«الخارجية» الإيرانية: لا بديل عن اﻷسد في الظروف الراهنة

شمخاني وصل إلى دمشق لإجراء محادثات حول تطورات المشهد السوري

«الخارجية» الإيرانية: لا بديل عن اﻷسد في الظروف الراهنة
TT

«الخارجية» الإيرانية: لا بديل عن اﻷسد في الظروف الراهنة

«الخارجية» الإيرانية: لا بديل عن اﻷسد في الظروف الراهنة

وصل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني إلى دمشق، أمس، لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين.
ويلتقي شمخاني خلال الزيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد ورئيس مكتب الأمن الوطني في النظام السوري اللواء علي المملوك، ليتباحث معهما «حول القضايا الإقليمية المهمة والعلاقات الثنائية إلى جانب تطورات المشهد السوري وأحدث التطورات المتعلقة بمكافحة الإرهاب»، بحسب ما أعلنت وكالة «إيرنا» الإيرانية.
يذكر أنه سبق لشمخاني أن أجرى محادثات مع علي المملوك ووزير خارجية النظام السوري وليد المعلم قبل أسبوع في طهران.
ويرافق شمخاني خلال هذه الزيارة مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري، وقال فور وصوله إلى دمشق، إن «هذه الزيارة تأتي في إطار التنسيق والتعاون بين إيران وسوريا وروسيا، والتهنئة بمناسبة تحرير مدينة حلب».
إلى ذلك، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن «القسم الأكبر من دول العالم التي سعت بقوة خلال الأعوام الماضية لتنحية الأسد وإحلال آخر بدلا منه، أخذت تدرك شيئا فشيئا حقيقة أن لا بديل عن الأسد في الظروف الراهنة». وعدّ أن «بعض الدول مارست لعبة قمار خطيرة ووضعت كل ما تملك على طاولة القمار، ودفعت ثمنا باهظا، وهو بطبيعة الحال أمر لم ولا يسرنا».
وأضاف قاسمي في حوار مع وكالة أنباء «فارس»: «حتى الحكومات الغربية أدركت منذ أمد حقائق المنطقة وسوريا، ومن الطبيعي ألا تعلن عن ذلك صراحة، ونحن لا نتوقع منها ذلك، إلا أن المبدأ المهم هو أن تتمكن من تغيير سلوكها على أرض الواقع».
وتطرق إلى التفاهم الروسي - التركي - الإيراني قائلا، من الطبيعي جدا ألا تكون وجهات نظر الدول الثلاث متفقة تماما حول القضية السورية، إلا أن المهم هو «أن نتمكن في إطار مبادئ عامة من الوصول إلى تفاهم لفتح الطريق من أجل التقدم إلى الأمام، وأن نستطيع بالتالي معالجة الأزمة السورية التي تعد كارثة إنسانية وعالمية ومأساة القرن».
وفي بيروت، استقبل رئیس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحریري، أول من أمس، رئیس لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة فی مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدین بروجردي، فی حضور السفیر الإيراني لدى لبنان محمد فتحعلي والوفد المرافق.
بعد اللقاء، قال بروجردي: «ركز الرئیس الحریری خلال هذا اللقاء، على الدور القیم والبناء، الذی یستطیع القطاع الخاص فی كل من البلدین أن یقوم به، فی مجال تحقیق (هذا الهدف المنشود)، كما تحدثنا حول مختلف التطورات الإقلیمیة، وحول استتباب الأمن فی ربوع المنطقة، وحول آخر المستجدات على الساحة السوریة». وأردف: «شعرنا خلال هذا اللقاء بأن هناك موقفًا مشتركًا لدى إيران ولبنان الشقیق، یرتكز على ضرورة توخي الطریق السیاسي لمعالجة الأزمة فی سوریا. ولا شك في أن الأمن المستتب والمستقر فی سوریا، ینعكس إیجابًا على الأمن والاستقرار في لبنان وفي إیران والمنطقة بشكل عام».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.