من التنظيمات، وكذلك لا تتوفر لديها أي معلومات عن دوافعه حتى الآن. وقال القائد العام للشرطة، روني الشيخ، إن الشرطة لم تملك أي معلومات عن العملية قبل حدوثها، مؤكدًا نشر 300 عنصر إضافي من قواته في القدس الشرقية. وأعلن فرض أمر حظر نشر على التحقيقات المتعلقة بالعملية. وتابع: «إن منفذ العملية يحمل الهوية الإسرائيلية، التي تمكنه من قيادة مركبة تحمل لوحة ترخيص صفراء». ولم يستبعد أن تتحول العملية إلى تقليد لعمليات الدهس التي تنفذ في أوروبا هذه الأيام.
أما في الجانب الفلسطيني، فقد أفيد بأن الشرطة الإسرائيلية تنفذ هجوما شرسا على سكان القدس الشرقية العرب، وخصوصا حي جبل المكبر، انتقاما للعملية. وأنه جرى اعتقال والد ووالدة الشاب فادي قنبر للتحقيق، ومعهما عدد آخر من الأقارب. وقد باركت كل من حركة «الجهاد الإسلامي» و«حماس» عملية الدهس واعتبراها بطولية. واعتبر الناطق باسم حركة «الجهاد الإسلامي»، داود شهاب، أنها «رد طبيعي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا الفلسطيني»، فيما قال المتحدث باسم حركة «حماس»، فوزي برهوم، في تصريح صحافي، إن هذه العملية «تأكيد على أن المقاومة مستمرة وانتفاضة القدس ماضية، وأن كل محاولات القتل والإجرام والإرهاب الإسرائيلي بحق شعبنا ومقاومتنا وأهلنا في القدس، لن تكسر إرادة المقاومة، ولن تزيدها إلا إصرارًا على المضي في طريق الجهاد والمقاومة؛ دفاعًا عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وبكل ما أوتينا من أدوات وأشكال المقاومة». وحمل برهوم الاحتلال المسؤولية الكاملة عن كل هذه النتائج. وقال: «الاحتلال هو المسؤول عن تفجير الأوضاع في القدس، وحكومته العنصرية، بسياساتها المتغطرسة والفاشية بحق شعبنا ومقدساتنا، تعتبر صانعة سفك دماء من هذا القبيل».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.